أخبار الوطن الرئيسية

19/04/2011

 

خدام: سوريا لن تواجه الفوضى بعد بشار الأسد والشعب قادر على حماية ثورته

 

رأى نائب الرئيس السوري الأسبق عبدالحليم خدام أن "ساعة سقوط النظام السوري مقبلة لا محالة، ملخصا ما وصلت إليه الاحتجاجات في سوريا بأنها "ثورة سلمية لشعب يتوق إلى التغيير، ونظام انتهت صلاحيته، لا يفعل شيئا سوي خداع نفسه واستهلاك أوهامه عن وجود مؤامرات خارجية تستهدف البلاد".
ورأى في حديث الى صحيفة "روز اليوسف" المصرية أن "سيناريو الثورتين المصرية والتونسية أوشك أن يتحقق في سوريا. وأن أبناء شعبه لن يرضوا بديلاً عن محاسبة من قتلهم وقمع مظاهراتهم السلمية".
وأوضح خدام أن "تراكم القهر والاضطهاد وقمع الحريات وانتهاج سياسة العزل والاقصاء والتمييز والاعتداء على كرامة المواطنين وحرمانهم من حقوقهم الأساسية وغياب القانون وفساد الأسرة الحاكمة ومعظم المواقع الأمنية والإدارية والعسكرية والقضائية في البلاد وانتشار الفقر لأكثر من أربعة عقود، كل ذلك أدى إلى إنضاج روح التغيير لدى شباب سوريا وتعزز ذلك بعد نجاح ثورتي الشباب في تونس وفي مصر وانطلقت ثورة هؤلاء الشباب وهي لن تتوقف حتى تحقق أهدافها النهائية وهي بناء دولة ديمقراطية مدنية يتساوى فيها المواطنون بالحقوق والواجبات".
وأشار الى أن "النظام الشمولي والاستئثار بالسلطة والانفراد في القرار عوامل رئيسة في فقد الثقة بين أصحاب السلطة وبين المواطنين، مما يدفع السلطة إلى اعتماد أجهزة الأمن بمختلف صنوفها للدفاع عن السلطة وحمايتها وهذا ما يفتح الطريق أمام تعميق الهوة بين الشعب وبين السلطة بالاضافة إلى أن النظام الشمولي يلغي دور الشعب لأنه يرتكز على قوته في التحكم في البلاد وليس على الشعب، بالاضافة إلى أن طبيعة النظام الشمولي تتناقض مع مفاهيم ومتطلبات الديمقراطية ومنها أن يكون الشعب مصدر السلطة وأن يكون له حق مراقبتها ومحاسبتها".
وتابع "مجمل هذه الأمور دفعت النظام الذي فقد الثقة بالأكثرية الكبرى من الشعب للاعتماد في تشكيل مؤسساته الأمنية والعسكرية ومؤسسات الدولة الأخرى الأساسية على اختيار عناصر لا تشكل قلقًا على أمن النظام وتكون عونًا له في حماية السلطة وهنا بدأت المشكلة الكبرى بانتاج حالتين خطيرتين الأولى الاحتقان الطائفي والثانية المشكلة الكردية بسبب اضطهاد المواطنين الأكراد وحرمانهم من حقوقهم الأساسية ومنها حق المواطنة".
وإستطرد "ومع عجز النظام عن إدراك خطورة هذا المسار ليس على أمن النظام وإنما على الوحدة الوطنية وأمن البلاد، تصاعدت حدة الاحتقان من جهة وتصاعدت الشكوك بين النظام وبين الشعب".
وأوضح انه "أستطيع القول إن الطائفة العلوية كطائفة لا تحكم سوريا وهي محكومة كغيرها من الطوائف من أسرة الأسد الحاكمة ولكن النظام اعتمد في بناء مؤسساته الأساسية على عناصر من الطائفة وليس على مبدأ بناء المؤسسات بناء وطنيًا وهذا الأمر هو الذي أدى إلى الاحتقان الطائفي".
وأشار الى أن "السوريين بكل فئاتهم ومع شعورهم بخطورة الانقسام الوطني يرفضون الانجرار إلى صراعات طائفية رغم أن أدوات النظام هي التي تمارس عليهم كل أنواع القمع والاستبداد وإنني واثق أن الغالبية الكبرى من الطائفة العلوية مع الوحدة الوطنية وترفض الانزلاق إلي مهاوي الصراع الطائفي".
وأكد خدام "طموح الشعب السوري في غالبيته الساحقة في تغيير النظام، حيث يرى أن هذا النظام أصبح عبئا على البلاد ولذلك فغالبية السوريين لم تفاجأ بخطاب بشار الأسد ولكن هناك بعض الناس كانوا يأملون وفي أجواء التغيير أن يتخذ بشار الأسد قرارات جذرية تؤدي إلى تغيير جذري في بنية النظام لاسيما بعد تصريح كل من فاروق الشرع وبثينة شعبان وقد تضمن تصريحهما أن بشار سيتحدث عن قضايا مهمة وكانت مفاجأة الناس أن الخطاب ومكان انعقاده شكلا مسرحية بطلها بشار الأسد وعناصرها أعضاء فرقة مجلس الشعب ومكانها مجلس الشعب".
ورأى أن "مشكلة سوريا ليست في أن يلغي بشار الأسد قرارا كان قد اتخذه بإبعاد المعلمات المنقبات من سلك التربية والتعليم ولا في قرار أصدره سابقا بترخيص كازينو القمار ومن ثم قرر إلغاءه ولا في إحداث فضائية شرعية ولا في معهد شرعي، لكن المشكلة الكبرى أساسًا في بنية النظام وليس في جزئيات نهجه وقراراته. السوريون بعد أكثر من أربعة عقود من المعاناة والشعور بالقهر والاضطهاد وتعرضهم للفقر وانخفاض مستوى المعيشة يطمحون ببناء دولة ديمقراطية برلمانية تكون فيها السلطة للشعب وتنتخب السلطة انتخابًا حرًا ووفق الدستور من الشعب مباشرة أو في مؤسساته الدستورية".
وزاد "الشعب يريد نظامًا لا يستبيح حريات الناس وكرامتهم ولا يستبيح أموال الدولة ومواردها ولا يضعف البلاد ولا يضع ملف الجولان في أرشيف الممانعة في الوقت الذي قاد البلاد نحو الفقر والتخلف"، موضحا أن "ما سمي بالإصلاحات لا يلامس القضايا الأساسية التي يطرحها السوريون وإنما يحاول أن يضيع الوقت وأن يؤخر ساعة السقوط وهي مقبلة بإذن الله".
وحول إمكان تكرار السيناريو المصري في سوريا، أجاب خدام: "بالتأكيد حركة التغيير في سوريا تنتهج سلوكًا سلميًا للوصول إلى أهدافها كما حدث في مصر فالظروف متشابهة ونأمل أن تنجح الشعوب العربية الطامحة في التغيير وأن تحقق ذلك من دون هدر نقطة دم واحدة. السوريون ورغم تعرضهم للقتل واستخدام القوة بكل أنواعها مصرون على مسيرتهم السلمية في التغيير وهم واثقون أنهم سيحاسبون أولئك المتورطين في عمليات القمع والقتل وإرهاب الناس".
وعن التدخل الأجنبي، ردّ خدام إن "استخدام بشار الأسد أسلوب الاتهام بالتآمر الخارجي وضلوع المتظاهرين بمؤامرة دليل على إفلاسه وعلى عقم تفكيره السياسي واستخفافه بعقول السوريين. هل هذه الجماهير المضطهدة والمظلومة والمقموعة بأجهزته هي التي تبحث عن الدعم الخارجي أم أنه وزمرته يبحثون عنه؟ أليس يستعين بدعم إيران ومساندتها؟ أليس يعتمد على المواقف الإسرائيلية القلقة من التغيير والحريصة على بقائه لأنه يريحها، يحاربها بعبارات وهمية ويريحها على الأرض، يكثر الحديث عن الممانعة ودعم المقاومة في الوقت الذي يضعف فيه الوحدة الوطنية ويقيم حاجزًا بين الدولة وبين المواطنين؟ ألا يرى السوريون الغطاء الاقليمي والدولي لنظامه في الوقت الذي سارعت به قوى الاقليم والقوى الدولية في رفع الغطاء عن الأنظمة العربية الأخرى التي كانت تتهاوى تحت ضغوط الجماهير؟ هل تكون مقاومة المؤامرة المزعومة بقتل السوريين وباضطهادهم واستنزاف دماء أبنائهم وافقارهم، وإرهابهم أن تكون بالاستجابة إلى مطالب الشعب وتعزيز الوحدة الوطنية؟ مشكلة بشار الأسد أنه يخدع نفسه ويعتقد أن الشعب يحبه في الوقت الذي فقد ثقة الشعب ومحبته منذ سنين".
وعن تفسيره للصمت الإيراني حيال ما يجري في سوريا بينما تدخله في البحرين؟ أعرب عن إعتقاده أن "الجواب واضح، النظام في سوريا نظام حليف لإيران وهو إحدى القواعد الأساسية للنفوذ الإيراني في المنطقة ومن الطبيعي أن تصمت على ما يقوم به وأن تسانده وليس أمرًا غريبًا أن تكون مع المعارضة في البحرين دول عربية وقفت إلى جانب ثورة الشباب في تونس وفي مصر وساعدت الثورة الليبية، ولكنها في الوقت نفسه سكتت عن النظام السوري وعن قمعه هكذا هي الأمور في المنطقة من الصعب تطبيق معايير واحدة في كل السياسات وفي كل الدول".
ولفت ردا عن سؤال الى أن "المعارضة السورية في الخارج هي عامل مساند ولكن التغيير يتم في الداخل وعبر قوى الداخل التي تقوم بكل شجاعة بالعمل على إنقاذ سوريا وتحريرها ومسؤولية الخارج هي المساندة ولن تكون البديل عن الداخل".
اما عن تقسيم سوريا الى ثلاث دويلات، فاعتبر أن "هذا الاحتمال مستحيل الحدوث فليس في سوريا مواطن واحد يمكن أن يتورط بهذا التفكير، الشعور بالوحدة الوطنية أقوى بكثير من كل ما يتحدث عنه بعضهم من حساسيات طائفية أو قومية ولن يستطيع أحد أن يهز وحدة سوريا وأن يهدد وحدة البلاد وأنا مطمئن لذلك".
وتابع في السياق ذاته، "الاخفاق في المفاوضات له أسباب عديدة منها ما يتعلق بتعنت الموقف الإسرائيلي وبتردد الموقف الدولي وعدم اتخاذه الإجراءات لإلزام إسرائيل انجاح مبادرة السلام العربية، بالاضافة إلى أن مسؤولية النظام السوري والنظام العربي ككل تنجم عن حقيقة وهي أن إسرائيل تعتبر أن متطلبات السلام هي متطلبات الحرب والعكس صحيح بمعنى أن الوصول إلى السلام يجب أن يتضمن وجود عنصر القوة لتحقيقه كما يجب أن تتوافر متطلبات الحرب لبناء السلام وهاتان الحقيقتان بعيدتان عن التناول في النظام العربي".
وردا عن سؤال، رأى خدام أن "دور جيل الآباء يجب أن يتوقف عند دور جيل الأبناء، وعلى جيلنا أن يساند الجيل الجديد جيل الشباب لا أن يحل محله واتخذت قراري هذا منذ أن قررت الاستقالة من مواقعي القيادية في الحزب والدولة في سوريا".
وأعرب عن أسفه إذ إن "العلاقات العربية - العربية لا تخضع لميازين موضوعية ولا تتحكم بها مصالح الشعوب وإنما انفعالات أهل الحكم، بالنسبة لسوريا هذا الأمر مرتبط بطبيعة المرحلة والمرحلة الراهنة هي مرحلة ضبابية بالنسبة للنظامين القائمين في مصر وسوريا وفي مرحلة ما بعد التغيير في سوريا أنا واثق أن العلاقات بين مصر وسوريا ستكون قوية وعلى مستوى التعاطف العميق بين الشعبين الشقيقين".

المصدر:تلفزيون الجديد -   أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري