أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

25/07/2010

 

فتفت: الحريري لا يعلم شيئاً عن مضمون القرار الظّني

 

 

إعتبر عضو كتلة "المستقبل"النيابية اللبنانية النائب أحمد فتفت أنَّ "الحديث عن القرار الظني لا يعني أن هناك اختراقاً لسرية التحقيق"، مشيراً إلى أنَّ "ما يتناوله البعض يبقى مجرد أخبار إعلامية، فلا أحد يعلم مضمون القرار الظني، وكل ما يقال عكس ذلك يبقى مجرد استنتاجات ومعلومات صحافية لا تستند الى حقائق"، وأكد أنَّ "رئيس الحكومة سعد الحريري لا يعلم شيئاً عن مضمون هذا القرار".

ولفت فتفت في حديث لـصحيفة "صدى البلد" إلى أنَّ "الشخص الوحيد الذي يعلم عن القرار الظني، هو مدعي عام المحكمة القاضي دانيال بــلــمــار، ومــا سعى إلــيــه الرئيس الحريري هو تفادي فتنة سنية - شيعية في حال تم اتهام عناصر تابعة لجهة معيّنة".

فتفت استطرد بالسؤال: "من قال إن الفرضية الإسرائيلية غائبة عن التحقيق؟ هذا كلام غير دقيق، لا أحد يعلم ما هي الفرضيات التي اعتمد عليها التحقيق الدولي، ونحن نثق بهذا التحقيق وننتظر نتائجه، لكن قبل ظــهــور النتائج كيف لنا أن نحكم على عمل المحكمة التي تسير وفقاً لمعطيات بين يديها، أحياناً الجرائم الواضحة تؤخذ بأسبابها الواضحة، لا نعلم الامور التي استند إليها تحقيق المحكمة الدولية وما هي الأمور التي تجاهلها، ومن الخطورة الجزم بمضمون القرار قبل صدوره".

وحول ما إذا كان كلامه يعني ألا اتهام لعناصر من "حزب الله" قال فتفت: "المحكمة ذات طابع دولي، لــيــس مــن صــلاحــيــاتــهــا توجيه الإتهام الى دولة أو نظام أو منظمة أو حزب، بل لديها فقط إمكانية إتـــهـــام أشـــخـــاص، وهـــي بــذلــك ستوجه الإتهام الى عناصر بصفة شخصية وليس بصفة انتمائهم السياسي".

وأضاف "إذا ما اتهمت المحكمة 4 أو 5 أشخاص، فإن ذلك لا يعني أن الحزب الذي ينتمون الــيــه مــتــهــم، بل يــجــب أن يستمر التحقيق، وان يتحولوا للقضاﺀ لإكتشاف الدافع الحقيقي. نحن نعتبر أنَّ عدم تسليمهم للقضاﺀ أمر خطير جداً لأنه سيصبح اتهاماً ضمنيا لمن يحميهم"، مشيراً إلى أنَّ "هناك مرحلة القرار الظني، الذي سيكون مقبولاً إذا مــا استند على أدلــة دامغة، ومستندات عدلية وعلمية وليس على تقرير سياسي، ومــن هذا المنطلق نحن نردد كلاماً منذ زمن مفاده أننا نقبل بالأدلة ولا نقبل بالإتهامات".

وفي موضوع الضباط الأربعة، لفت فتفت إلى أنَّه "بغض النظر عن أي شيﺀ، لقد قصّر الضباط الأربعة في حماية رئــيــس حــكــومــة كـــان مـــهـــدداً، يكفي هذا لنقول إنهم يتحملون المسؤولية في مكان ما بقضية الاغــتــيــال، وفــي الأمـــس القريب سمعنا الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يقول إن العملاﺀ في شبكات الاتصالات موجودون منذ أكثر من 10 سنوات، اي في الفترة الــتــي حكم فيها هــؤلاﺀ الضباط، فما الذي فعلوه لمجابهة عملاﺀ إسرائيل؟ إذاً هم قصروا أيـــضـــاً فـــي مــجــابــهــة الــعــمــالــة الاسرائيلية، هذا اتهام اضافي سجّله السيد نصرالله على سجلّهم الناصع".

وتابع فتفت حديثه لـ"البلد" فقال: "لــســت مــخــرجــاً ســيــنــمــائــيــاً لأضــع سيناريو معيناً، أنــا احلل في السياسة فقط، ويمكن القول إنَّ الوضع كان هادئاً نسبياً حتى شهر كــانــون الثاني الماضي، إذ بدأ فــريــق مــا يسمى "8 آذار"، بفتح ملفات معينة لفترة صغيرة، بدﺀاً بما سمي بالإتفاقية الأمنية بين الــســفــارة الاميركية وقــوى الامــن الداخلي، ثم ملف "شبكة الإتصالات"، وإثارة موضوع الـ 500 مليون دولار (التي قيل إن الادارة الاميركية صرفتها في لبنان لتشويه صورة "حزب الله")، تزامن ذلك مع التوتر الإيراني نتيجة سياسة العقوبات، فإذاً كل هذا التوتر الذي نشهده مــرتــبــط بــالــتــوتــر الــحــاصــل في المنطقة وليس ناشئاً من وضع محلي، وهناك من يحاول جعل المحكمة ضحية لهذا التوتر".

وتابع: "لكننا سنحمي هــذ ه المحكمة لأن الــمــوضــوع لــيــس تصفية حسابات، بــل بسبب الاغتيالات السياسية التي حصلت في لبنان ولــم يستطع الــقــضــاﺀ اللبناني كشفها، وبالتالي لا يمكن ترك الامور كما هي، لأننا بذلك نكرّس مــبــدأ الاغــتــيــال الــســيــاســي في الحياة السياسية اللبنانية ومبدأ تصفية الحسابات السياسية عبر الإغتيالات، وهــذا يعني نهاية الحياة السياسية اللبنانية".

وعن خطورة أن تصبح المؤسسات اللبنانية مكشوفة أمام إسرائيل، أجاب فتفت "هـــي لـــم تــصــبــح، بـــل كــانــت مفتوحة منذ زمن طويل، والعملاﺀ يعملون منذ أكثر من 15 عاماً، اي منذ ايام الوجود السوري في لبنان، نحن في حالة حرب مع اسرائيل، و"حزب الله" يحاول أن يخترق الجبهة الداخلية في اسرائيل، وهذا واجبه وحقه، واسرائيل تسعى للأمر نفسه في لبنان، والسؤال لماذا بدأنا بكشف هــذه الــخــلايــا الآن؟ لأن هناك سياسة طبّقت بعد العام 2005 عبر دعم القوى الامنية والجيش اللبناني، وتجهيز فرع المعلومات ومخابرات الجيش بشكل تستطيع فــيــه أن تــكــون عــلــى المستوى الــعــلــمــي لمجابهة الــمــخــابــرات الاسرائيلية ونجحنا في ذلك"، مضيفاً: "نحن ساهمنا في اعداد القوى الامنية لكشف الاجهزة الامنية والمخابرات، بينما من سبقنا كان لا يهتم سوى بالقمع الداخلي، اما الاختراق الكبير فسببه الضعف الكبير في الجسم السياسي اللبناني، بالاضافة إلى عودة نغمة التخوين، لدرجة اصبحت الوطنية سخيفة والعمالة بسيطة"، وأكد أنَّ "الفضل في كشف العملاﺀ يعود لقوى "14 آذار" التي جهزت القوى الامنية، وهذا ما يرفضون الإعتراف به".

وفي شأن إمكانية تأثير تغيير "داتا المعلومات" على التحقيق في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، رأى فتفت أنه "لربما قام هؤلاﺀ بتزوير شيﺀ ما، ولكن في موضوع تــزويــر "الــداتــا"، سأطرح سؤالاً أتمنى أن القى جواباً عليه، أنَّه إذا كانت هناك قدرة إسرائيلية على تزوير وخلق داتا جديدة فهذا يعني أن هناك قــدرة على إزالة الداتا الموجودة، لماذا اذاً لم تقم اسرائيل بإزالتها لحماية عملائها، وكيف سمحت ان يتساقط كل العملاﺀ عبر الداتا؟ سؤال أضعه برسم "حزب الله" للإجابة عليه".

وحول موقع "القوات اللبنانية" في تحسن العلاقة مع سوريا، قال: "لا اشــعــر أن (رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية") الــدكــتــور سمير جعجع يهاجم سوريا، هو يطالب بعلاقات مبنية على أسس متينة، نحن مع علاقات ممتازة مع سورية، لكن ليس مــن طــرف واحـــد، بل يجب أن تكون متساوية مع جميع الأطراف، إذ لا نريد لسورية أن تتدخل في الحياة السياسية اللبنانية وهذا يعني أنه ليس من المفترض إقصاﺀ أحــد من عملية الانفتاح، وبالتحديد "القوات اللبنانية" التي لها تمثيل سياسي، بالإضافة الى أن الاعــتــراف بدولة لبنان يكون من خــلال تفعيل عمل السفارة والعلاقات الدبلوماسية والزيارات من الجهتين".

فتفت الذي أكد أن "لا إشكاليات بين المملكة العربية السعودية وسوريا"، أعرب عن اعتقاده بأنَّ هناك العديد من الأمور التي سويت ليس فقط على صعيد الملف اللبناني"، مشيراً إلى أنَّ "العلاقة بين لبنان وسوريا تتأثر بالتأكيد في العلاقة بين سوريا والــســعــوديــة، ولــكــن فــي الــمــدى البعيد لا يجب أن يبقى هذا التأثير موجوداً، لذا نصر على مبدأ العلاقات المميزة والمستمرة المبنية على ثقة عبر الاعتراف المتبادل بالسيادة، من خلال الممارسة لا الكلام".

وختم بالقول: "إن إسرائيل دولة عدوانية ويمكن أن تــشــن الــحــرب فــي أي لحظة".

المصدر:لبنان الان   - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري