أخبار الوطن الرئيسية

25/03/2011

 

اللبنانيون يتابعون باهتمام التطورات السورية

 

 

يتابع اللبنانيون عن كثب تطورات الحركة الاحتجاجية في سوريا، وتداعياتها المحتملة على الوضع في بلدهم حيث تعتبر دمشق لاعبا اساسيا، وحيث تصنف الاطراف السياسية بين متحالف معها ومعارض لها.

ويقول الكاتب والباحث اللبناني رغيد الصلح "مهما كان حجم التغيير الذي يحصل في سوريا، سواء كان على مستوى انشغال القيادة بما يحصل عندها ام على مستوى أكبر، فإنه بالضرورة سيترك تأثيرا كبيرا على لبنان، لا سيما ان المكونات السياسية اللبنانية الاساسية تمر الى حد بعيد بسوريا سلبا او ايجابا".

واوضح ان هذه المكونات هي "اما تحالفات تشكلت اصلا ضد سوريا وضد نفوذها في لبنان، واما تحالفات تستند الى علاقة قوية مع دمشق".

وكان الصلح يشير الى قوى 14 آذار، تحالف الشخصيات والاحزاب الذي نشأ بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري في 2005، وساهم عبر تحركات في الشارع بالضغط على سوريا لسحب جيشها من لبنان بعد حوالى ثلاثين سنة من التواجد، وهو ما حصل في 26 نيسان/ابريل 2005.

ومنذ تلك الفترة، تنقسم البلاد سياسيا بين هذه القوى وقوى 8 آذار وابرز اركانها حزب الله، حليف سوريا الاقوى في لبنان.

وتتتالى الازمات التي تعمق الانقسام، وآخرها يتمحور حول المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال الحريري والتي يتوقع ان توجه الاتهام في الجريمة الى حزب الله. وقد تسببت هذه الازمة في سقوط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري، نجل رفيق الحريري. وتلت سقوطها عودة الجدل حول سلاح حزب الله الذي تتهمه قوى 14 آذار بتعطيل الحياة السياسية.

ورأى الصلح ان التأثير الاساسي سيكون على "موازين القوى"، مشيرا الى ان اتساع التحرك الاحتجاجي في سوريا "سيؤثر سلبا على حزب الله"، بينما "من الطبيعي ان يعطي جرعة تفاؤل لمعارضي دمشق في لبنان".

ويقول الباحث والاستاذ الجامعي زياد ماجد ان "قدرة سوريا على تصدير الازمات، كما في الماضي، انحسرت. وهذا ما يجبرها على تخفيف اندفاعتها اللبنانية"، في اشارة الى دور سوري في مراحل متفاوتة في العراق ولبنان وفي الصراع الفلسطيني الفلسطيني.

ويضيف "اذا استمرت الانتفاضة في درعا واخذت حجما متزايدا في مدن اخرى، السيناريو المرجح هو ان يضعف النظام ويلملم نفسه حتى يحل ازمته، ما قد يربك حلفاءه في لبنان".

ويشير الى ان حزب الله "سيتمنى بالتأكيد حسم الوضع بسرعة ولو بالقمع، كون سوريا نظاما حليفا وصمام امان بالنسبة اليه، جغرافيا على الاقل".

على المدى القصير، قد تنعكس التطورات على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة الذي يراوح مكانه منذ شهرين.

وكلف نجيب ميقاتي تشكيل حكومة في 25 كانون الثاني/يناير بعد انتقال الغالبية في البرلمان من فريق الحريري الى فريق حزب الله نتيجة تغيير عدد من النواب مواقعهم السياسية، وعودة النفوذ السوري الى الاتساع.

ويقول ماجد "حتى الآن لم يمارس السوريون ضغطا هائلا لتشكيل الحكومة، وكانوا في انتظار صدور القرار الاتهامي في اغتيال الحريري واتضاح الصورة الاقليمية... وقد يستمر هذا الموقف في حال اضطرار دمشق الى الانصراف الى ورشتها الداخلية".

في الوقت نفسه، "يمكن طرح سيناريو مقابل وهو اقدامها على حسم الوضع سريعا في لبنان من اجل التفرغ لمشاكلها الداخلية. من المبكر الجزم"، بحسب ماجد.

وتلتزم الاطراف السياسية في لبنان الصمت المطبق رسميا حيال التظاهرات واعمال العنف الجارية في درعا في جنوب سوريا منذ 18 اذار/مارس والتي بلغت حصيلتها الاربعاء فقط مئة قتيل، وذلك خشية اضافة تعقيدات اقليمية على ازمة داخلية مستعرة.

الا ان مجرد متابعة وسائل الاعلام او جس نبض الشارع يؤشر بوضوح الى قلق لدى البعض مقابل آمال كبيرة معلقة على تغيير محتمل في هيكلية النظام السوري لدى الفريق الآخر.

ويتوقف ماجد عند "سياسة الكيل بمكيالين التي يمارسها حزب الله وقوى 14 آذار ووسائل الاعلام القريبة منهما".

ويقول "حزب الله يؤيد الثورتين في تونس ومصر، ويتواطأ مع النظام السوري في درعا وبانياس وحمص... يعتبر البحرين ثورة محقة ويصمت عن قمع المعارضة في ايران".

ولعل النموذج البحريني هو خير دليل على ازدواجية المعايير.

ففيما دعا الامين العام لحزب الله حسن نصرالله اخيرا المحتجين في البحرين "الى الصبر والمثابرة" حتى "هزم الظالمين والطواغيت"، وصف سعد الحريري "الحملة التي تطال البحرين والمملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي"، بانها "امر عمليات خارجي".

ويتجاهل تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله في معظم نشراته الاخبارية التظاهرات السورية، وان ذكرها فليتبنى الرواية الرسمية مثل خبر "العصابة" في درعا، في حين تحتل اخبار سوريا العناوين الرئيسية في القنوات التلفزيونية القريبة من 14 آذار.

وكما السياسيين، ينقسم اللبنانيون العاديون.

ويعبر معارضو سوريا عن آرائهم على صفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت حيث كتبت احدى الشابات "ابطال يا اهالي درعا والربيع سيتفتح عندكم"، ووجه آخر "تحية إكبار الى اهالي الجنوب السوري الثائرين في وجه القمع والغدر والظلم".

في المقابل، يقول جمال صفي الدين (50 عاما) في مدينة صور الجنوبية "لا شيء يستدعي الخوف على سوريا. بعض المندسين يحاولون تصوير الوضع بانه نقص في ممارسة الديموقراطية، في حين ان الرئيس (السوري بشار) الاسد اجرى اصلاحات عدة تنموية وصحية واقتصادية، وسوريا هادئة تماما".

المصدر:وكالة فرانس برس -  أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري