01-04-2009

الرئيسيةأخبار الوطناتصل بنا 

استبعاد لقاء الأسد وأوباما في أنقرة

 

قللت مصادر أمريكية في واشنطن  من توقعات لقاء مرتقب بين الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الأمريكي باراك أوباما، وذلك على أساس أنه لا يوجد حتى الآن سفير أمريكي في دمشق، ولا حتى زيارة لمسؤول كبير على مستوى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون لسوريا. وأضافت المصادر أن الشيء الوحيد المؤكد أنه يوجد حالياً حوار مفتوح ومتصل ومباشر بين السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى وجيفري فيلتمان مسؤول الخارجية الأمريكي.
وكانت معلومات قد ترددت عن توقع عقد لقاء ثنائي بين رئيسي سوريا والولايات المتحدة على هامش زيارة الأخير المقررة بعد أيام لتركيا.

وكان الصحافي المخضرم سيمور هيرش قد كشف في تقرير إخباري مهم نشر في ال “نيويوركر” انفتاح سوريا للحوار مع الولايات المتحدة وكذلك الدخول في تسوية مع “إسرائيل”، مشيراً الى توصل الطرفين في المحادثات غير المباشرة التي جرت برعاية تركية، الى حل الكثير من الأمور الفنية المعقدة بما في ذلك الاتفاق من حيث المبدأ على تطبيع العلاقات الدبلوماسية، حسب هيرش.

وعرض هيرش لرسائل عبر البريد الالكتروني متبادلة مع الأسد أخبره خلالها - بعد أيام قليلة من وقف “إسرائيل” لهجماتها على غزة - بأنه على الرغم من أن “إسرائيل” تفعل كل ما بوسعها لتقويض فرص السلام، إلا أنه لا يزال مهتماً بعملية السلام، وأضاف “علينا الانتظار لبعض الوقت لنرى كيف ستتطور الأمور وهل سيتغير الموقف، ولا نزال نعتقد أننا في حاجة للتوصل الى حوار جاد يقودنا الى السلام”.



وكان هيرش الذي تحدث أمام حوالي ألفي شخص بجامعة جورج تاون مساء الاثنين الماضي، قد أكد على وجود فرصة لمسها خلال عمله على هذا الموضوع، وتتمثل في انفتاح سوريا حيال الولايات المتحدة، وأن هناك تطلعاً سورياً للتواصل مع الغرب.



وعرض هيرش للرؤية “الإسرائيلية” من خلال قناعات نتنياهو بأن التواصل حول “السلام” مع سوريا قد يساعد في خلق احتمالات توجيه ضربة لإيران، وهي هدف “إسرائيل” الأساسي في المستقبل (بعد حوالي العامين). وأكد هيرش أن “إسرائيل” فشلت في تحقيق أهدافها من اجتياح غزة - والذي تم على الأرجح بوجود متابعة من مكتب الاستخبارات الأمريكي بالسفارة الأمريكية في القاهرة - فلم تستطع “إسرائيل” تحقيق هدفها بالقضاء على قادة “حماس”، كما خسرت الرأي العام في الوقت ذاته، حيث نجحت “حماس” بمجرد أنها استمرت في البقاء.



هيرش كشف عن وجود تدخل مباشر من قبل إدارة أوباما، حيث قام مستشار مجلس الأمن القومي الحالي الجنرال جيمس جونز بدور لإنهاء الحرب على غزة قبيل إلقاء أوباما لخطاب تنصيبه، فأنهت “إسرائيل” عملياتها التي كانت مقررة في نهاية يناير/ كانون الثاني، ولكن في الوقت ذاته تلقت بوضوح رسالة أوباما بأنه سيظل حليفاً ل “إسرائيل” لكنه “لن يعطيها أبداً شيكاً على بياض”.



وكشف هيرش أيضاً عن وجود انفراج لدى إدارة أوباما نحو فكرة التعاطف مع سوريا ومع قيام سوريا بدور جيد مع “حماس” وحزب الله، وهو الأمر الذي كان مرفوضاً البتة لدى إدارة بوش (الراحلة).



وحول هذه النقطة ذكر أحمد سلفيني المتحدث الصحافي باسم السفارة السورية في واشنطن ل “الخليج” بأن سوريا تحث إدارة أوباما على فتح حوار عميق وجدي مع سوريا، وأضاف، أن موضوع وساطة سوريا مع “حماس” وحزب الله، لا علاقة لها بالمباحثات غير المباشرة أو المستقبلية حول “عملية السلام” بين سوريا و”إسرائيل”.



وأكد سلفيني أن هناك فرقاً كبيراً ينبغي تحري الدقة بشأنه عند الحديث عن محادثات ثنائية سورية أمريكية، وربط ذلك ب “حماس” وحزب الله، حيث سيكون على واشنطن أن تتحدث بشأن حماس مع الفلسطينيين، وكذلك بشأن حزب الله. لكن والكلام لسلفيني إذا تحدثنا حول عملية سلام شاملة فالأمر مختلف، فإن هذه القوى، أي حماس وحزب الله، يجب أن تكون على خارطة المحادثات، وسوريا ليست وسيطاً، إنما عامل “مساعد” على فتح حوار وقنوات مع هذه الأطراف. وأعاد سلفيني التأكيد على معنى ذلك بقوله، “عند الكلام عن مسار سوري “إسرائيلي” مستقبلي فهذا لا يعني حماس وحزب الله، ولكن عند الكلام عن عملية سلام شاملة فالأمر مختلف، طبعاً سوريا مستعدة للمساعدة في فتح قنوات مع هذه الأطراف”.



وكان هيرش في معرض تأكيده على وجود رؤية “إسرائيلية” تحبذ تواصل سوريا مع الغرب وسحبها بعيداً عن إيران، فقد أكد أيضاً أن الجولان المحتل ليس مجرد أرض تاريخية تابعة لسوريا، إنما هو موقع مهم بثرواته المائية والاستراتيجية بالنسبة لسوريا، قد تم التواصل بشأنها في المحادثات السورية “الإسرائيلية” بما في ذلك معظم المسائل التكتيكية ووضع النقاط المرتفعة والمياه. وأعرب عن اعتقاده أنه تم التوصل الى توافق تحتفظ “اسرائيل” بموجبه بمناطق (التزلج) في جبل حرمون، وأن نتنياهو سينتظر أشهراً قليلة قبل استئناف المحادثات مع سوريا لأنه يريد أن تكون هذه العملية من صنع إدارته وليس من صنع الإدارة “الإسرائيلية” السابقة.

هيرش قال “ببساطة لقد كان الرئيس السوري يقول نعم للتواصل مع واشنطن منذ حوالي 6 سنوات ولكننا ببساطة لم نسمعه”.

وأضاف، لدينا الآن الرئيس (باراك أوباما) وهو أول وأكثر رئيس أمريكي لديه فكرة حقيقية عن الإسلام، وعن الإمكانات المتاحة إزاء حل مشكلة الشرق الأوسط، وهو منفتح على فكرة القيام بدور حقيقي في عملية السلام، وأشار هيرش الى أن أوباما الذي أرسل ل “اسرائيل” قبيل تنصيبه وعبر مسؤول أمريكي كبير بألا تتوقع منه شيكاً على بياض، هو نفسه الذي التقى مع الرئيس كارتر وتشاور معه مطولاً حول الوضع في الشرق الأوسط.

المصدر:صحيفة الخليج  الاماراتية  -  أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوريوإنما تعبر عن وجهة نظر أصحابها