أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

25/01/2011

 

الهرمونات بريئة من تهمة تسمين الدجاج والمسالخ أكبر المدانين

 

 

بين الساعة السابعة والنصف والثامنة صباحاً من كل يوم تبدأ على أحد أرصفة ساحة المرجة رحلة جر الدجاج المذبوج على الأرض أو المعبأ بأكياس النايلون إلى المطاعم في تلك المنطقة، بينما لا يصادف هؤلاء جهة رقابية واحدة تقول لهم: ما هذا؟ ولا يتوانى الجزارون وأصحاب المطاعم عن إنهاك صحة فرد أو أسرة بأكملها مع كل ذبيحة، والمشكلة ليست كما يقال بهرمونات تعطى للدجاج حتى يزيد وزنه، بل تتجلى باتساخ المسالخ وعدم نظامية قسم كبير منها رغم عدد الضبوط الهائلة التي تنظم سنوياً.

سبب الانتفاخ:
عدد كبير من الأطباء العاملين في مديرية الصحة الحيوانية أكدوا لنا بأن الهرمون خلافاً لكل ما يقال لا يستخدم بالدواجن لكلفه العالية وعدم تغطية نفقاته، ولا مصلحة لمربي الدواجن باستخدامه، سوى لعلاج حالات تناسلية عند الحيوانات وفق ضوابط أخلاقية ومهنية، وهو لا يعطى من أي صيدلية إلا بموجب وصفة طبية من طبيب بيطري.
أما عن سبب انتفاخ الدجاج بسرعة هائلة فمرده لسببين أولهما يتعلق بحقن الدواجن بفيتامينات تنشط نموها، ويطلق عليها اسم الهرمون بالشائع وهذا خطأ، فالفيتامين مسموح استخدامه، لكن المشكلة تتجلى بالأثر المتبقي، حيث يتم علاج الدواجن بالمضادات الحيوية ثم ذبجها بعد أيام وقبل خروج أثر الدواء منها رغم وجود قوانين تمنع ذلك، وفي هذا خطر كبير على صحة الناس.
والسبب الثاني يتعلق بما يسمى بعلم وراثة التأصيل والمقصود به أن هناك أنواع من الحيوانات لديها القدرة على إنتاج اللحم والحليب بشكل كبير لأنها مواصلة وراثياً، ومن هنا فإن بعض الدواجن والأبقار تعطي إنتاج أكبر.

المشكلة بالمسالخ:
المشكلة ليس فقط بحقن الدجاج بالفيتامينات ثم ذبحه قبل زوال الأثر، لكن تتعلق بترخيص العديد من المسالخ وعدم متابعتها، وضعف الرقابة على المطاعم والتأكد من خلو وجبات الفروج المقدمة قبل الشواء من الأثر المتبقي، والمهام ضائعة بين المكتب الصحي في محافظة ريف دمشق، ووزارة الإدارة المحلية.

اقتراحات لا أكثر:
الحل ربما يكون بإلزام مستثمري المسالخ التابعة للوحدات الإدارية بالتعاقد مع أطباء بيطريين لكل وحدة طيلة ساعات الدوام المحددة بقراراتها، وأخذ تعهد بعدم نقل اللحوم إلا بالبرادات المغلقة والسيارات المخصصة، والإيعاز إلى الوحدات الإدارية ومديرية الصحة والرقابة بمتابعة تنفيذ كل ما سبق تحت طائلة المسؤولية.
ورغم أن هناك شروطاً بيئية عامة مطلوبة في المسالخ إلا أنه لا يتم التقيد بها في معظم المسالخ السورية، وتتعلق بإدارة النفايات السائلة والصلبة، حيث تتطلب الأولى إجراء معالجة أولية للمياه المبتذلة قبل دخولها في محطات المعالجة عبر حواجز ومصاف في مجاري المياه الملوثة في منطقة الإنتاج تضمن إزالة المواد الدهنية والنفايات الصلبة على أن يتم تجميعها في حاويات مقفلة وتسليمها للجهات المختصة بإعادة استعمالها، وتزويد المسلخ بمحطة معالجة للمياه المبتذلة مصممة بطريقة تضمن توافق خصائص المياه المصروفة بعد المعالجة مع المعايير البيئية الوطنية الموضوعة لها.
أما إدارة النفايات الصلبة فتتطلب التخلص من الجلود غير الصالحة بصورة نظامية وإزالة الروث الناتج في أماكن استقبال الحيوانات قبل ذبحها و تفريغ أمعاء الحيوانات والاستفادة منها كسماد طبيعي للتربة. مع التقيد بشروط عامة أخرى منها: تأمين غرف تبريد اللحوم المنتجة على أن يتم وصل التيار الكهربائي إلى هذه الغرف بصورة دائمة ، وتزويد العمال بمعدات الحماية الشخصية اللازمة مثل (قفازات، كمامات، ألبسة مناسبة.. إلخ) وتشجير محيط العقار.

المصدر: مجلة أبيض وأسود السورية - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري