أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

17/06/2010

 

نناجي أرواحنا ولا عزاء

غسان المفلح

 

‮إلى أكرم البني حرا بعقله

يقولون أن سورية سايكس-بيكو...ولولا سايكس-بيكو لما كانت سورية...التي يتقاوى عليها الآن...كل من هب ودب..بفضل مركب أمني شخصاني طائفي نهاب...صدقني أبو بيسان...لا أكتب هنا بصفة معارض.
أخبار انتهاء حكمكم وخروجكم من السجن أفرحني كثيرا..ولكنه أحزنني أكثر...لأننا على ما يبدو...
لاعزاء لنا...

تجمعت أقلام ومصالح وطوائف وإسلام سياسي وعلمانيون جدد وأتراك وإيرانيون وإسرائيليون وأوروبيون والديمقراطي الأمريكي أوباما...وساركوزي وكيل شركة داسو لأنتاج الأسلحة...أقلام لا تعترف حتى بشرعية سورية، لأن سورية لم يعد فيها دولة..منذ أن تصحح المسار طائفيا 1970...أقلام تريد توحيدها تارة مع تركية وتارة عربية وأقلام تريد تقسيمها...أقلام لم تاخذ من التجربة العراقية سوى خوفها على النظام... لم تأخذ أن المركب السلطاني الفاسد أنهى الدولة....فإما ان يبقى وإما أن تذهب الدولة...فهل ستذهب سورية؟

أبو النور...الحرية عزاء ولكن.....أين هي؟
فلا حرية بدون دولة ولا دولة بدون حرية...

هل نتحول إلى معارضة هوامش...حكومة ومجلس شعب وحزب بعث...والسدة الأساسية هناك مصانة من أي تغيير....من شرفة قاسيون تتحول دمشق إلى مزرعة يعرف فيها كل داخل وخارج...وكل قرش يصرف، وآليات التوزيع للثروة السورية هذه، تارة يسمونها إشتراكية، وتارة يسمونها لبيرالية، وتارة يسمونها انفتاحا...لكن الأمر كله سلطاني مشخصن، يحيط به مركب بلا قانون...

الحرية الوحيدة المصانة في بلدنا هي حرية النهب...وأصبح للنهب نظاما وقانونا..وربما بعد لأي من الزمن يصبح له دستورا محدثا...
محنتنا في الغرب...ونجاتنا في الغرب...فإين المفر، فالغرب كل الجهات...؟ مفارقة معقدة أليس كذلك؟

التنظير للحالة الطبقية في سورية أمر مهم..والتنظير للحالة الطائفية أيضا، وفصل الشأن الكردي عن الشأن الوطني العام أمر يكاد يصل إلى مبتغاه...!
كنا نقول أن ما تعرضنا ونتعرض له من سجون ومنافي وقطع أرزاق...يكون عزاؤه في محاولتنا أن تكون سورية ديمقراطية وحرة لجميع أبناءها...ماذا نقول اليوم...أردوغان يحتل مساحة تغطي المركب السلطاني النهاب..

كنت ولازلت أدافع منذ زمن بعيد إن كنت تذكر...عن" أن جل طموحنا أن نصبح مثل مصر أو تونس أو المغرب! ولكن حتى هذه النماذج بكل ما فيها أصبحت الآن بعيدة المنال...
منذ أن استتب الأمر لمضعفي الدولة الضعيفة أصلا، لم يعد طموحنا أن نصبح مثل كوريا الجنوبية أو ماليزيا... بل كان طموحنا أن نصبح مثل مصر كما قلت...حتى هذا الحلم أحالوه رمادا..


أنا متأكد أنهم لن يستطعوا حجز كل عقولنا...ولكن هل تكفي حرية عقولنا..لكي نكون مواطنيين أحرار؟
صديقي ورفيقي أبو بيسان...لا يسعني إلا أن أقول مبروك علينا جميعا خروجكم من السجن...
لا يسعنا إلا الاستمرار في النظر إلى المحاولة من أجل الحرية...كعزاء..

المصدر:ايلاف- أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري