أخبار الوطن الرئيسية

15/03/2011

 

نهر عيشة.. سوق خانقة وكراجات صاخبة

 

 

تتجه الأنظار مجدداً إلى سوق نهر عيشة بعد تخصيص فسحة كبيرة في تلك المنطقة لتكون موقفاً أو محطة باصات لريف دمشق مثل الكسوة والسبينة وداريا والسومرية وغيرها، وتحط عربات الخضار والفواكه رحالها في تلك المنطقة، كما كانت منطقة البرامكة قبل أن يتم إخلاء كراجاتها، وحينما تغلب الصبغة التجارية على منطقة نهر عيشة، فإن ذلك لابد أن يترافق مع مشكلات جديدة.

سوق ضيق وأسعار رخيصة:
سوق نهر عيشة معروف منذ زمن، وهو أقرب بضيقه لحارات دمشق القديمة، وكذلك فإن المحال التجارية فيه ضيقة، وقد لا تتسع لشخصين، والكبيرة منها تتسع لأربعة أفراد، ورغم ذلك قد نصطدم ببائعي ذرة في السوق، وهم يسدون الطريق بعرباتهم، إضافة إلى أن أصحاب المحلات التجارية يحجزون متراً من عرض السوق لعرض تشكيلات من الألبسة التي يبيعونها خارج محالهم، والمشكلة الكبرى بدخول السيارات أيضاً إلى السوق فلا يكاد يخرج منه المتسوق إلا مخنوقاً أو شبه مخنوق، لكن رخص أسعار الملابس في سوق نهر عيشة هي ما يشجع الناس على ارتياده وتحمل ذلك.

شجارات تسببها قلة الطلب:
وبالانتقال من سوق الألبسة إلى كراجات نهر عيشة، يلفت النظر شجارات على مدار الساعة فيها، حيث أن الطلب قل على الـ(سرافيس) في تلك المنطقة بعد أن طالت رحلتها واستبدلها الناس بباصات أخرى، فمثلاً استغنى معظم سكان المنطقة عن (سيرفيس) الكسوة وصحنايا والسبينة التي كانت تقلهم إلى منطقة البرامكة مباشرة دون المرور بكراجات نهر عيشة واستبدلوها بالباصات التي لا تسلك طريق الـ(أوتستراد) كالعسالي مثلاً للوصول إلى البرامكة مباشرة.
وهذا الكساد الذي طال الـ(سرافيس) في منطقة نهر عيشة يثير غضب السائقين الذين يتشاجرون من أجل الركاب، ويصدحون بأعلى أصواتهم لاجتذابهم، الأمر الذي يزيد الطين بلة، فالمتعارف عليه عند معظم السائقين بأنه لا يجوز لأي منه أن ينادي لراكب أو يوافق على صعود أي راكب معه ما لم تمتلئ مقاعد الـ(سرفيس) الذي أمامه بالأكمل، وهذا ما لا يوافق عليه بعض السائقين الذين يرفضون طرد رزقهم بيدهم إرضاءً للعرف القائم، وهؤلاء يؤمنون أن كل سائق يأخذ رزقه حسب شطارته بجذب الركاب عبر الصداح الطويل.

اقتراح لا أكثر:
هذا السيناريو المتكرر يومياً في كراجات نهر عيشة يضطر الراكب لسمع عبارات التلاسن الكلامي بين السائقين، حيث يشتمون بعضهم بالألفاظ النابية والفاحشة للغاية، أما منظمو الكراج فلا حول لهم ولا قوة، وقد يدخلون في معمعمة الألفاظ القذرة أيضاً إذا احتدمت المواقف في الكراج.
وإن كان ليس من المجدي الحديث عن فائدة نقل مواصلات الخطوط العاملة على ريف دمشق إلى كراج نهر عيشة بعد أن أصبح ذلك واقعاً مفروضاً، إلا أننا يجب أن نشير لأهمية تطوير وتنظيم آلية العمل في تلك الكراجات، إذ يمكن أن يوجد أكثر من شخص مشرف على سير الـ(سرافيس) والباصات قبل الدخول في الشجارات، ويجب كذلك تمديد مسير (سرافيس) الكسوة والسبينة إلى البرامكة وليكن موقفها فيما بعد بنهر عيشة علها تجذب الركاب فيرضى الناس والسائقون معاً، والأهم هو تجزئة التعرفة، فالـ(سرفيس) الذي يصل لآخر خط الكسوة وصحنايا يجب أن يتقاضى سائقه تعرفة زائدة عن ذاك الذي لا يكمل مسيره لآخر الخط، وكذلك من المفيد تطبيق تجزئة التعرفة على الباصات أيضاً وليس الـ(سرافيس) فقط.
وعلى أمل تحقيق الأفضل ننتظر.

المصدر :مجلة أبيض وأسود السورية    - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري