أخبار الوطن الرئيسية

26/02/2011

 

 متوسط إنفاق أغنى أسرة يشكل 702% من إنفاق أفقر أسرة

 

 

جدل لن ينتهي حول وضع الطبقات الاقتصادية في سورية...

ففي الوقت الذي تصر فيه الحكومة على أن الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها خلال السنوات السابقة أسهمت في دعم و توسيع الطبقة الوسطى مستندة في ذلك على زيادة إنفاق الأسر السورية على كثير من الخدمات التي لم تكن موجودة كالخليوي و الجامعات الخاصة، تؤكد شريحة الاقتصاديين و المهتمين بالشأن الاقتصادي المحلي أن تلك الإجراءات لم تؤد إلا إلى زيادة نسبة الفقراء ومن هم تخت خط الفقر و زيادة طبقة الأغنياء، و بذلك تمت محاصرة الطبقة الوسطى و الضغط عليها...

و مهما يكن واقع الطبقة الوسطى في المجتمع السوري و التطور الايجابي أو السلبي الذي لحق بها خلال السنوات السابقة، فإن ما يبدو اليوم أكثر أهمية و تأثيراً هو الفجوة الحاصلة بين أفقر الأسر السورية و أغناها، فالوقوف على ماهية تلك الفجوة و معالمها و مدى خطورتها يشكل الخطوة الأولى في مشروع الحد من الفقر و رفع المستوى المعيشي للمواطنين في إطار استهداف محدد و واضح..

في المعلومات غير المنشورة أو الملاحظات المسجلة من قبل باحثي المكتب المركزي للإحصاء أن إحدى أسر عينة مسح دخل و نفقات الأسرة قالت أنها لا تنفق على السلع الغذائية كونها تحصل عليها من الجمعيات الخيرية وهي حالة تؤشر إلى عمق الفقر و فداحته في الأسر التي تقبع تحت خط الفقر الذي أصبح معروفاً مع المسوح التي أجرته الحكومة بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية، فيما قالت أسرة أخرى إن إنفاقها الشهري يصل إلى نحو مليون ليرة...و بالتالي فإن الفجوة بين العائلتين، و إن كان يمكن قياسها مادياً إلا أنها فجوة لا يمكن تحديد معالم تأثيراتها الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و الصحية...الخ.

و لتوضيح بعضاً من معالم تلك الفجوة نحاول الاستعانة بمتوسط إنفاق الأسر الشهري حسب الشرائح السكانية العشرة، إذ تشير البيانات الخاصة بمتوسط إنفاق الأسر في الفئة العشرية الأولى(الأكثر فقراً) و متوسط إنفاق الأسر في الفئة العشرية العاشرة(الأكثر غنى) إلى أن الفجوة في الإنفاق الشهري يتجاوز 702%...

و أعتقد أن هذه النسبة تكشف حجم و طبيعة التدخل الحكومي المطلوب لتحقيق بعض من التوازن في المستوى المعيشي للأسر، و مع إدراكنا أن إلغاء الطبقات هو أمر لا يتحقق إلا في كتب الفلاسفة و أنه من سنن الحياة، لكنه بالتأكيد ليس بالصورة التي يبدو عليها و بالتالي فإن إعادة إنعاش الطبقة الوسطى سيكون كفيلاً بالحد قليلاً من حجم الفجوة الموجودة، بكل ما يعنيه ذلك من معاني و مفاهيم اقتصادية و اجتماعية و ثقافية و تنموية...

بقلم زياد غصن

المصدر :سيرياستيبس - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري