أخبار الوطن الرئيسية

20/02/2011

 

مدارس مسبقة الصنع تحدّ من تسرب أبناء البدو

 

 

يعيشون الحياة المتنقلة بشكل دائم، حيث الماء والكلأ، هذا ما تعلمناه عنهم في كتب المدرسة، وهذا ما شاهدناهم عليه، وكنا نسأل آباءنا أين يتعلم أبناء البدو الرّحل بما أنهم على تنقل مستمر؟ فكانوا يجيبوننا بأنهم يتعلمون في بيوت الشعر أو لا يتعلمون.
لكن الوضع تغير وبدأت وزارة التربية بتطبيق تجربة المدارس المتنقلة في العام الدراسي (2002-2003)، حيث ترافق المدارس البدو إلى مناطق رعيهم حيث يوجدون صيفاً أو شتاءً، وعند استقرارهم في أماكن معينة بشكل نهائي تقريباً يتم استبدالها بغرف مسبقة الصنع والتي تم تطبيقها مؤخراً، وتابع العديد من تلاميذ البدو الرحل، تعليمهم ومع ذلك بقيت نسبة المتسربين من المدرسة من أبناء البدو كبيرة جداً.
ورغم التحاق العديد من الأطفال بالعربات التي صممتها وزارة التربية والتي تمتد الواحدة منها على طول عشرة أمتار، وتقسم إلى ثلاثة أقسام الأول للطلاب والثاني غرفة مبيت للمعلم الذي يرافق البدو في تنقلهم والثالث قسم الخدمات، وتستوعب العربة (30) تلميذاً وتلميذة ويتم الإشراف عليها من قبل مديرية التربية، ولها موجه تربوي مختص، رغم هذا فإن المشكلة تكمن في صعوبة إقناع ذوي الطلاب بإرسال أبنائهم إلى المدارس لاعتماد الأب على أولاده في رعي الغنم والتنقل وعدم اهتمامه بتعليم ابنه، فهؤلاء الأهالي يحتاجون لتوعية قبل الأطفال.
قلة المتابعة بسبب البعد:
ذكرت وزارة التربية أن عدد المدارس المتنقلة المنتشرة في البادية السورية خلال عام (2009) بلغ (101) مدرسة منها (59) (عربة) تضم (1168) تلميذاً وتلميذة و(42) خيمة تضم (804) تلاميذ.
ولكن هذه المدارس تعاني من قلة المتابعة والإشراف بسبب بعدها من مراكز المحافظات، كما يذكر أحد المعلمين ويقول (هذا بالإضافة لصعوبة إقناع رب الأسرة بإدخال أطفاله إلى المدرسة، فهذا الأمر يحتاج لمتابعة من وزارة التربية فإيجاد المدارس لوحدها لا يكفي) ويتابع (الوضع في هذه المدارس مترد وإلى الآن لم يتحسن، وبعض المعلمين يقبضون أجرتهم من شيخ القبيلة).

مدارس مسبقة الصنع:
وفي خطوة للحد من مشكلة التسرب المدرسي تم افتتاح (500) مدرسة مسبقة الصنع لأبناء البادية، ويأتي ذلك ضمن المشروع التربوي للحد من التسرب الذي تحدثنا عنه في البداية، بالإضافة إلى افتتاح مدارس داخلية تتوزع في ريف حمص ودمشق وحماة والحسكة والرقة ودير الزور، وهذه المدارس تقدم الكتب المدرسية والقرطاسية والمبيت والطعام والرعاية الصحية مجاناً، إضافة لتأمين مستلزمات العملية التربوية والتعليمية.‏
وكما ذكرت صحيفة رسمية فقد أحدثت مدارس داخلية في محافظتي حماة والرقة وأثبتت التجربة نجاحها من حيث استمرارية التلاميذ ومنعهم من التسرب.
ومدارس أبناء البادية مسبقة الصنع مختلطة لكلا الجنسين من الذكور والإناث، وذلك كما أوضحت وزارة التربية بما يتناسب مع الظروف المعيشية لأبناء البادية إضافة لتجربة العام الدراسي المنزلق الذي يمتاز بالمرونة من حيث بدايته ونهايته وفقاً للمواسم الزراعية بهدف استيعاب أكبر نسبة من الأطفال في العملية التعليمية.‏

نسبة التسرب تنخفض:
وبينت الوزارة أن نسبة التسرب من المدارس انخفضت إلى (3 %) من إجمالي طلاب التعليم الأساسي في سوريا خلال عام (2009-2010)، وأن نسبة التسرب في المناطق الشمالية والشرقية انخفضت بحيث تقاربت النسب بين المحافظات الأخرى إذ بلغت في محافظة الرقة (2 %) ودير الزور (3.2 %) والحسكة (3.4 %)، حيث نوهت إلى أن نسبة التسرب في الحلقة الأولى كانت أقل من (1 %) ونسبة الالتحاق في الصف الأول الأساسي وصل إلى (99.9 %).
ولفتت الوزارة إلى أنها تسعى في الخطة الخمسية الحادية عشرة لتأمين المزيد من المدارس المتنقلة للسكان البدو، كما هو حاصل في بعض مناطق البادية السورية ودير الزور والحسكة وتجميع المدارس ضمن مدارس نمطية، وكذلك تأمين المواصلات لتسهيل الوصول إليها.
وهي خطوة جيدة كان من المفترض تطبيقها منذ زمن للحد من التسرب ومكافحة الأمية، لكن ما يحتاج إلى سؤال واهتمام، ماذا بشأن وصول التلاميذ في كافة المحافظات إلى الصف السادس وهم لا يجيدون القراءة والكتابة بشكل جيد؟.

المصدر :مجلة أبيض وأسود   - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري