أخبار الوطن الرئيسية

26/05/2011

 

نصر حسن: النظام السوري حصر الشعب في معادلة اما أنا أو الفوضى

 

 

قال الدكتور نصر حسن الكاتب والمعارض السوري أن المعارضة السورية موجودة منذ أكثر من أربعين عاما، وبدأت أساسا ضد الانحراف السياسي الخطير الذي قام به الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في 23 شباط العام 1966 حيث صفّى حزبه في أول مرحلة، ثم صفّى رفاقه صلاح جديد والتيار اليساري العلماني، وانتقل في سوريا الى مرحلة تأسيس الحكم الفردي، وألغى دور كل المؤسسات الاجتماعية والمدنية، وتذكر حسن عندما هدم الأسد الأب انتفاضة النقابات حيث قابلها بكل قسوة وحلّ النقابات وأسس مؤسسات نقابية من اتحاد شبيبة الثورة الى اتحاد طلبة سوريا الى النقابات المهنية وهي نقابات تنفذ ما يقوله.

وأضاف" لا يمكن التعامل مع المجتمع السوري بمثل هذه الطريقة، معظم الشعب السوري ضد النهج الفردي الذي لا ينسجم معه، وقامت تعبيرات متعددة وواجهت حافظ الأسد ورفعت الأسد وأدواتهما بمنتهى الشجاعة الا أنه بكل الوحشية قام بتدمير مدينة حماة بأكملها، ولم أعرف حاكما يدّعي الوطنية ويدعي خدمة شعبه ويهدم مدينة ويقصف بكل الأسلحة ففي شباط 1982 استشهد 50 ألف شخص في سوريا معظمهم نساء واطفال وشيوخ، ودّمر المدينة، وأصبحت ركاما وسط صمت مطلق".

ورأى "أن حافظ الأسد استغل لحظة معينة وعزل حماة عن كل العالم مما ادى الى عشرات المهجرين في الشتات و17 الف مفقود باسم الاسطوانة المشروخة "ضد التيار السلفي".

وقال "حقيقة الوضع ان هدم مدينة حماة أجهض الحراك السياسي ودفعت المدينة فاتورة غالية وبعدها بشكل متسلسل أجهض التيار الديني ووصفها بتهم الارهابية، واجهض التيار القومي العلماني البعثي بمختلف تياراته من ميشيل عفلق الى صلاح جديد وأجهض اليسار الحزب الشيوعي واجهض الحركة اليسارية حزبب العمل الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي اما قتلهم او قضوا في السجون عشرات السنين" .

واعتبر "ان هذا النظام السوري نظام فردي ارهابي ضد الشعب بمجمله واستمر في تأسيس سوريا على هذه المنظمة البوليسية الأمنية التي لايوجد فيها تشارك للشعب وصولا الى توريث بشار الاسد سوريا كاملة بكل حمولتها السياسية والاقليمية رغم أن
مقاس الدستور كان مؤسسا على طول الأب حافظ وعرضه فتم تعديل الدستور خلال خمسة دقائق وترقيعه ليتطابق مع ابنه ودخلت سوريا مرحلة عام 2000 وهي مرحلة تسلم بشار الاسد سدة السلطة رغم كل الماضي الذي قام به النظام من قمع وفساد وفشل على المستوى الوطني والقومي والنهب للثروة الوطنية والرقص على الحبال الاقليمية والدولية، وأكد حسن أنه رغم هذا القمع قابله الشعب السوري بموقف شجاع وكريم بناء على قسمه الذي قال فيه انه سيقوم بخطوات من الاصلاح".

ورأى "أنه هنا ماكينة السلطة السياسية فقدت الحس التاريخي للتعامل مع الحدث عندما وعد بالاصلاح والشعب وافق رغم كل ثقل الماضي والتعقيد والجروح والملفات الانسانية الضخمة وافق الشعب وتبشر خيرا لكن للأسف 11 عاما وبشار الأسد لم يقم بأية خطوة او عملية اصلاح حقيقية، وكان الامر مجرد تثبيت النهج والتلاءم مع المتغير واستمرار النهج الديكتاتوري في سوريا في هذه المرحلة نشأت في سوريا مرحلة جديدة من النشاط الثقافي والسياسي الا انه للاسف قمعها بذات الطريقة وبنفس النهج البوليسي واثبت بالملوس انه هو والاصلاح على خطين متوازيين لا يلتقيان وبالتالي عملية تبنيه الاصلاح مجرد خداع بالالفاظ" .

وأشار الى "أنه تم اعتقال كل قيادات اعلان دمشق وهي مدنية وسلمية ومؤهلة لانقاذ سوريا مما هي فيه ووضعها كلها في السجون والمعتقلات على أمل اجهاض الحركة الجديدة في المجتمع السوري" .

من جانب اخر اعتبر حسن "أن بشار الاسد لعب بمهارة الى حد ما بالوضع الاقليمي المحيط في سوريا وخاصة بعد احتلال العراق وعمل ما امكنه عبّر كل وسائل الاعلام وخطابه الخارجي والداخلي في حصر الشعب في معادلتين خطيرتين اما أنا أو الفوضى، وربط كل عملية تغيير اجتماعي وسياسي بالدبابة الاميركية والارهاب ضاغطا على المجتمع باتجاه ان النظام هو خير الشرور لكن النظام السوري اوصل الشعب الى استحقاقات خطيرة على المستوى الداخلي نظام يستلم السلطة المطلقة في كل شيء في السياسة والثقافة والادارة ويفشل في كل شيء حيث لم يقدم برنامجا اقتصاديا او سياسيا او ثقافيا او بنية تحتية تهتم بالخدمات والصحة وتنمية المجتمع بل على العكس اجهض المجتمع والدولة وحصرهم في حالة غريبة من الضغط اليومي المستمر وكأن الارهاب ليس له عمل غير طرق ابواب سوريا ومما يدل على خداع النظام هو انه مع التيار الديني في فلسطين وايران ولبنان وضد التيار الديني في سوريا".

وقال "بالمحصلة وصل النظام الى طريق مسدود هو في واد والشعب في واد مع ان السلطة ليست شعارا والفاظ بل هي برامج يحتاجها الشعب لتطوير بنيته العامة للالتحاق بالعصر وبالمزيد من احترام الكرامة الانسانية للسوريين وصولا الى المأزق العام الذي كان وراء انتفاضة الكرامة في سوريا".

وحول الثورة في سوريا أجاب حسن "أن انتفاضة 15 اذار هي مرحلة جديدة على المستوى السياسي والثقافي وبالتالي تجاوزت النمط التقليدي للعمل السياسي الذي يعتمد على حزب أو ائتلاف أو تكتلات من العمل الوطني الى الحالة الشعبية وهي نقلة نوعية في العمل السياسي الوطني وبالتالي كل التيارات السابقة عملت عليها وكانت ضد النظام بما تملك من وسائل وبرامج، وأضاف الان الوضع مختلف كليا الان الشعب السوري كله يريد اسقاط النظام والنظام يقابله بشعاره النظام يريد قتل الشعب".

وحول الخطوط الحمراء في المعارضة السورية قال "المسألة ليست خطوط حمراء بقدر ماهي مصالح شعب وهوية دولة وعلاقات الاجماع العام في سوريا الذي يمثله الشعب السوري كله في وضع أن رفعت الاسد أحد المجرمين الاساسيين في تدمير سوريا بأكملها وليس حماة فقط والشعب السوري عانى من ظلمه وتسلطه وفساده في سوريا وبالتالي هذا مُحرّم وطنيا ولا احد من الشعب السوري يريد ان يعيد انتاج العنف بأشكال أخرى" .

وأضاف "أما بالنسبة لفريد الغادري فمن وجهة نظر الدكتور نصر حسن، ان فريد لايمثل على مستوى الخطاب السياسي والفعلي ما يريده الشعب السوري بل ربما يتناقض كليا مع الشعب وبالتالي فهو خط آخر".

وحول عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري المنشق اعتبر حسن "أنه كان جزءا من النظام خلال 35 عاما واشترك معه عبر محطاته السياسية الداخلية والخارجية وانشق عن النظام ووجدت هذا أمرا جيدا ولكن بحكم ضغط الماضي لم يكن مقبولا من كل الشعب السوري ".

وفي هذا السياق رأى "ان المعركة مع النظام الآن تحتاج الى جهود الجميع، فالشعب السوري لم يعد قادرا على تحمل رموز الماضي وبالتالي المعارضة بشكل عام هي واجب وطني على الجميع وعلى كل فرد في المجتمع في سوريا أن يحمل الحجر الذي يستطيع ويضرب به هذا النظام الآيل للسقوط".

وحول الثورة في سوريا لفت الى تطور العمل في سوريا بقيادة شباب الانتفاضة وقال أنّ عملها تراكمي وهو لم يظهر فجأة.

المصدر:ايلاف  -  أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري