أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

18/08/2010

 

معادلة فرضية طرحها وزير الثقافة السوري لم أستطع فك لغزها!!

محمد فاروق الامام

 

في محاضرة مشتركة جمعت كلاً من وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا مع وزير الإعلام محسن بلال في مدينة اللاذقية السورية في السابع من تموز الحالي، أكد الآغا أن القائد في دولة مثل سورية فيها (كيان مشدود) لا يمكن لأحد أن يخرج عن قرار الدولة بخصوص الحرب والسلم.
الوزير الآغا ورداً على سؤال وجهه له أحد الطلبة: لماذا لا تقيم سورية مقاومة مثل المقاومة التي حررت أرض لبنان؟ أجاب بالقول: (وهل كانت مقاومة في الأمة العربية ستقف على قدميها لولا سورية)، وأضاف: (سورية هي الجذر الذي يغذي المقاومة والجدار الضخم الذي تستند إليه المقاومة).
واعتبر الوزير الآغا أن في سورية مسؤولية دولة وأنه عندما تكون هناك دولة (لا يمكن لأحد أن يخرج عن قرار الدولة في اتخاذ قرار الحرب أو السلم). وزاد الوزير: (هناك دولة، وكما أن القائد الحكيم يحقق الانتصارات فإن القائد الحكيم هو الذي يجنب بلاده الهزائم).
الوزير الآغا تساءل: (أما كفانا هذه الحرائق من حولنا؟)، مضيفاً بأن (قيادتنا تمكنت بعون الله من ألا تجعل شرارة من هذه الحرائق تصيبنا، إنها سياسة حكيمة وذكية)، وذهب الوزير الآغا إلى مقارنة وضع سورية بكل من لبنان وفلسطين فيما يخص إمكانية إنشاء مقاومة سورية، مبيناً (أن الوضع في سورية يختلف عن الوضع في لبنان وفلسطين وأن أي تصرف سوري يعني حرباً إقليمية).
وتابع الوزير (بأن في لبنان لا يُحمّل الرئيس اللبناني ميشال سليمان مسؤولية قرار زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله)، واستطرد الوزير بالشرح موضحاً (أن في دولة مثل سورية فيها كيان مشدود فإن القائد الشجاع هو الذي يجنب شعبه الخسائر وهو الذي يعرف أن اتخاذ قرار من هذا النوع ستكون له نتائج ما)، وإذ لم يكتف الوزير بهذا التوضيح أضاف بأنه (عندما حوصرت المقاومة في حرب الوعد الصادق (2006) فإن سورية فوضت المقاومة بأن تتخذ القرار عن سورية، لكن المقاومة ـ والكلام للوزير ـ اكتفت بان تأخذ من سورية - ما سماه الوزير - بالدعم اللوجستي الضخم الذي قدمته سورية).
لقد قرأت معادلة الوزير وشرحها مرات ومرات فلم أستوعب ما جاء بها وما الهدف (اللغز) الذي أراده السيد الوزير من معادلته هذه لإيصاله إلى مستمعيه، والتي كانت جواباً لسؤال بسيط واضح لطالب محتقن من تراكم مثل هذه النظريات التي يسمعها من المسؤولين السوريين والقيادات السورية من رأس الهرم حتى أساسات قاعدة النظام منذ ولدته أمه: (لماذا لا تقيم سورية مقاومة مثل المقاومة التي حررت أرض لبنان؟) ويقصد الطالب: حتى تتمكن المقاومة السورية من تحرير الجولان وقد عجز الجيش من تحقيق ذلك منذ احتلال الصهاينة للمرتفعات السورية (الجولان) في حزيران عام 1967 كما فعلت المقاومة الوطنية اللبنانية وحررت الجنوب اللبناني عام 2000 بعد اجتياح الصهاينة له عام 1982!!
لقد شبه السيد الوزير الآغا سورية بمرضعةٍ لأطفال الجيران اليتامى، مديرة ظهرها لأبنائها الذين يئنون ويتلوون من الجوع والعطش بعيداً عن سمع الدنيا وإعلامه، حتى يقال أمام العالم: إن سورية بلد الصمود والتصدي والممانعة والتحدي واحتضان المقاومة الفلسطينية واللبنانية، وهذا مما يفرح الأعداء ويدلس على الأصدقاء، فالأعداء مطمئنون لموقف سورية والأصدقاء مفتونين بمواقفها.. وبذلك تكون سورية قد حققت انتصارين دون أي تكلفة أو عناء: رضا الأعداء عنها وإشادة الأصدقاء بها.. ولا اعتقد أن هناك أي تفسير غير ذلك للمعادلة (اللغز) التي تقدم بها السيد الوزير الآغا لطلاب جامعة اللاذقية الذين ابتعلوا لغز هذه المعادلة.. ولسان حال السيد الوزير الهمام يقول: ط.. وط.. وط.. بكل من فهم أم لم يفهم لغز هذه المعادلة!!

المصدر:محمد فاروق الامام  - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري