أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

11/06/2010

 

فريد مكاري : لم أر مسؤولاً سورياً زار لبنان وما اتفق عليه لم ينفذ

 

‮توقع نائب رئيس مجلس النواب اللبناني فريد مكاري أن يتعرض لبنان لبعض الحوادث والاعتداءات من اسرائيل, لأن زيارات الموفدين الدوليين اليه في الشهر الأخير توحي بذلك, مطالباً ب¯"عدم اعطاء اسرائيل ذريعة لشنها اي عدوان محتمل, باعتبارها دولة عدوة ولا تنتظر الذرائع حتى تمارس عدوانيتها".
كلام مكاري جاء في سياق حوار أجرته "السياسة" معه, رأى فيه "أن تهديد اسرائيل للرئيس سعد الحريري, باعتباره أحد القادرين على ازعاجها وفضح مخططها". ولم يخف ملاحظاته تجاه الزيارات المتكررة لسورية, متسائلاً "لماذا لم ير مسؤولاً سورياً يحضر الى لبنان للقاء المسؤولين اللبنانيين?", ومثنياً على الدور التركي في دعم الموقف العربي.
وأكد مكاري أن مشكلة الدول العربية تكمن بعدم وجود موقف موحد وجامع فيما بينها, مقللاً من أهمية غياب رئيس الهيئة التنفيذية ل¯"القوات اللبنانية" عن اجتماع طاولة الحوار في 17 الجاري, لارتباطه بأمور خاصة ليس لها اي خلفية سياسية, كاشفاً عن انه هو أيضاً كانت لديه ملاحظات على كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان بما يتعلق بالمقاومة, معتبراً رد وزير المال السابق جهاد أزعور على سؤال رئيس مجلس النواب نبيه بري عن طبيعة صرف مبلغ 11 مليار دولار كان "كافياً".. وهنا نص الحوار:


رغم رسائل التطمين التي تلقاها رئيس الحكومة سعد الحريري, ما زال البعض يعتبر أن لبنان في قلب العاصفة وأن خطر شن اسرائيل حرباً عليه لم ينته بعد, كيف ترى الوضع وهل أنت مطمئن على لبنان من الناحية الأمنية?
من ناحية الوضع في الداخل, لدي قناعات بعدم وجود اي مسببات لحصول مشكلات أمنية بالمعنى الكبير. قد تقع حوادث صغيرة هنا أو هناك, فهذه مسألة طبيعة لأنه ربما في بعض الدول تعطى لهذه الحوادث أحجام أكبر من حجمها الحقيقي. ولكن في الواقع لدي قناعة بالنسبة للأمن داخل البلد, لا يوجد اي مشكلة بالمعنى الصحيح.
أما في الموضوع الخارجي, فقد نكون أغبياء اذا حاولنا الاختباء خلف اصبعنا طالما أننا في موقع جغرافي وسياسي, مع تواجد قوى متعددة في البلد, قد يكون لبنان معرضاً لبعض الحوادث المتوقعة أو الاعتداءات والحروب. وان زيارات المسؤولين الدوليين الى لبنان وبهذا الشكل المكثف في الشهر الأخير, توحي بوجود مشكلة, وليس بالضرورة أن تكون في القريب العاجل, وهناك احتمال كبير بوجود خطر على لبنان, لكنه غير واضح المعالم بعد. من واجبنا كلبنانيين, وكقوى سياسية مشاركة في هيئة الحوار, منع المسببات التي قد تعرض لبنان الى مشكلة أمنية, أو اجتياح اسرائيلي جديد, أو ضربة عسكرية.
بالتأكيد الزيارات التي قام بها رئيس الحكومة سعد الحريري الى الخارج, تندرج تحت هذا العنوان. ولقد نجح الحريري الى حدٍ كبير بشرح الوضع في لبنان للمسؤولين العرب والأجانب الذين يلتقيهم في هذه الزيارات, باعتبارهم من القوى المؤثرة في المنطقة. وهذا برأيي تصرف ايجابي, لا يلغي احتمالات حدوث اعتداءات متوقعة, انما قد يساهم في ابعادها. قد نستطيع الغاءها اذا عرفنا كيف نتعامل مع هذا الوضع داخلياً.
البعض ينصح بعدم اعطاء اسرائيل ذريعة للاعتداء على لبنان خصوصاً من قبل "حزب الله", ولاسيما بعد تهديد الامين العام ل¯ "حزب الله" السيد حسن نصر الله في خطابه ما قبل الأخير, بقصف كل البواخر التي ستتوجه الى المرافئ الاسرائيلية, كيف يمكن للبنان في ظل هذه الأجواء ألا يعطي ذريعة لاسرائيل للاعتداء عليه?
عدم اعطاء الذريعة قد يكون بأشكال متعددة, وتتمثل بعدم تنفيذ عمليات عسكرية ضد اسرائيل بظرف غير مناسب, كذلك هناك أسباب عدة في المواقف السياسية, ولو قامت اسرائيل بالاعتداء لأن عدم اعطاء الذريعة يكون أقوى أمام المجتمع الدولي, ووقوف المجتمع الدولي الى جانبنا أو ضدنا مسألة مهمة جداً.
اذا صدرت العقوبات ضد ايران كما هو متوقع في غضون هذا الشهر, وقام "حزب الله" بعملية ضد اسرائيل, هذا يعني باعطائها ذريعة للاعتداء والرد. ماذا يملك لبنان من قوة التأثير لمنع حصول هذا الاعتداء?
السؤال معروف ولا حاجة للاجابة عنه, فاذا أعطينا اسرائيل الذريعة, يكون ذلك كافياً للرد والاعتداء علينا. لأنهم يريدون ذلك لضرب لبنان, لأن كل تركيبة لبنان لا تعجبهم, وخصوصاً مبدأ التعايش, وضع المقاومة, اسرائيل دائماً تعمل على اصطياد السبب ونحن من واجبنا أن نمنع هذا.
لماذا لجأت اسرائيل الى تهديد رئيس الحكومة سعد الحريري مباشرة وبالاسم والقول إنها ستدمر لبنان, فلماذا يوجه التهديد لرئيس الحكومة وليس لرئيس الجمهورية ميشال سليمان?
بداية ليس عندي أدنى شك بعروبة الرئيس الحريري ومواقفه الوطنية, وباعتباره هو من يقوم بحركة ديبلوماسية كبيرة. هذه الحركة هي دائماً لمصلحة لبنان ولمصلحة العرب باتجاه السلام العادل الذي لا تؤمن به اسرائيل أبداً. لذلك فهي تعتبر سعد الحريري أحد القادرين على ازعاجهم وفضح مخططاتهم.
ذكرت في موقف سابق, ان النظام السوري ورغم الزيارات المتكررة للرئيس الحريري الى سورية, ما زال يتعاطى مع لبنان بطريقة غير سليمة, فهل توضح لنا ما المقصود بهذا الكلام?
صحيح... حتى الآن وبأبسط قواعد العلاقات بين الدول, لم أرَ مسؤولاً سورياً حضر الى لبنان للقاء المسؤولين اللبنانيين للتنسيق والمناقشة في النقاط المختلف عليها بين البلدين.
إن المسؤولين اللبنانيين يستسهلون الذهاب الى سورية أكثر من مجيء المسؤولين السوريين الى لبنان, فما رأيك?
من يريد الذهاب الى سورية نتمنى له التوفيق ولكن حتى الوعود التي اتفق عليها, لم ينفذ أي شيء منها, لا بالنسبة للسلاح الفلسطيني خارج المخيمات, ولا بترسيم الحدود, ولا حتى في النقاط الأخرى. وأنا هنا لا أتهمهم بالسلبية, ولكن حتى الآن ليس هناك من نتائج ملموسة وايجابية من قبلهم تجاه لبنان.
ماذا يغير دخول تركيا على خط الصراع العربي - الاسرائيلي?
لا شك بأن الوزن السياسي والعسكري الذي تتميز به تركيا, يعطي الثقل لأي طرف يقف الى جانبها, والموقف الشريف الذي وقفته تركيا الى جانبنا, يقوي قدراتنا سياسياً وعسكرياً.
برأيك هل الدخول التركي الى حلبة التنافس السياسي في القضية الفلسطينية, يفرض على اسرائيل التريث في اتخاذ المواقف السلبية تجاه العرب?
لا أستطيع أن أقرر عن السياسة التركية وكما ذكرت, بأن حجم تركيا السياسي والعسكري يبين الفرق الكبير في وقوفها مع أي جانب اقليمي في المنطقة. فاذا وقفت الى جانب العرب, نجد فرقاً كبيراً في قوة الممانعة العربية, واذا كانت الى جانب اسرائيل وهذا الاحتمال طبعاً غير وارد, سيكون هناك فرق كبير أيضاً. موقفها الى جانب العرب, يؤدي بطبيعة الحال الى توازن كبير.
لماذا نلاحظ وكأن الموقف العربي قد تراجع أمام بروز الموقفين التركي والايراني حيال القضية الفلسطينية?
مشكلة الدول العربية تكمن بعدم وجود موقف موحد جامع فيما بينها. ليس فقط بالنسبة الى فلسطين المنقسمة اليوم بين "فتح" و"حماس". موقفهم من العراق غير واضح مثلاً. وهذا الانقسام في المواقف أضعف الدور العربي الذي لا يعبر باتجاه واضح عما يريده. ولو كان التفكير العربي موحداً, لكان وضع العرب السياسي أفضل بكثير.
بالعودة الى الملف الداخلي, هناك معلومات تفيد بأن الرئيس أمين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع والرئيس فؤاد السنيورة, لن يحضروا اجتماع طاولة الحوار في 17 الجاري, ما يجعل الحوار أمام أزمة جديدة, ما معلوماتك حيال هذا الموضوع?
ليست الأمور على هذا النحو أبداً, الدكتور جعجع كان واضحاً بأنه منشغل في الموعد الجديد في 17 الجاري, ولو بقي الموعد كما كان مقرراً في الثالث من الشهر الجاري, لم يكن عنده مشكلة بذلك. وبحسب معلوماتي بأن الالتزامات والموانع التي قد تحول دون حضوره الاجتماع ستكون واضحة أمام الجميع. ولا أعتقد بأن وراء هذا الموقف أسباب سياسية.
لكنه لم يخفِ انتقاده لرئيس الجمهورية أخيراً, فهل تعتقد بأن هذا الانتقاد في موقعه?
ليس هو فقط من كانت له ملاحظات, فأنا أيضاً كان لي تعليق على كلام رئيس الجمهورية ولكن ضمن قناعاتي, لأنه من حق الرئيس أن يعبر عن رأيه باعتباره المسؤول الأول عن هذه المواضيع, ولا دخل لأحد بطريقة تفكيره, وفي الوقت نفسه هذا لا يلزم كل اللبنانيين أن يكون لديهم الموقف نفسه, وبرأيي هناك الكثير من اللبنانيين لا يتفقون مع الرئيس في الطرح الذي أعلنه وأنا واحد منهم.
هل تتوقع التوصل الى ستراتيجية دفاعية في وقت قريب?
هذا ما يتم بحثه على طاولة الحوار. وأعتقد بأنه الموضوع الوحيد الموجود على الطاولة قد يأخذ وقتاً, ولكن في النهاية يجب أن نتوصل الى ستراتيجية دفاعية, تتفق مع السيادة اللبنانية.
ما سر العاصفة التي أثارها رئيس مجلس النواب نبيه بري واصراره على توضيح صرف مبلغ 11 مليار دولار في عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة?
أعتقد بأن أفضل رد على هذا الموضوع, جاء في البيان الذي أصدره وزير المالية الأسبق جهاد أزعور وكان كافياً.
كم يبلغ عدد البلديات التي دعمتها وفزت بها في قضاء الكورة?
الانتخابات البلدية أصبحت وراءنا. وأنا لا أدعي أنني زعيم ويجب أن يكون لدي مرشحون كما يحاول غيري أن يفعل, ولكن البلديات التي تنتمي الى الخط السيادي الذي نؤمن به, كانت أكثر من 20 بلدية. وما يهمني الاشارة اليه بأن كل رؤساء البلديات التي تشكلت في الكورة, هم من أصدقائي ومن الذين أثبتوا خبرة واسعة في مجال الانماء.
لماذا خسر فريق "14 آذار" معركة البترون?
ما كان يجب أن تحصل معركة في البترون من الأساس, خصوصاً وأن رئيس البلدية مشهود له بالعمل الانمائي والاجتماعي في السنوات الست الماضية, والأهالي أعادوا تجديد الثقة به

المصدر:صحيفة السياسة الكويتية  - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري