أخبار الوطن الرئيسية

19/01/2012

 

إمام مسجد الرحمن في بانياس : الزبداني وجبل الزاوية وباب عمرو مناطق محررة

 

 

رغم أنه خرج من سوريا إلى اسطنبول يوم 18 أغسطس (آب) الماضي، فإن شباب الثورة السورية يتذكرون الشيخ أنس عيروط إمام مسجد الرحمن في بانياس، المدينة الساحلية الواقعة شمال غربي سوريا، بكلماته الملتهبة المطالبة بالحريات، الذي قاد عشرات من المظاهرات، ضد نظام بشار الأسد؛ ففي مسجده يوم 11 مارس (آذار) الماضي كانت انطلاقة الثورة السورية مع مظاهرة مثيلة في درعا في نفس اليوم، في أول جمعة طالبوا فيها بالإصلاحات. وفي الجمعة التالية طالب الشيخ عيروط بإسقاط النظام، وبعدها تتالت المظاهرات المطالبة بالحرية والديمقراطية في عموم المدن السورية. ومن كلماته التي ترددت بين المتظاهرين: «إذا قتلونا فستخرج أرواحنا من القبور تطالب بالحرية». وأيضا قال لشباب الثورة أثناء حصار بانياس لمدة شهرين من قبل الشبيحة وقوات النظام: «إذا لمستم الضعف في نفوسكم انزلوا إلى الشوارع لتتقووا». ويوضح الشيخ عيروط: «انطلقت المظاهرات في سوريا من مسجد الرحمن، وقدت أول مظاهرات تطالب بإسقاط النظام في شوارع بانياس، ووقف الشباب بصدورهم في مواجهة آلة القتل العمياء لزبانية النظام وعنف الشبيحة، وطالب نظام الأسد برأسي حيا أو ميتا، وأطلقوا علي لقب (رأس الفتنة)، ولكن لا منجي إلا الله عز وجل، وكان علي الخروج من البلاد».
يقول الشيخ أنس عيروط إمام جامع الرحمن في بانياس في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أمس في اسطنبول حيث يقيم: «لقد أطلق علي النظام (رأس الفتنة)، ولكن الله حفظني، وأشاع النظام أنني معتقل لديهم ، قبل فراري إلى إسطنبول، وكشف أن قوات الأمن السورية داهمت أحد المنازل في ضواحي بانياس، ولكن الله نجاه من الاعتقال، رغم أنه كان موجودا في إحدى الغرف، ولكن عميت أبصارهم». وعن الوضع العام في سوريا وكيفية تواصله مع الثورة على بعد آلاف الأميال، قال الشيخ عيروط: «هناك تواصل يومي وتنسيق مع الثورة عبر الإنترنت، سواء في الساحل السوري، الذي يضم بانياس وطرطوس واللاذقية وجبلة، أو بقية المدن». وعلى الأرض قال الشيخ أنس عيروط إن البشرى القادمة من هناك أن هناك كثيرا من الأحياء والمدن باتت محررة ، مثل الزبداني وجبل الزاوية في إدلب، وباب عمرو في حمص، أي أن شباب الجيش السوري الحر يسيطرون عليها، والشبيحة وقوات النظام لا يستطيعون الدخول إليها». وأوضح: «على الأرض يمكن القول إن هناك مدنا باتت خارج سيطرة النظام، مثل درعا وحمص وإدلب والزبداني وغيرها في الطريق، وأن أحجام الانشقاقات لم يعد الجيش النظامي السوري قادرا على إخمادها وسط الجرائم المذهلة التي يرتكبها النظام السوري بأجهزة أمنه وشبيحته».
وأضاف: «اليوم أيضا أكرر نحن بدأنا مع الله، وسرنا وانطلقنا بالله، ولم نعتمد إلا على الله، وسنستمر ونحن متوكلون على الله، ووالله لو بقينا واحدا واحدا لن نتراجع أبدا، حتى وإن قتلنا فستخرج أروحنا من قبورها تطالب بالحرية، لن ترهبنا الاعتقالات ولن يستطيعوا أن يضعفونا أبدا لأن معركتهم ليست مع أشخاص معركتهم مع الحق».
وعن التمييز الطائفي في بانياس قال الشيخ عيروط أبرز قادة حركة الاحتجاج في مدينة بانياس: «نحن نعاني من الطائفية لنحو أربعين عاما، فمثلا الوظائف المهمة في شركات النفط، تحسب للعلويين وعدد السنة في تلك الشركات يعد على أصابع اليد الواحدة، حتى أنهم يستقدمون علويين للعمل في تلك الشركات النفطية من حمص، دون إتاحة الفرصة لأهل السنة من الساحل السوري».
وعن حياته اليومية في إسطنبول يقول الشيخ عيروط أبرز الوجوه الاحتجاجية في الثورة السورية: «كلما كان هناك تجمع عربي في تقسيم أو مؤتمر في إسطنبول أشارك بالكلمة والخطابة، وما زلت أقول للرئيس الأسد: كما كنتَ جريئا في وصم المتظاهرين بالإرهاب، كن جريئا أيضا بالإقرار بأن في القرداحة (مسقط رأس عائلة الأسد) عصابة مسلحة وأسلحة بالأطنان لا يملك الجيش السوري مثلها. وأقول لبشار أيضا: كن جريئا بالإقرار بأن الشبيحة تابعون لأجهزة النظام الأمنية الاستخباراتية ويعملون تحت غطائها»، مشددا في المقابل على أن «المظاهرات في بانياس وباقي المدن السورية ستستمر للمطالبة بالحرية».

المصدر:الشرق الاوسط السعودية -    أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية