أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

24/06/2010

 

مسلسل المشافي الحكومية .. الإهمال أهدى الطفل " حاتم " كفنا ..وكالعادة التحقيق جار

 

 

‮عرفته جنائن الطفولة باسم " حاتم " , حالما جاوز عامه الرابع قبل أن يهدوه كفنا .

حاتم الآن يطير في جنة كبيرة , كبيرة جدا بحجم ألم والديه , بحجم " الإهمال " الذي حاك كفن حاتم .

والدا حاتم جاءا إلى مكتبنا, لم تكن شكوى و لا ننشر تحقيقا , بل كلمات تقرع ناقوسا بتنا نسمع صدى قرعه على لسان كل مواطن , صدى جوهره " عدم الثقة " بكل ما هو " حكومي " وتحديدا المشافي و ما أثقله من تحديد وتخصيص .

وزيادة الشعر بيت فإن لدى الناس قناعة بـ " لامبالاة مقيتة " تستشري قلوب وضمائر الكثيرين من العاملين في تلك المشافي ( الحكومية ) .

يوم حاتم الأخير .. من حديقة الملاهي إلى فراش الموت في المشفى ..

قال محمد الحاج حسن والد الطفل " أخذت " حاتم " إلى مدينة الملاهي ومن بعدها ذهبنا إلى " مصور " و التقط له بعض الصور ، وأعدته إلى المنزل في العاشرة من مساء يوم الحادثة " .

وتابع " و خرجت من المنزل بعدها وإذا بزوجتي تتصل بي الساعة 11 مساء وتقول لي أن حاتم " تعبان " مع العلم أنه لا يشكو من أي شيء وحين كان معي كان في صحة جيدة .

و أوضح أنه نقل ابنه " حاتم " إلى المشفى الوطني بادلب ،وجاء " طبيب " متدرب يدعى " أ – د " وقام بفحص الطفل و وصف " راشيته " .

وأضاف والد حاتم " اشتريت الراشيته وعدت إلى المشفى وكان حاتم معي ، فقام الطبيب بإعطائه حقنة من الدواء الذي وصفه ، وبعدها أخذناه إلى المنزل " .

و أكمل " و بعد نصف ساعة عادت نفس الحالة مع حاتم فرجعنا به إلى نفس الطبيب فقام أيضا بإعطائه حقنة من نفس النوع " , مشيرا أنه وحتى تلك اللحظة لم يشرح ذلك " الطبيب " ماهي حالة حاتم .

و ذكر " الحاج حسن " أن الطبيب " أ " طلب بعد ذلك بعض التحاليل والتي أظهرت أن " حاتم " سليم ولا يشكو من أي شيء – حسب قول الطبيب - .

و أفاد والد حاتم أنه أعاد ولده إلى المنزل وبعد فترة قصيرة " أستفرغ " و أصبح يتألم ليتغير لون وجهه ، ليعود ويسعفه إلى المشفى مرة ثالثة في نفس الليلة , موضحا أن الطبيب " أ " أخذ حاتم من يدي ونقله إلى غرفة العناية المشددة .


الطبيب المختص " خارج التغطية "

و قال " محمد الحاج حسن " والد الطفل حاتم " و انتظرنا بعد ذلك الطبيب المختص ويدعى " ع – ب " - أخصائي أطفال – والذي لم يكن ليرد على اتصالات المشفى .

و أفاد أيضا أن الطبيب " ع – ب " و لاكثر من ساعة لم يتمكن أحد الوصول إليه , مضيفا " فرافقني أحد الممرضين و ذهبنا إلى منزل الطبيب " .

و أضاف " الحاج حسن " عندما قلنا له يا دكتور طفلي بين الحياة والموت ، فرد علينا " والله كنت مشغول بالدهان اذهبوا إلى المشفى وأنا سألحق بكم " .

يشار أن الطبيب المذكور حاول عدة مرات مؤخرا الاتصال بوالد الطفل " ليطيب خاطرو ومايشتكي " .

ومما يجدر ذكره أيضا أن عكس السير حاول الاتصال بالطبيب ولكن دون جدوى بحكم انشغاله بدورة " دفاع مدني " .

و بالعودة إلى الطبيب " المنشغل " أفاد والد الطفل أن الطبيب و بعد وصوله إلى المشفى اكتفى بفتح "عيني الطفل " , لينصرف عن الطفل و " يحاضر " بالممرضين في ضرورة الخضوع لدورات يتعلمون من خلالها العمل على المنافس الجديدة .

و يقول الأب " وهنا أشار الطبيب المختص بنقل الطفل إلى مشفى آخر تتوفر فيه " منافس " حيث أنه لا وجود لـ " منافس " شاغرة و الشاغر منها لا يعمل , و التي تعمل " جديدة " لا يوجد أحد يستطيع العمل عليها " ( إشارة تعجب )

و كان والد حاتم أسعف طفله إلى مشفى الهلال الأحمر و الذي دخله حاتم , متوفيا , مشيرا أنه شعر بوفاة طفله حتى قبل خروجه من المشفى الوطني .

التحقيق جار ..

ومن جهته قال الدكتور " عبد الرزاق جراد" مدير المشفى الوطني بإدلب" لقد تم فتح تحقيق كامل مع جميع الذين كانوا موجودين في غرفة الطفل حاتم من أطباء وممرضين ".

ونفى " جراد " معلومة عدم عمل منافس المشفى جملة وتفصيلا حيث قال " جميع المنافس الجديدة تعمل ومجربة وهذا مثبت بتقارير اللجان الفنية التي تم تشكيلها للتحقيق في القضية " .

وبناء عليه , أكد " جراد " أنه لا يحق للطبيب المختص تحويل أي مريض إلى أي مشفى في حال كان علاجه ممكنا في المشفى .

وبين جراد أن التحقيق لم ينتهي بعد وهناك العديد من الاستفسارات تعمل لجنة التحقيق المشكلة للحصول على إجابات عليها من جميع الأطراف .

و أرجع " جراد " سبب الوفاة إلى أنها " و حسب التحقيقات الأولية هو تجرثم دم سبب التهاب السحايا وهي حالة نادرة " .

اللافت أن أحدا لم يذكر لوالدي الطفل حاتم أي شيء عن وضعه سوى أنه " بخير " , وسألوا بعد تدهور وضعه وبحرقة بدءا من الطبيب المختص مرورا بالأطباء المقيمين ووصولا إلى جميع الممرضين حيث لم يتجاوز ردهم كلمة " مامنعرف " .

وكان مدير المشفى صرح  أن التحقيقات ستستغرق يومين إلى ثلاثة أيام , فآثرنا الانتظار ليصار إلى تضمين نتائج التحقيق إنما تبين لاحقا أن الوقت " يمط " و " يشط " وخصوصا في ظل دورة الدفاع المدني القائمة و التي " يشترك " بها الطبيب المختص المذكور أعلاه .

يشار أن معظم إن لم تكن جميع التحقيقات التي تُجرى لتحديد وجود إهمال أو خطأ طبي دائما تكون لـ جانب الطبيب ومؤيدة له الأمر الذي يثير " اليأس " لدى الكثيرين .

وتبقى قضية " الإهمال و الاخطاء الطبية " قضية حساسة وخطيرة فهي من جهة تتعلق بارواح " بشر " ومن جهة اخرى فإنها ومن يسببها وهم قلة من الاطباء عديمي الضمير تسيء للفئة الأوسع من الأطباء أصحاب الشرف المهني الذين أقسموا و صدقوا .

المصدر:عكس السير  - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري