أخبار الوطن الرئيسية

24/05/2011

 

المتحف المدرسي للعلوم.. غابة علمية ووثائقية للكبار والصغار

 

 

رحلة عقل، ستتنقل فيها من غابة رائعة الأشكال والحيوانات والأصوات والأضواء، إلى جيولوجيات ومستحاثات قيمة ونادرة، إلى صور ووثائق حقيقية وخيالية في وقت واحد، إلى دروس في العلوم والتاريخ، يرتادها طلاب المدارس، ولكن الكبير يستمتع بها أكثر من الصغير، ولا ندري لمن يعود الفضل والشكر للعالم حسين الإيبش الذي رفد سوريا بهذه المقتنيات الباهظة الثمن، أم لمديرية التربية التي تبنت ودعمت هذا المشروع بكافة الإمكانيات، أم لكادر المشرفين من مدرسين وفنانين أظهروا هذه المقتنيات بعمل فني رائع يبهر العين؟
إنه المتحف المدرسي للعلوم، عندما ذهبت مجلة (أبيض وأسود) إليه لم نكن نتوقع أنه يحتوي على مقتنيات قيمة إلى هذا الحد، ولا نبالغ القول بأننا اعتقدناه مجرد متحف مدرسي بسيط للطلاب، ولكننا اكتشفنا بأنه يحتوي أكثر من ذلك بكثير، وسنتحدث بما أخبرتنا عنه إحدى المشرفات على المتحف السيدة خزامى علي.
أول موثق للغابة:
بدأ العالم حسين الإيبش السوري الأصل رحلته إلى أفريقيا والهند لاصطياد الحيوانات المفترسة منذ عام (1914)، وحنط كل ما اصطاده من حيوانات نادرة في بريطانيا، وأوصى بأن تُرسل لوطنه الأم سوريا ليغنيها بهذه المقتنيات التي تجلت في المتحف المدرسي للعلوم، والإيبش أول موثق للحياة البرية في العالم العربي، وأول من وثقها بالصور والوثائق مع صور لشعوب وقبائل هذه المناطق الإفريقية والهندية، ومن يذهب للمتحف يرى هذه الصور، وهو أول من أدخل رياضة كرة القدم إلى سوريا وصوره الموجودة في المتحف تتحدث عن أعماله.

إهداء لمحافظة دمشق:
بدأ المتحف المدرسي للعلوم منذ عام (2007) بإشراف الفنان موفق مخول وبالتعاون مع مديرية التربية، حيث كانت مقتنيات المتحف في البداية عبارة عن الحيوانات المحنطة التي تبرع بها الإيبش لسوريا، فاتخذ مخول والكادر الذي برفقته قسماً من مدرسة عبد القادر أرناؤؤط الموجودة في منطقة التجارة، ليعمل بمساعدة مدرسين وطلاب فنون لترميم المقتنيات ولتشكيل ديكور المتحف.
من جهة أخرى كانت بعض المدارس القديمة في دمشق (كمدرسة جودت الهاشمي، ابن خلدون، دار السلام، عبد الرحمن الكواكبي) تحتوي مقتنيات قيمة وقديمة جداً من أدوات ووسائل تعليمية، (تلفزيونات، راديوهات، كاميرات، آلات موسيقية، آلات كهربائية، أنواع عديدة من المجاهر ووسائل الإسقاط، وآلات كاتبة وحاسبة قرأنا عنها لكننا لا نعرف شكلها لقدمها) فأحضرها الكادر لإغناء المتحف بطابق آخر يضم هذه المقتنيات بطريقة عرض جميلة.
كما يضم المتحف قاعتين إحداهما للمستحاثات والصخور التي عاينها دكاترة جيولوجيون وحددوا أسماءها وأنواعها، وقاعة تحتوي أيضاً صخوراً ومستحاثات أُحضرت من محافظات سوريا التي تحتوي صخوراً بازلتية، ومن المقتنيات الأخرى جرائد رسمية قديمة وصور جلسات مجلس الشعب القديمة، وقسم صغير خاص بالطيور المحنطة.

مقتنيات لم تعرض بعد:
عممت مديرية التربية على كافة المدارس في المحافظات خبر وجود المتحف لإرسال الطلاب إليه فهو وسيلة تعليمة هامة، حيث يوجد أيضاً ضمن المتحف عرض سينمائي عن الحيوانات في الغابة والفرق بينها، ويتم الشرح للطلاب عن كافة التفاصيل وعن مراحل حياة الحيوانات وأنواعها وطرق تحنيطها، وكيف كانت الأدوات القديمة للإنسان وكيف تطورت وأصبحت على شكلها الحالي، وقام الكادر التنظيمي للمتحف بصنع ديكور أشبه بالغابة و رفدوه بوسائط مرئية وصوتية تعطي شعوراً لمن يدخل إليه أنه ضمن غابة حقيقية.
تم توسيع المتحف لكنه ما يزال ضيقاً بالنسبة لحجم المقتنيات الموجودة، بالإضافة لتبرع العديد من الأشخاص لتحف نادرة وقديمة، وبعضها لم يُعرض إلى الآن لكثافة مقتنيات المتحف.

إدراجه ضمن زيارات وزارة السياحة:
الزيارات لم تقتصر على طلاب المدارس بل شملت الكبار من طلاب ورجال ونساء ووفود سياحية، لكن مازال كثيرون لا يعلمون بوجود المتحف إضافة إلى أن بعض أهالي المنطقة المحدث فيها لا يعلمون بوجوده إلى الآن، واعتمدت مديرية سياحة دمشق المتحف المدرسي للعلوم كمتحف رسمي ضمن متاحف مدينة دمشق، إلا أن زيارة الوفود الرسمية أو السياحية مازالت قليلة له.
فهو بحق رحلة عقل بين الماضي والحاضر كما يسميه المشرفون عليه، وهو المتحف الأول من نوعه في سوريا، لذلك يستحق أن يُدرج ضمن الزيارات الرسمية لوفود وزارة السياحة.

المصدر:مجلة أبيض وأسود -  أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري