أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

25/01/2011

 

أم أحمد.. تبيع على «بسطة» لتتحمّل تكاليف علاج ابنها 

 

 

للفقر و«التعتير» وجوهٌ وألوان كثيرة، إلا أنّ أكثرها تأثيراً ومأساة، عندما يرتبط هذا الفقر بالمرض، وبعدم القدرة على تدبير أبسط تكاليف العلاج، ومتطلّبات الحياة اليومية..
هذا هو حال أسرة أمّ أحمد، التي استقبلتنا في منزلها المتواضع بابتسامة تخفي وراءها الكثير من الأحزان..
فكبر سنّ أمّ أحمد ومرضها لم يشفعا لها أمام الظروف التي أجبرتها على العمل على «بسطة» صغيرة تبيع فيها بعض المواد التي تحصل عليها من المتبرعين، لتسهم في إعانة أسرتها، وتغطّي شيئاً من مصاريف علاج ابنها البكر «أحمد» المصاب بقصورٍ كلويّ..

وما زاد من أعباء هذه الأمّ أنّ عائلة ابنها المريض أحمد تقيم معها في المنزل، وهي مؤلّفة من زوجة وأربع فتيات؛ أكبرهنّ (آلاء) يبلغ عمرها ست سنوات..
وتزيد معاناة الأسرة، بعد أن ساءت مؤخراً صحة أم أحمد، حيث بدأت تعاني من أمراض عدة؛ منها فتقٌ كبير في المعدة، خاصة بعد أن منعها الفقر من علاج نفسها، فلم تعد قادرة على العمل لساعات طويلة، فهي تقول إنّها تفضّل علاج ابنها على نفسها، ما اضطر ابنها المتوسط ذا الثلاثة عشر عاماً إلى مغادرة مقاعد الدراسة، والعمل مساعداً لبائع مياه، وهو يداوم في عمله من التاسعة صباحاً حتى التاسعة مساءً، حيث يقوم بإيصال «غالونات» مياه الفيجة إلى البنايات، وتصل أجرته اليوميّة من هذا العمل المجهد، في أحسن حالاتها إلى 200 ليرة سورية فقط، يقدّمها لوالدته لتصرف على كامل الأسرة من هذا المبلغ الزهيد..
وكان الأخ الأكبر (أحمد) قد فقدَ عمله، كعامل «باطون»، منذ أكثر من عام، ومازال يبحث عن عمل دون جدوى..
والجدير بالذكر أنّه في منزل أمّ أحمد تقيم هي وأبناؤها الخمسة، بالإضافة إلى عائلة ابنها أحمد.

للراغبين في التبرع
تحتاج أسرة أمّ أحمد إلى أبسط مستلزمات الحياة اليومية، بالإضافة إلى حاجتها الماسة إلى المساعدة المادّية لتغطية تكاليف علاج أحمد..
ويمكن للراغبين في التبرع التواصل مع الأسرة مباشرةً على الرقم 0988274849 - العنوان: كشكول - شارع الدير.

«كلّ صباح أفكر كيفَ سأتدبّر مصاريف حياتنا اليومية».. هكذا تصف أمّ أحمد معاناة أسرتها، خاصة بعد أن وصلت ديون الأسرة إلى ما يزيد على مئة ألف ليرة.. وأمّ أحمد اليوم متأخرة عن دفع أجرة المنزل، التي تبلغ 6 آلاف ليرة سورية، ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى فاتورة الكهرباء..

الفشل الكلوي هو حدوث قصور في عمل الكلية ووظائفها، ما يؤدي إلى اختلال عام في جسم الإنسان، حيث يعاني المريض من التعب والإرهاق الجسدي والذهني، وصعوبةً في التنفس، كذلك يصاب المريض بفقر في الدم، أو ارتفاع في ضغط الدم، والتهاب في الأعصاب الطرفية (تنميل)، ونتيجة نقص الفيتامين D بصورته النشطة، يُصاب المريض بلين في العظام. هناك نوعان من الفشل الكلوي هما القصور الكلوي الحاد، والقصور الكلوي المزمن، ومن بين 50 - 60 شخصاً من كلّ مليون شخص في العالم يشكو من الفشل الكلوي النهائي، الذي يحتاج إلى عملية الغسل الكلوي، أو عملية نقل الكلى.


أحمد ومعاناته مع الفقر والمرض
بعد أن أتعبته مهنة نجارة الباطون، قرّر أحمد العمل سائقَ سيارة أجرة، إلا أنّ صحته استمرّت في التدهور، ليكتشف بعد فترة أنّه مصاب بفشلٍ كلوي مزمن، فاضطر إلى ترك عمله ليداوم على غسل كليتيه مرّتين كلّ أسبوع، هكذا بدأت معاناة أحمد مع مرض الفشل الكلوي منذ ما يقرب من العام، فكانت بداية لمأساة أسرة كاملة، حيث وجد أخوه الصغير نفسه مسؤولاً عن عائلة أحمد المريض والعاطل عن العمل..
وبعد أن قرّر أخوه التبرّع له بكليته، وقفت مسألة تحاليل العملية عائقاً في وجه أحمد، وهو يحصل حالياً على مصاريف علاجه عن طريق إحدى الجمعيات الخيرية، التي تساعده ببعض المعونات المادية البسيطة، والتي لا يمكن مقارنتها مع تكاليف التحاليل، كما أنّ مساعدة الجمعية كثيراً ما تتأخر على أحمد، كونَها توزّع بالدور، ما يسبب له مضاعفات صحية نتيجة تأخره في الحصول على العلاج..
وعن حالته الصحية، يقول أحمد: مؤخراً أجريت بعض التحاليل التي تكلّفت عشرة آلاف ليرة، إلا أنّ الطبيب طلب منّي إعادتها مرّة أخرى، ويضيف: وصف لي الطبيب، أمس، حقناً خاصة بخضاب الدم، وهي غالية جداً، فسعر الحقنة الواحدة 1500 ليرة سورية، ويجب أن آخذ أربع حقن منها أسبوعياً، وهو مبلغ يصعب علينا تأمينه أسبوعياً.
بعض تحاليل أحمد تصل إلى 3000 آلاف ليرة، وهي من المفترض أن تُجرى بشكل دوري، أمّا ثمن كامل التحاليل، التي يجب إجراؤها قبل العملية، فهو 50 ألفاً.

المصدر: بلدنا السورية - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري