أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

01/04/2010

 

جنبلاط في دمشق

"زيّان" 

 

ما حصل حتى الآن ومنذ زيارة الرئيس سعد الحريري ثم زيارة زعيم الجبل وليد جنبلاط لدمشق، يمكن وصفه بالقرار الشجاع والخطوة الحكيمة. كما يمكن وضعه في خانة الايجابيات التي تساهم في اعادة الروح الى العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتقويم ما اعتراها من اعوجاج واعتلال وانحرافات.
طبعا ليس من المبكر او السابق لاوانه القول ان زيارة وليد بك للعاصمة السورية من شأنها ان تضيف زخما ودعما الى ورشة اعادة ترشيد العلاقات بين دولتين تكاد الحدود بينهما ان تكون رمزية، وفي احسن الحالات والظروف اسما لغير مسمى.
ليس الوقت وقت المحاسبة والمعاتبة وليست المناسبة لنبش الدفاتر القديمة والبحث بين طياتها عما فعل هذا الفريق او ذاك، انما هو وقت تقديم المصلحة الوطنية العليا للبلدين على كل ما هو شخصي او فئوي. والمناسبة فرصة لاستدراك كل اخطاء الماضي وشوائبه، والتعاون الصادق والدؤوب لتنقية الاجواء من كل ما اعتراها من شحن، وتشنج، وتلبد، واحتقان...
من هذه الزاوية، زاوية المصالح المتبادلة والتعاون الشفاف في شتى الميادين، وفي كل ما يعود على البلدين بالخير والتقدم والازدهار، نظر الحكماء والعقلاء من اللبنانيين الى الزيارة – الحدث للرئيس الحريري التي فتحت الطريق بين بيروت ودمشق على مصراعيها.
ومنها كذلك، وبالاهمية ذاتها ينظرون اليوم الى الزيارة الجنبلاطية التي شغلت لبنان السياسي والرسمي والشعبي فترة قياسية، والى حين اعلان وصول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الى قصر الشعب.
وفي هذا الصدد، وتأكيدا لاهمية خطوة الرئيس الحريري، وتاليا خطوة الزعيم الجنبلاطي، يشير سياسيون بارزون الى ان كثيرين يحسدون وليد بك لنجاحه اخيرا وبعد جهد جهيد في الوصول الى قصر الشعب ومقابلة الرئيس بشار الاسد، والعودة الى بيروت مع الصورة التذكارية.
بل ان هناك المزيد والمزيد ممن يتمنون عودة قطار العلاقة بين الزعامة الجنبلاطية ودمشق الى سكته السابقة، اي السكة السليمة والسالكة والآمنة.
ومن باب الاعتقاد الراسخ ان مثل هذه الخطوات يقدم مساهمة فعالة في اقناع المترددين من القادة اللبنانيين، وطمأنتهم الى ان سوريا ستبقى ضرورة لبنانية، في كل الظروف، ومختلف الأزمنة، وظالمة كانت او مظلومة.
المهم الآن، وبعد اتمام الزيارة، ان توظف الطاقات اللبنانية القريبة من العاصمة السورية، ومعها الطاقات السورية المؤمنة باهمية صفاء الجو بين العاصمتين، في سبيل تأسيس علاقات جديدة فعلا، واخوية فعلا، وندية فعلا، وممتازة فعلا.
وعلى اساس طي صفحة من الماضي والانفتاح على صفحة من المستقبل. فما بين بيروت ودمشق، جغرافياً وتاريخياً، ليس بين اي دولتين عربيتين او غربيتين.

المصدر:صحيفة النهار اللبنانية  -   أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري