أخبار الوطن الرئيسية

16/06/2011

 

جنبلاط يزور تركيا فَروسيّا، دعماً للأسد

 

 

يبدو أنّ رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط استعاد دوره المحوري في اللعبة السياسية الداخلية التي عاد إليها على حصان أبيض، بعد فترة من "اليأس والإحباط". وظهرت حالة النشوة هذه إثر اللقاء الذي خصّه به الرئيس السوري بشار الأسد دون غيره من القيادات اللبنانية أو العربية أو الدولية، ما أعاد النائب جنبلاط إلى الموقع الذي كان يؤديه إبّان ثمانينيات القرن الماضي وتسعينياته، ذلك في الوقت الذي تشهد سوريا تطوّرات دراماتيكية خطرة، وهي في شبه عزلة دوليّة وعربيّة.

وليست المواقف السياسية التي أطلقها جنبلاط، في الآونة الأخيرة، العنصر الرئيسي في تسليط الأضواء عليه فقط، بل الدور الأساسي الذي أدّاه في نقل كلمة السر والضوء الأخضر إلى حلفاء جنبلاط في قوى الثامن من آذار، لتشكيل الحكومة خلال 24 ساعة كحدّ أقصى، الأمر الذي كشف النقاب عنه الوزير غازي العريضي، والذي كان قد رافق جنبلاط في زيارته الحاسمة إلى سوريا.

قال العريضي في أحد المجالس الخاصة في بيروت، جازما أنّ الحكومة ستبصر النور يوم الاثنين أو الثلثاء على أبعد تقدير. وبالتالي فإن لقاء الأسد-جنبلاط شكّل محطة إيجابية وذات دلالات مهمة جدا في مسار العلاقة المستقبلية بين الرجلين. ووفقا لمعلومات مؤكّدة، فإنّ هذا اللقاء اتّسم بحميمية ملحوظة استطاع فيها جنبلاط استحضار موقعه السابق كحليف أساسي لدمشق في لبنان. وقد أكّد جنبلاط للرئيس الأسد وقوفه إلى جانب القيادة السورية في وجه ما تتعرّض له من أخطار وتهديدات في مواجهة ما يجري التحضير له في مجلس الأمن، وقد سجِّل في هذا السياق ثناء متبادل بين الأسد وجنبلاط على خلفيّة موقف الطائفة الدرزيّة في سوريا ولبنان المؤيّد للنظام الحالي.

هذه المعاملة السورية الخاصة لجنبلاط، ميّزته من سائر القيادات الدرزية اللبنانية المؤيّدة للنظام السوري، وشكّلت رسالة واضحة إلى قوى الثامن من آذار تؤكد متانة موقع جنبلاط داخلها، ورسالة أيضا باتجاه قوى 14 آذار أن جنبلاط حسم موقفه لجهة تأكيد تموضعه الأخير.

وتابعت المعلومات أنّ النائب جنبلاط أكّد للرئيس الأسد أنه سيضطلع بدور إقليمي وسيستمر بمساعيه لدى بعض الدول الشقيقة والصديقة في محاولة لتقريب وجهات النظر وعرض صورة الداخل السوري على حقيقتها، وفي مقدّمها تركيا، إذ أكّد أنّه طلب موعدا من رئيس وزرائها رجب طيّب أردوغان، وقد جاءه الجواب أن اللقاء سيتحدّد في موعد قريب جدا، بعد الانتهاء من الانتخابات النيابية التركية. ويتجه أيضا إلى زيارة موسكو التي ستعدّ من أبرز الزيارات في هذه المرحلة. وإلى جانب الدور الذي أدّاه جنبلاط في ولادة الحكومة، فهو بدأ يرسم مسارا جديدا في تحرّكه على الساحة الداخلية، استهله في حفل الغداء الذي أقامه أمس الأول في دارته في كليمنصو على شرف السفير السوري في لبنان، والذي ضمّ وزراء جبهة النضال ونوابها، وقيادات الحزب التقدّمي الاشتراكي.

وفي سياق متصل، أدرج اللقاء الذي جمع جنبلاط بالأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصر الله، والذي ثبت على نحو نهائي ديمومة النائب جنبلاط في صفوف 8 آذار، إذ بات يتمتّع بهامش من الحرية في انتقاد المعترض على الحكومة، النائب طلال إرسلان، ولو من دون أن يسمّيه، ذلك من دارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، ومن دون أن يشكّل ذلك له أي إحراج مع دمشق، كما كان يحصل في السابق، علما أن جنبلاط تمكّن من الحصول على كامل الحصة الدرزية الخدماتية في الحكومة.

رابح في كل اتجاه

وفي الوقت نفسه، يطلق جنبلاط حملة عنيفة على قوى 14 آذار وعلى الرئيس سعد الحريري، منهيا بذلك على نحو كلّي وحاسم أي علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذا الفريق من جهة، ومعلنا خروجه من موقع "الوسطية" من جهة أخرى. ووفقا للمعلومات فإنّ الزعيم الدرزي يستعد لتأدية دور سياسي داعم مئة في المئة للموقف السوري، وتحديدا في موضوع المحكمة الدولية، إذ سيتصرّف انطلاقا من اعتبار هذه المحكمة مسيَّسة، كما سبق أن أعلن "حزب الله".

وفي المقابل، سيكون النظام السوري حليفا أساسيا لجنبلاط في المرحلة المقبلة، وتحديدا في الفترة التي تسبق الانتخابات النيابية في العام 2013، حيث يتوقع جنبلاط أن يخسر بعض المقاعد النيابية في بيروت مثلا، ولذلك سيبذل كل الجهود اللازمة لنقل مقعد بيروت إلى دائرة عاليه. ناهيك بحصّة الأسد التي سيحصل عليها في التعيينات الإدارية والأمنية المقبلة، وتحديدا في رئاسة الأركان في الجيش.

المصدر:صحيفة الجمهورية اللبنانية  -   أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري