أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

18/06/2010

 

وليامز: أشعر بأننا نقلب الصفحة وتأكيدات سورية لترسيم الحدود

 

‮يبدي الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة مايكل وليامز ارتياحه الى تراجع التوتر الذي ساد في الفترة الاخيرة واثار تكهنات عن حرب قريبة في لبنان. "فهذا التراجع ينبئ - في رأيه - بضعف احتمالات نشوب حرب في المدى القريب على رغم ان جوهر الخلافات لا يزال هو هو". ووليامز الذي بدأ لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين في اطار الجولة المحلية والاقليمية المعهودة التي يقوم بها تحضيراً للتقرير الجديد حول تنفيذ القرار 1701 (وقد زار سوريا اخيرا في هذا الاطار كما اسرائيل ومصر) يعرب عن اعتقاده ان صفحة جديدة فتحت. ويقول "اشعر اننا نقلب الصفحة "ويضيف بناء على تأكيدات سورية سنشهد تقدما على صعيد ترسيم الحدود بين لبنان وسوريا بصرف النظر عن مدى سرعة حصول ذلك". لكن هذه الايجابية هي احد ابرز الامور التي ستتصدر التقرير الجديد حول القرار 1701 الى جانب تراجع التوتر في المنطقة فضلا عن التزام الطرفين المعنيين اي لبنان واسرائيل القرار 1701 التزاما كلياً".
ويشدد وليامز عشية رفعه التقرير الى الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون لعرضه على مجلس الامن على امرين ايجابيين: احدهما التزام لبنان واسرائيل القرار 1701 بشكل ثابت وفق ما ينقل عن رئيس الحكومة سعد الحريري الذي التقاه قبل يومين "من دون ان يعني ذلك غياب امور غير مريحة ومقلقة كاستمرار الانتهاكات الاسرائيلية للأجواء اللبنانية او استمرار الاحتلال وعدم تنفيذ الانسحاب من الغجر". والأمر الآخر هو الارتياح الى ما يراه تقدما في العلاقات اللبنانية - السورية على خط ترسيم الحدود بين البلدين "وقد أعربت عن ارتياحي الى المحادثات التي تجري بين البلدين وخصوصا في ضوء الزيارة الاخيرة للرئيس ميشال سليمان لدمشق. ولا نعرف تفاصيل المحادثات لكن الرئيسين تحدثا عن ترسيم الحدود وتحديدها. وهذا امر ايجابي". وكشف ان الامم المتحدة عرضت تقديم المساعدة لدعم الحكومة اللبنانية في تطوير استراتيجية حدود" وهو زار منطقة الشمال قبل اسابيع حيث تتخذ اجراءات تشكل بداية على هذه الطريق نحو استراتيجية حدود شاملة" والوزير جان اوغاسبيان يتابع المسألة وحين ينتهي فان الامم المتحدة مستعدة لتقديم المساعدة التقنية وما يستطيع مساهمون آخرون تقديمه". وسئل ما الذي يجعل الامور تكتسب صدقية في هذا الوقت علما ان الامور طرحها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان ولا نزال نراوح في المنطفة نفسها، يقول وليامس "كنت مع انان حين التقى الرئيس السوري في نهاية آب 2006. وهذا حصل قبل اربع سنوات واشياء كثيرة حصلت خلال هذه المدة على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين واكثرها اهمية هو اقامة العلاقات الديبلوماسية بينهما. واذكر انه في الماضي حين كان يثار الموضوع، فان المحادثات لم تكن سهلة. لكن البلدين يريان ان هذه العلاقات راهنا هي في اطار مصالحهما. ولا يمكن واقعيا البحث في الحدود ما لم يكن هناك علاقات ديبلوماسية. لذلك اعتقد ان تقدما حصل على هذا الصعيد. وزيارة الرئيس سليمان لدمشق دليل على ذلك. وخلال زيارتي لدمشق ايضا اكد لي المسؤولون السوريون اننا سنرى تقدما على صعيد ترسيم الحدود. اما مدى سرعة ذلك، فلا اعرف لكن اشعر اننا نقلب الصفحة".
وهل بحث في دمشق في ما تردد عن نقل صواريخ "سكود" وتهريب السلاح من اجل اعداد التقرير حول القرار 1701 اوضح وليامس انه يزور سوريا في كل مرة يعد تقريره وهو زارها قبل عشرة ايام حيث صودف وجود وزير الخارجية السوري وليد المعلم في القاهرة لاجتماع وزراء الخارجية العرب حول حادث "اسطول الحرية". "لكنني التقيت نائبه السفير فيصل المقداد وعرضنا مواضيع عدة بينها ما هو مرتبط بالقرار 1701 علما اني كنت برفقة الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون حين التقى الرئيس بشار الاسد في اثناء القمة العربية التي انعقدت في سرت بليبيا. وقد اثير موضوع السلاح في اللقاءين باعتباره جزءا مهما من القرار. اذ كنا قلقين في شأن التقارير التي تحدثت عن نقل السلاح لكننا في الامم المتحدة لسنا في موقع تقديم تقويم ملموس عن تهريب الاسلحة علما ان هناك بعض الوقائع المعروفة". اذ الجميع يعرف ان هناك ثغراً في الحدود اللبنانية - السورية وان "حزب الله" مسلح "لكن كيف يصل السلاح الى الحزب فليس امراً نملك كل معطياته علما اننا ناقشنا الموضوع مع سوريا ومع "حزب الله". وفيما يؤكد وليامس ان سوريا نفت على كل المستويات نقل السلاح او تهريبه الى الحزب فان هناك واقعا معروفاً هو تسلح "حزب الله" وفقا لما اعلنه الامين العام للحزب اكثر من مرة وعدم نفيه تلقي الحزب الاسلحة" لكن الحزب لا يعطي اجوبة واضحة في هذا الشأن ويمكن ايا كان توقع استمرار تلقيه السلاح" في الوقت الذي لم تقدم اسرائيل اي ادلة من صور لاقمار اصطناعية او سوى ذلك عن نقل صواريخ "سكود" او اسلحة والولايات المتحدة التي اشارت الى هذه التقارير لم تحدد اذا كانت هذه الصواريخ في لبنان او في سوريا.
ويشير وليامس الى انه بحث مع السوريين في موضوع مزارع شبعا فاكد له المقداد ان سوريا قبلت بسيادة لبنان عليها لكن الموضوع لن يحل الا ضمن اتفاق سلام بين سوريا واسرائيل وعندئذ تعيد سوريا المزارع الى لبنان. كما عرض لهم اللقاءات التي تحصل حول موضوع الغجر الذي يراوح مكانه على رغم اقرار اسرائيل بوجوب انسحابها من البلدة كما يقول وليامز "وهذا محبط احيانا لان اسرائيل قبلت بعد انسحابها عام 2000 بالخط الازرق وسرى هذا الوضع لستة اعوام قبل ان تعود الغجر الى الوضع السابق. ولا ترغب اسرائيل في ان تترك مواطني البلدة الذين حملوا الجنسية الاسرائيلية علما انهم كانوا سوريين علويين قبل عام 1967. والوضع معقد لكن اذا انسحب الاسرائيليون فان الامم المتحدة ستتخذ اجراءات لادارة الوضع اذا امكن".
وهل تراجع القلق على وضع القوة الدولية في الجنوب؟ لا يخفي وليامز ان الحوادث التي حصلت حول العباسية اثارت قلقا إذ حيث تقع الحوادث ثمة احتمال للتصعيد. لكن هناك التزامات من كل الافرقاء لاحترام الخط الازرق ودعم منهم للآلية المعتمدة في الجنوب التي تشكل المفتاح لاستقرار الوضع هناك. واذ اعرب عن اعتقاده ان التمديد للقوة الدولية سيتم في آب المقبل، لم يخف وليامس ان هناك تحديات كبيرة مطروحة امام الدول المشاركة فيها من بينها الازمة الاقتصادية المالية التي تضغط على الدول الاوروبية فضلا عن تطلع حكومات الدول المشاركة الى رؤية تقدم في تنفيذ القرار 1701 من وقف للاعمال العدائية الى وقف للنار في ضوء تقديرها ان القرار 1701 ارسى الاستقرار في الجنوب للمرة الاولى منذ عقود ولا عمليات عسكرية تحصل عبر الخط الازرق. وعدم المضي قدما في تنفيذ هذا القرار يثير قلقا ونحن سنقدم اقتراحات - يقول وليامس- في هذا الشأن كما سبق ان دعا التقرير السابق كلا من لبنان واسرائيل الى الانتقال الى مرحلة وقف النار، لكن لا اعتقد ان خرقا محتملا سيحصل على هذا الصعيد في المدى القريب"

بقلم روزانا بومنصف

المصدر:صحيفة النهار اللبنانية  - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري