أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

22/07/2010

 

مصادر: تسريب "دير شبيغل" محاولة سورية للإيقاع بين الحريري و"حزب الله"

 

اعتبرت مصادر أميركية رفيعة، مكلفة متابعة ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أن "سوريا مازالت في دائرة الإتهام في اغتيال رئيس حكومة لبنان السابق رفيق الحريري، ومن المستغرب أن تتصرف دمشق وحلفاؤها في لبنان وكأن القرار الظني او حكم المحكمة قد صدر فعلاً، وأنها خارجه".

وقالت المصادر الأميركية لصحيفة "الراي" الكويتية إنها لاحظت "وجود حملة سورية منظمة، في بيروت وفي عواصم العالم، لإظهار القرار الظني في مقتل الحريري وكأنه سيتهم حتماً "حزب الله" وحده بارتكاب الجريمة"، وتضيف المصادر "نحن، كما السوريين واللبنانيين وأطراف معنية أخرى، لا نعلم ما يجول في بال المدعي العام دانيال بيلمار، ربما يتهم دمشق و"حزب الله" معاً، ربما أحدهما، أو ربما طرفاً ثالثاً".

وتؤكد المصادر الأميركية أن كل ما يثار عن "معرفة القرار الظني قبل صدوره هو محض تكهنات، بل حملات إعلامية سورية لبنانية تقصد استباق المحكمة لنسفها"، المصادر الأميركية هذه تقول: "كان هناك معارضة سورية - لبنانية ضد التحقيق الدولي منذ يوم ارتكاب الجريمة، ثم ما لبثت دمشق أن شعرت أن عدم تعاونها مع العدالة الدولية سيضعها فوراً في دائرة الاتهام، فتراجعت عن موقفها، وتعاونت الى حد ما، متأملة في ان يستطيع حلفاؤها، داخل لبنان، تعطيل العدالة".

وأضافت "حاولت دمشق ولبنانيون، في البدء، مقايضة الموافقة السورية اللبنانية بقبول تحويل المحكمة الى جنائية، أي إسقاط صفة الإرهاب عن الجريمة"، وتابعت المصادر "عندما فشل السوريون وحلفاؤهم في تحويل المحكمة الى جنائية، عطلوا لبنان بالكامل، وأقفلوا مجلس النواب، وذهبوا الى حروب محلية وإقليمية، وإلى محاولة دفع حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة إلى الإنهيار، قبل أن يتوصلوا الى التهديد بالتصفية الجسدية المباشرة لمؤيدي العدالة في جريمة الحريري، كما حصل في أيار 2008"، ومضت تقول: "إقفال لبنان في وجه المحكمة كان خطأ ارتكبته سوريا وحلفاؤها، إذ إن إقرار المحكمة بالفصل السابع للأمم المتحدة، يعني أنها خرجت تماماً من أيدي السوريين واللبنانيين، حتى التمويل يستمر في حال توقف حكومة لبنان عن دفع الجزء المترتب عليها".

وتذكّر المصادر بأنه "أثناء المفاوضات على اقرار المحكمة في مجلس الأمن في صيف 2007، "وعندما رأت سوريا ان تعطيلها أو نفي صفة الإرهاب عنها بات أمراً غير ممكن، حصلت دمشق عن طريق روسيا على تنازل قضى باستثناء رؤساء الدول من عمل المحكمة، "ما يعني أن (الرئيس السوري بشار) الأسد لن تطاله العدالة الدولية، حتى لو ثبت تورط نظامه".

وبعد توقيع اتفاق الدوحة في صيف 2008، صار التكتيك السوري في مواجهة المحكمة مبنياً على مسارين، بحسب المصادر، "أولاً، استقطاب المؤيدين للمحكمة للإنقلاب عليها سياسياً، تحت وطأة التهديد الجسدي والتذكير بعنف أيار 2008، والتفكير السوري السائد هنا أن أفضل طريقة لمواجهة أي حكم دولي هو الإشارة إلى أن هناك إجماعاً لبنانياً على رفضه"، ثانياً، تعتبر المصادر الأميركية أن "الموقف السوري انقلب في هذه الفترة، ففي الماضي، كانت إجابات الأسد العلنية تربط المحكمة الدولية بحرب أهلية في لبنان، ولكنه ربما شعر أن هكذا تصريح يشي بتدخل سوري ما او خوف من العدالة، فصار يصر على البراءة السورية".

المصادر الأميركية أشارت أيضاً إلى أنه "بينما يهدد مسؤولو "حزب الله" بحرب أهلية في حال صدور القرار الظني، يتصرف الأسد وكأنه استحوذ على صك براءة من السياسيين اللبنانيين الذين يزورون دمشق"، بيد أن الحقيقة في دمشق عكس ذلك، وتشير المصادر الأميركية إلى أن المحكمة الدولية "ما زالت تقلق الأسد، ومعلوماتنا تشير الى أنه تعاقد مع أبرز مكاتب المحاماة الدولية للدفاع عنه".

في هذه الأثناء، أردفت المصادر، "وبينما يتصرف الأسد بهدوء ويحاول الإيحاء بالثقة، يوعز الى حلفائه اللبنانيين بمحاولة قلب الطاولة والتهديد بحرب أهلية في حال لم تدِن الأطراف اللبنانية كافة المحكمة، وتصفها بالمسيسة، وتنتقص من مصداقيتها، وهذه الخطة السورية بدأت منذ ما قبل انتخابات مجلس النواب اللبناني في حزيران الماضي عندما سربت أوساط دمشق اللبنانية الى الصحافي في مجلة "دير شبيغل" الألمانية أريك فولاث، وهذا غالباً ما يتباهى بصداقته مع الأسد، أن "حزب الله" هو المتورط في مقتل الحريري، وأن سوريا بريئة".

وبحسب "الراي" فإن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى اعتبروا أن الهدف من نشر القصة في مجلة "دير شبيغل" كان محاولة من سوريا وحلفائها "لوضع (رئيس حكومة لبنان سعد) الحريري أمام مفترق طرق، إما يدين المحكمة لاتهامها الحزب، وإما يوافق على تورط الحزب، ما يضعه في موقف مواجهة معه".

المصادر الأميركية ختمت بالقول: "لا يمكن للحريري إيقاف المحكمة حتى (النائب وليد جنبلاط)، قد تطلب المحكمة حضوره بصفته أدلى بشهادة ووقع عليها تفيد أن الأسد هدد رفيق الحريري قبل اغتياله، نعم يمكن لجنبلاط تغيير موقفه السياسي، ولكن تغيير شهادته قد ينقلب ضده وتعتبره المحكمة محاولة تضليل للعدالة"

المصدر:لبنان الان - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري