أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

20/06/2010

 

الشوفي:الحياة بلا حرية بمثابة سلخ الجلد عن الجسد

 

‮1- ماذا يعني للكاتب جبر الشوفي الخروج من السجن بعد عامين ونصف العام؟
العودة إلى الحياة تعني لي العودة إلى الحرية باعتبار أن الحياة في وجه من وجوهها ليست سوى التجلي الأسمى لمسألة الحرية سواء بمستواها الفطــــــري الطبيــعي أو بمعناها الإنساني الفكري والثقافي, لأن الحياة بلا حرية بمثابة سلخ الجلد عن الجسد, أو هي إفراغ لطاقة الجسد وقوى النفس وفصلهما فصلاً تعسفياً ليصبح الإنسان الفرد كتلة معطلة.

وباعتبار أن الحرية هي جوهر الحياة، فإنها تمتلك قدرة على الدفاع عن نفسها أمام ظروف الاعتقال غير الإنسانية ووجوه التعذيب النفسي الذي مارسته القوة الخفية أو المقنعة عندما انتهكت خصوصيتنا بوضعنا خارج مناخنا الطبيعي وشبكة علاقاتنــــا الاجتماعية والفكرية والثقافية والأخلاقية، حيث تم حشرنا وسط زحام من البشر الخارجين على القوانين والمنتهكين للأعراف الاجتماعية والأخلاقية وهم مجموعات أفرزها القاع الاجتماعي الأمي والمتخلف وقذف بها إلى السجون بجرائم مختلفة. إضافة إلى حرماننا من وسائل الثقافة والإعلام وفصلنا عن كل مجالاتنا الحيوية التي تعطلت بحرماننا منها مجمل طاقاتنا الفكرية الخلاقة.
لذلك كان الخروج من السجن هو عودة إلى متابعة ما انقطع والاستمرار فيه و تطويره بعد إجراء مراجعة عقلانية وموضوعية, تتجاوز حالة التأمل التي يعيشها السجين مع نفسه عادة، وصولاً إلى التخلص من الكثير من الأوهام و الفائض الفكري و الثقافي بحيث تصبح ثقافته أكثر عملية وتفاعلاً مع الواقع و أكثر عمقاً. في هذه المعنى فأنا عندما أدافع عن حريتي الشخصية, أدافع عن كياني, ولكنني وبنفس القوة أدافع عن الحريات العامة، إذ لا يمكن أن تكون هناك حرية فردية حقيقية, دون مناخ من الحريات العامة,وعلى رأسها حرية الفكر والحريات السياسة. لقد زادتني تجربة السجن إيماناً بالحرية التي هي المعادل الحقيقي للحياة, ويجب أن ينصب كل نشاطي الفكري وفاعليتي السياسية والاجتماعية في هذا المنحى وأن أوظف طاقتي في هذا المناخ الحيوي والضروري والذي بدونه لن يكون لوجودنا معنى.


2- هل كان من المتوقع لديكم ان تقوم السلطة باعتقالات من هذا النوع على خلفية المشاركة في المؤتمر الوطني لإعلان دمشق, سيما ان سوريا شهدت في السنوات العشر الأخيرة حملات اعتقال متعددة, ابتدأت بمعتقلي ربيع دمشق في العام 2001, ومن ثم اعتقالات إعلان بيروت دمشق-دمشق بيروت, في 2006, وصولا الى اعتقالات إعلان دمشق؟

كان الاعتقال واحداً من الاحتمالات التي طرحت و إن لم تناقش بجدية و لكن في الحقيقة كان رد السلطات الأمنية المتشدد على البيان مفاجئاً وغير متوقع وكذلك الأحكام القضائية التي صدرت بحقنا.


3- برأيك, ما هي الآلية التي اعتمدها السلطة في انتقاء الأسماء التي تم اعتقالها؟

يبدو أن الاختيار كان مدروساً وفقاً لمعايير محددة اتخذتها السلطات الأمنية بحيث وجهت من خلالها رسائل إلى مختلف المناطق الجغرافية من جهة و الشرائح الاجتماعية المختلفة من جهة أخرى .فقد طالت هذه الاعتقالات قسماً ممن انتخبوا لهيئات قيادية وآخرين ممن اعتبرت السلطات دورهم مؤثراً في المؤتمر. وقد هدفت من خلال هذه الاعتقالات تعطيل عمل الإعلان و تخويف من بقي من كوادر الإعلان خارج السجن وكذلك المتعاطفين مع الإعلان في مختلف المناطق السورية.
4- هل تعني حملة الاعتقالات هذه عودة سوريا الى أجواء الثمانينات في القرن الماضي؟

ليس هناك عودة بمعنى العودة لظروف الثمانينيات، فتلك ظروف استثنائية تعرضت فيها البلاد للعنف السلفي و قوبلت بأساليب عنيفة من السلطة. أما في هذه المرحلة فلم يكن في الإعلان أي نزوع نحو العنف و ليس هناك أي نوع من التآمر الخفي، بل كان هناك عمل علني سلمي يغلب عليه الطابع الفكري ضمن ائتلاف سياسي وطني واسع, ولذلك كانت الأحكام على من سموا بمتشددي إعلان دمشق أحكاماً سياسية بنيت على قراءة سياسية خاصة.

5- ما هو برأيكم الأفق السياسي لإعلان دمشق؟

نحن كنا منقطعين عن كل نشاط خاص بالإعلان وللإجابة على هذا السؤال لابد من العودة إلى المرحلة ودراسة الحالة من كل جوانبها.ولكي تتم معالجة هذه المواقف المختلفة لا بد من حوار فكري واسع و قراءة موضوعية و علمية للتجربة بخطئها وصوابها و مجمل مواقف الشخصيات التي اتخذت موقفاً مختلفاً لسبب أو لآخر.

جدير ذكره, ان الكاتب جبر االشوفي من مواليد محافظة السويداء 1947, يحمل إجازة في الأدب العربي من جامعة حلب عام 1974, عمل مدرسا في ثانويات حلب الى ان استقال من مهنته بقصد السفر في عام 1990, وعاد الى التدريس في لبنان بين الأعوام 1995 حتى 2002. عمل في صفوف الحزب الشيوعي السوري حتى 1988.وبعد عودته من لبنان, شغل منصب عضو مجلس الأمناء في لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان. ويجري حاليا مراجعة لتجربته السياسية والحقوقية. ويظن يحتاج إلى فترة ليحدد موقعه بدقة, في مجال الدفاع عن الحريات الفردية والاجتماعية وحقوق المواطنة, والدفع بكل ما يساعد على التطوير والتنمية والتحديث, معظم نشاطه ينصب على الدراسات النقدية في مجال الشعر والرواية وإطلالات فكرية سياسية مختلفة.

المصدر:نشرة كلنا شركاء   - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري