أخبار الوطن الرئيسية

18/09/2011

 

الإئتلاف العلماني الديمقراطي يدعو إلى حماية دولية للمدنيين  

 

 

شهد اليوم الثاني من أعمال مؤتمر الإئتلاف العلماني الديمقراطي الذي تأسس أمس السبت في باريس، نقاشا حادا بين مؤيدي ومناهضي فكرة التدخل العسكري الأجنبي لإسقاط النظام السوري. وتباينت الآراء إلى درجة أن بعض المشاركين هدّد بمغادرة القاعة في حال إدراج هذا المقترح إلى التصويت.

وقال عبد الباقي حسيني، وهو كاتب سوري يقيم في النرويج، إن الشعارات التي يرفعها المتظاهرون السوريون يوميا تطالب بحماية دولية، لذا يجب علينا الطلب فورا من فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة توجيه ضربات عسكرية، دون انتظار قرار الأمم المتحدة، لشل حركة الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية.

كما دعا أيضا السعودية وقطر إلى تهيئة الأوضاع الإقليمية من أجل الطلب إلى تدخل عسكري تركي، شرط أن يتكلف البلدان بنفقات العملية العسكرية: " إذا تنازل النظام عن العنف الذي يمارسه منذ شهر مارس/آذار الماضي، طبعا سنكف عن الدعوة إلى تدخل عسكري. لكن هل يمكن أن نتصور أن نظام بشار الأسد سيغير أساليبه بين ليلة وضحاها وبعد ما ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية؟. طبعا لا"؟

"عواقب التدخل العسكري ستكون وخيمة على سوريا والسوريين"

نفس الكلام تقريبا قاله بسام بيطار وهو دبلوماسي سوري سابق وعضو في حزب الانفتاح. وطالب هذا المعارض السياسي الذي يقيم في الولايات المتحدة بتدخل عسكري جوي فقط لعدم إثارة الحساسيات على الأرض بين الجنود الأجانب ومؤيدي النظام، بحسب تعبيره. وقال بيطار: " ينبغي توجيه ضربات جوية فقط ضد القصر الجمهوري ووزارة الدفاع والثكنات العسكرية وفروع المخابرات والشبيحة بهدف تفكيكهم وتشتيتهم حتى لا يتدخلوا بشكل منظم لقمع الشعب في الشارع والسماح للمحتجين بالتظاهر بشكل سلمي وديمقراطي إلى غاية سقوط النظام".

المقترحات هذه لم تنل إعجاب سعيد لحدو وهو عضو في الأمانة العامة لإعلان دمشق في المهجر وممثل المنظمة الآشورية الديمقراطية في أوروبا. سعيد لحدو صرح أن عواقب التدخل العسكري ستكون وخيمة على سوريا والسوريين: "نحن اليوم أسسنا ائتلاف علماني لتوحيد المعارضة. لدينا قياديون في الداخل ونحن ملتزمون بقرارات الداخل. لذا أرجوا أن ننتبه جيدا ونستمع إلى أصوات الداخل التي تقول لا للتدخل العسكري الدولي"، مضيفا "أن 90 بالمائة من الشارع السوري لم يطرح فكرة التدخل العسكري الأجنبي بل يطالب بحماية المدنيين وانا أوافق هذا المطلب مائة بالمائة". وأضاف سعيد لحدو وعلامة الانفعال تبدو على وجهه: " جئنا إلى هذا المؤتمر كعلمانيين وليس لمناقشة فكرة التدخل العسكري، وإذا تم التصويت على هذا المقترح، سننشر بيانا لكي نتنصل من هذا القرار"

"هدفنا هو توحيد المعارضة السورية في الخارج"

وتوقفت الأعمال لمدة عشر دقائق إثر هذه المداخلة، فيما تواصل النقاش في الكواليس، لكن بعد مشاورات كثيفة بين ممثلي الأحزاب المشاركة، اتفقوا على فكرة التدخل الدولي لحماية المدنيين دون ذكر كلمة "العسكري".

من ناحيته، عبر وهيب أيوب وهو ناشط سياسي مستقل من الجولان السوري المحتل عن أسفه العميق بالمنحى الذي أخذه مؤتمر المعارضة العلمانية في باريس. وقال: " ليس من وظيفة المؤتمر إعلان أو طلب التدخل العسكري الخارجي. هذا قرار خطير. هدفنا هنا هو توحيد المعارضة السورية في الخارج بشتى أطيافها لكي تتمتع بوزن سياسي كبير يمكن أن تؤثر بعد ذلك على الوضع في الداخل وتتحدث بلغة واحدة وتكون قادرة على تعبئة الأسرة الدولية".

وأشار الدكتور محمود المسلط وهو أستاذ متخصص في شؤون الشرق الأوسط بجامعة أوبرلن في الولايات المتحدة أن الحماية الدولية للشعب السوري ليست في أيدي المعارضة، مضيفا أنه لا يتوقع أن تكون الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية جاهزة للدخول في معركة أخرى : "نحن نطالب بحماية دولية ولكن ماذا يعني هذا؟ هل هو تسليح الشعب أو فرض حظر جوي أو منع الوحدات العسكرية من الخروج إلى الشارع؟ في الحقيقة الأمور لحد الآن غامضة ولا ينبغي أن نفصل فيها بمفردنا".

وإلى ذلك، وبعد أخذ ورد، اقترحت مسودة البيان الختامي دعم الثورة السورية حق تحقيق أهدافها ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل كامل مسؤولياته نحو المدنيين الأبرياء، إضافة إلى إدانة الموقف الروسي والصيني، ومطالبة تركيا بتحديد موقفها مما يجري في سوريا وتحمل مسؤولياتها الإنسانية حول اللاجئين المتواجدين على أراضيها.

المصدر:فرانس 24 -    أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري