أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

01/06/2010

 

الإسرائيليون يجمعون على فشل معركتهم مع أسطول الحرية ويتبادلون الاتهامات

 

 

أجمع الإسرائيليون من وسائل إعلام ومحللين ووزراء وعسكريين الثلاثاء على فشل إسرائيل في مواجهة قافلة الحرية سياسيا وعسكريا رغم النتائج المأساوية وبرز تبادل الاتهامات بين الحكومة والجيش حول الإخفاق في الاستعداد للعملية العسكرية ضد القافلة لكن الفشل الأكبر، وفقا للإسرائيليين، كان في الحلبة الإعلامية الدولية.
ونقل موقع يديعوت أحرونوت الالكتروني عن وزراء إسرائيليين قولهم إنه خلال المداولات التي سبقت العملية العسكرية ضد قافلة الحرية وعد الجيش الإسرائيلي بأن العملية ستنتهي بدون إصابات بينما قال ضباط كبار أنه تم استعراض احتمالات أمام الحكومة بأن العملية ستنتهي بسقوط قتلى وجرحى.

لكن في دوامة الاتهامات هذه وجه وزراء اتهامات إلى القيادة السياسية، أي هيئة (السباعية) الوزارية والحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية، التي صدقت على العملية العسكرية وطالبوا بعدم تحميل الجيش المسؤولية عن النتائج.

ورأت جهات في الحكومة أنه كان يتعين على الجيش الاستعداد بوسائل تكنولوجية متطورة من أجل منع اللقاء بين مقاتلي الكوماندو البحري والمسافرين على متن السفن التي أبحرت باتجاه غزة.

ووجه ضباط كبار إصبع الاتهام إلى القيادة السياسية وقالوا إنه قبل سفر رئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) إلى أمريكا الشمالية جمع هيئة السباعية مرة أخرى ودقق بتفاصيل العملية وقرر المصادقة على القرار نفسه الذي تمت المصادقة عليه قبل ذلك.

وأشار الضباط إلى أن المستوى السياسي حصل على صورة الوضع منذ اللحظة الأولى وعلم تماما ما الذي سيحدث.

وأوضح الضباط أنه لا ضمان للنجاح بنسبة مائة بالمائة لعملية في قلب البحر، والمسؤولية في نهاية المطاف ملقاة على القيادة السياسية والمستوى التنفيذي ينفذ القرارات والجيش ينفذ ما يكلفونه به.

وقال وزير يبدو أنه عضو في (السباعية) إن الخطأ كان ربما بأننا لم ندرك حجم احتمال تدهور الأمور في هذه القصة ولم نقدر الأمور بشكل صحيح في السباعية ولا في جميع استعدادات الجهات الأمنية لوقف هذه القافلة.

وتدل التقديرات بين القيادة السياسية على أن الانتقادات الدولية الواسعة للغاية ضد إسرائيل ستؤدي إلى زيادة تراجع مكانة إسرائيل في الحلبة الدولية. ولفت مسؤول كبير بوزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أن تأثير ذلك لن يكون أقل من تقرير غولدستون والانتقادات التي وجهت لإسرائيل خلال عملية الرصاص المسكوب العسكرية.

وامتلأت الصحف الإسرائيلية الثلاث الكبرى، (يديعوت أحرونوت) و(معاريف) و(هآرتس)، بعشرات المقالات والتحليلات التي أجمعت غالبيتها الساحقة على الفشل الإسرائيلي وعكست حالة من خيبة الأمل حيال الأداء الإسرائيلي.

وفي (يديعوت أحرونوت) رأى كبير المعلقين ناحوم برنياع أنه "بامتحان النتيجة، فإن السيطرة على سفينة الاحتجاج التركية انتهى بطلوع الروح وتساءل أنه إذا كانت إسرائيل تعتبر أن نشطاء قافلة الحرية (زعران) فلماذا منحت إسرائيل هؤلاء ما يريدونه تماما، في إشارة إلى إثارة قضية الحصار على غزة.

وتساءلت المحللة السياسية سيما كدمون حول سبب انتهاء أي شيء فعلته إسرائيل في السنوات الأخيرة بانعدام الإتقان وانعدام التفكير والإهمال.

وطالب المحلل الاقتصادي سيفر بلوتسكر وزير الدفاع ايهود باراك بالاستقالة. وكتب أنه ليس مهما كيف تم اتخاذ القرار بالدخول إلى فخ حماس الاستفزازي وليس مهما ماذا كانت البدائل التي تم استعراضها أمام (السباعية) وإنما الأمر المهم هو النتيجة وهي أن ايهود باراك فشل وعليه أن يستقيل.

وتناول المحلل السياسي ايتان هابر نشوة القوة الإسرائيلية وقال إنه كان بالإمكان حل الأمر بطرق سلمية لكننا أكبر من الجميع فقد فجرنا مفاعلات نووية واقتحمنا بلباس نسائي غرف نوم مخربين في بيروت (في إشارة إلى عمليات اغتيال نفذها باراك) وعينتيبة واعتقدنا دائما أن القوة هي الحل.

وفي (هآرتس) كتب المحلل العسكري عاموس هارئيل إن إسرائيل ستواجه صعوبة بالغة في شرح موقفها أمام العالم لأنه لا يمكنها أن تفسر النتائج المتمثلة بسقوط تسعة مواطنين قتلى ومن دون قتلى في جانبنا، وهؤلاء أيضا مواطني دولة كانت حتى قبل وقت قصير صديقتنا الكبرى في المنطقة.

وطالبت افتتاحية الصحيفة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية ومستقلة للتدقيق في اتخاذ القرارات وتحديد من يتوجب محاكمته على هذه السياسة الخطيرة، معتبرة أن المسألة لا تتعلق بمن سينتصر وإنما من سيفوز بنقاط في الرأي العام وبالشرعية والتفهم "وفي هذا الامتحان فشلت حكومة نتنياهو فشلا ذريعا.

وفي (معاريف) كتب المحلل السياسي بن كسبيت أنه لا يكفي أن تكون محقا في البحر وإنما عليك أن تكون حكيما، والعملية البحرية فجر أمس (الاثنين) كانت غباء مطلقا ومزيج من الإخفاقات. ورأى أنها ستلحق ضررا كونيا لإسرائيل في مجالات لا نهاية لها.

ورأى المحلل العسكري عوفر شيلح أنه بالنسبة لإسرائيل العالم كله عينتيبة، في إشارة إلى عملية الكوماندو الإسرائيلي في عاصمة أنغولا لإنقاذ إسرائيليين في طائرة مخطوفة في سبعينيات القرن الماضي.

المصدر:صحيفة القدس العربي  - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري