أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

01/08/2010

 

ملاسنة كلامية تنتهي بالقتل

 

 

ينطلق (حسين ـ ش/ 28 عاماً) إلى العمل يومياً في أحد المطاعم المشهورة في مدينة دمشق، ليعود في ساعة متأخرة من الليل، بعد تعب ساعات طويلة وجهد كبير، ولدى دخول الشاب حسين منطقة سكنه الواقعة في أحد الأحياء الشعبية، يُفاجأ بمجموعة من الفتيان العاطلين عن العمل، فلا عمل لهم سوى مضايقته بالكلام والسخرية منه، وما يثير الدهشة والاستغراب لدى هذا الشاب هو أنّ رفيق دربه موجود بينهم يشاركهم سخريتهم واستهزاءهم ضدّه.
اعتاد (حسين ـ ش) مضايقات فتية الحارة وصديقه، ولم يُعِر الموضوع اهتماماً كبيراً، فهو محبّ لعمله وغارق فيه، وسارت الأمور على هذا النحو حتى وقع ما لم يكن في الحسبان.
ففي أحد الأيام، وبينما كان (حسين ـ ش) يعمل داخل المطعم، حضر إليه رفيق الدرب (أحمد ـ ف)، وطلب لقاءه، خارجاً وعلى مرأى الشهود وزبائن المطعم وقعت ملاسنة كلامية بينهما انتهت باستدارة (حسين ـ ش) لإكمال عمله، إلا أنّ (أحمد ـ ف) غدره من الخلف وعاجله بطعنة بموسى «الكباس» استقرت في خاصرته، ومن ثمّ فرّ هارباً.
سقط حسين وهو ينزف بغزارة، ولا يعلم ما الذنب الذي اقترفه في حق الصداقة وصديقه، وعلى الفور قام أحد شهود العيان بنقله إلى أحد المستشفيات القريبة بواسطة سيارة أجرة عمومية عابرة أمام المطعم، وبحسب شاهد العيان أجري عمل جراحي للمدعو (حسين ـ ش)، وخلال ذلك كانت دورية شرطة قد وصلت إلى المستشفى، وباشرت التحقيق بالحادثة، وبعد أن أصبح (حسين ـ ش) في حالة تمكّنه من الكلام، أفاد في محضر ضبط الشرطة أنّه على معرفة بالفاعل، ويدعى أحمد، الذي حضر إليه إلى المطعم، وراح يهدده بأنّ شخصاً ثالثاً نقل عن لسانه كلاماً يحتوي مسبّات وشتائم تطاول سمعة عائلة أحمد، وبحسب إفادته أنكر كلّ ما نسب إليه، وطلب من صديقه الذهاب في حال سبيله، فما كان من أحمد إلا أن هدده بأنّه سيعود برفقة شقيقه لتأديبه، وأضاف حسين، في محضر اعترافه أمام دورية الشرطة، أنه بعد ساعة من الزمن رجع أحمد ومعه شقيقه الأصغر، الذي وقف على مقربة منهما، يترقب ما يحدث إلى أن وقعت الواقعة التي انتهت به على سرير المستشفى.
انتهت التحقيقات بمعرفة الجاني أحمد، وبالبحث والتحري عنه تبيّن أنه متوارٍ عن الأنظار في جهة مجهولة ولم يعثر عليه رغم البحث المتواصل عنه.
وأكدت مصادر الشرطة أنّه بعد مضي أسبوعين على وقوع الحادثة، وأثناء وجود دورية الشرطة نفسها، التي فتحت التحقيق، في مهمة ضبط النظام والشغب في إحدى مباريات كرة القدم في ملعب العباسيين، لاحظ عناصر الدورية عراكاً بين شخصين؛ أحدهما يحمل موسى محاولاً طعن الآخر، وبعد التدخل والإمساك بالمتشاجرين تبيّن أنّ حامل السكين هو شقيق المصاب حسين، وأنّ الشخص الآخر هو الجاني أحمد الذي تبحث عنه الشرطة لإقدامه على طعن حسين الراقد في المستشفى، والذي يعاني من إصابته الخطرة.
وبالتحقيق مع أحمد، اعترف بإقدامه على طعن حسين بموسى «كباس»، برواية أخرى ادعى فيها أنّه، خلال العتاب والملاسنة الكلامية، أقدم حسين على إشهار أداة حادة في وجهه، محاولاً طعنه بها، فما كان منه إلا أن خلصه إياها ورماها أرضاً، فعمد حسين، نتيجة ذلك، إلى إحضار «بورية حديد» لضربه بها، عندها وقعت الموسى بحوزة أحمد وطعنه بها.
وأكد الجاني أحمد أنّ شقيقه لم يتدخل في الحادثة وأنه يتحمّل المسؤولية كاملة.
وبالرجوع إلى حالة حسين ووضعه الصحي، تبيّن أنه في حالة عدم استقرار، ونتيجة عدم تماثله للشفاء تمّ نقله إلى وحدة العناية المركزة في المستشفى، حيث بقي فيها ثلاثة أيام توفي بعدها، متأثراً بإصابته البالغة، أمّا الجاني أحمد، فيحاكم الآن أمام محكمة الجنايات الأولى في دمشق.
قانونياً، وبحسب الأستاذ المحامي يوسف نادر عساف، يخضع الجاني للمادة 533 من قانون العقوبات السوري العام، بجرم القتل قصداً: «من قتل إنساناً قصداً عوقب بالأشغال الشاقة من 15 سنة إلى 20 سنة».

المصدر:صحيفة بلدنا السورية - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري