أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

14/07/2010

 

طالب إقتصاد جسور يسأل وزير: هل يكفيك راتبك للعيش بهناء وبحبوحة؟

 

 

‮بعيداً عن دبلوماسية المسؤول الحكومي راح الدكتور عامر حسني لطفي رئيس هيئة تخطيط الدولة "حالياً" يشرح لوفد كلية الاقتصاد والذين استقبلهم في مكتبه عندما كان وزيراً للاقتصاد "سابقاً" كيف يمكن للمواطن أن يصبح مسؤولاً من درجة وزير وما شابه في سلطات الدولة المختلفة.
وإذا كان كلام د.لطفي قد جاء في معرض الجواب على سؤال طالب جسور يقول.. ما هو الراتب الذي تتقاضاه كوزير وكيف تنفقه وهل يكفيك للعيش بهناء وبحبوحة؟! ..
فإن مكاشفة من هذا القبيل تستطيع أن تلامس وتدغدغ أحلام السوريين في حياتهم اليومية فلطالما يسأل الموظف زميله والطالب رفيقه والعامل جاره ما تصنع لو أصبحت مسؤولاً لا قدّر الله...؟!
بصراحة لا نخاف الحقيقة إذا قلنا بأن حساسية ما تراكمت مع الزمن في عقلية المواطن تجاه المسؤول فالشرخ الذي يعيشه جراء تنكر بعض أصحاب الكراسي لواقع الحياة المعيشية للمجتمع بمجرد تبوءه المنصب يجعل العامة بمنأى عن الوصول إلى هكذا سوية لأن حظ ما قد لا يكون محموداً ربما حتى قبل أن يسحب البساط من تحته ويجرد من مسؤوليته لينفرد منه الأغلبية هكذا بدون سبب فقط من فرط النفور..؟!
مع الزمن ولأسباب كثيرة توسعت الهوة بين المنصب الشارع في مخيلة الناس على الأقل فالشعور العام يرى بأن لعنة الكرسي لابد أنها تصيب من يجلس عليها أول مرة وحلاوة "العز" كما يتندر السوريون تنسي المدير أو الوزير حليب ضرع أمه.
فكيف الحال بأخيه المواطن الذي يسكنه الغبن الدائم والتظلم المزمن والتذمر المتواصل..
في قصة وزير الاقتصاد ومع طالب الاقتصاد واختزال لرأي عام يتعلق بمجتمع بأكمله فمهما حاول صاحب الشأن أن يقترب ويثبت عكس النظرة لابد أن امتحانه خاسر وهذا ما يستطيع الاعلاميون تأكيده لأن محاولات اقناع البعض بإيجابية المسؤول الفلاني لن تتكل بالنجاح في غمرة الانطباع السائد بأن كل على ليلاه يغني..؟!
للأمانة لا يمكن الفصل بين هذا الهم وما يؤرق الحكومة من خطط وبرامج حتى ولو كانت استراتيجية فالهدف الأول والأخير لأي سلطة تنفيذية هو العمل في الميدان بدون تجمل أو ترّفع عما يفوص في عمق معيشة وحياة الناس..
وبكل الأحوال فإن السواد الأعظم من المجتمع هم على اتفاق بشأن الامتعاض من الخطابة والاستعراض والوعود وهي صفات التصقت مع الأيام كالأحافير بين المواطن والمسؤول ولهذا قد تعتاد على اجتماع يتسم بالسلبية تجاه وزير أو مسؤول يكثر من الكلام وبغض النظر عن أفعاله على الأرض فهو "منظّر" في حسابات المجتمع...
قد يقول قائل بأن أحكام المجتمعات صارمة وقاسية وهذا ما يدفع بالوزير لطفي للبدء بسرد تفاصيل فيش راتبه بأنه يحصل على مرتب يقارب الـ70 ألف وهو كفيل بأن يطعمه وأسرته أفضل الوجبات المتخمنة باللحومات والأسماك كل يوم وبحكم منصبه يستطيع امتلاك نحو 30 بدلة رسمية وسيارات وربما بيوتا ويمارس وعائلته السياحة والترفيه...
ولكن حسب الدكتور عامر لطفي فإن هذا الحال لم يأت لولا التعب والجهد وتأهيل الذات كسلاح للوصول إلى مرحلة قطف ثمار التحصيل العلمي والسفر لاستكمال الشهادات في الخارج وهذا ما اعتبره الوزير مصارحة في محلها لمخاطبة أجيال تحلم بمستقبل مجهول الهوية وغير معروف المصير ومع ذلك فإن كلام المسؤول هذا الذي يعد واقعياً لجهة امتلاك الكفاءات الذاتية كجواز سفر للغنى المنشود وهو مقاربة تجلب الراحة وتقدم درساً في الحياة.. فالبقاء في حالة اللارضى عن أداء المسؤول قد تكون إيجابية حتى لا يصاب بالغرور وتحسين الحياة المعيشية للمجتمع هي المحك الذي يبطل مفعول اللاتصالح بين الاثنين ..

المصدر:سيريانديز- أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري