أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

26/07/2010

 

تقرير إسرائيلي: سورية تمهد لقيادة المنطقة بعد رحيل مبارك

 

لا تزال الحالة الصحية للرئيس حسني مبارك تشكل محور اهتمام في الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية رغم النفي الرسمي في مصر لما أشيع عن تدهور وضعه الصحي خلال الأسبوع الماضي، وظهوره بنفسه في أكثر من مناسبة للرد عمليًا على تلك الشائعات التي تزعم تأخر حالته الصحية.
وقالت صحيفة "هآرتس" أمس، إنه بالرغم مما يشاع عن مرض الرئيس مبارك (82 عاما) للدرجة التي دفعت الكثيرين في إسرائيل لحساب ما تبقى له من العمر، فإن إسرائيل والولايات المتحدة لا تزالان تتعاملان معه باعتباره رئيسا أبديًا.
وأضافت إن الرئيس المصري لا يزال يملك الكثير من خيوط عملية السلام في يده، ولا يزال قادرا على تسيير المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين أو وقفها، وأشارت إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستدرك أنها ارتكبت جريمة في حق شعبها لأنها لم تستغل عهد مبارك كما ينبغي.
وذكرت في تقريرها الذي نشرته تحت عنوان: "قبل أن يرحل"، أن الرئيس مبارك لا يزال زعيما يقود الحركة السياسية بالشرق الأوسط، فإذا اقتنع أن الوقت قد حان فبإمكانه أن يدفع المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، حيث أنه الوحيد الذي يمكنه رعاية هذه المفاوضات، واستطاع أن يرعى لمدة 3 سنوات المفاوضات الجارية لتحقيق المصالحة الداخلية الفلسطينية.
واعتبرت الصحيفة أن مبارك هو الرئيس الوحيد في الوطن العربي الذي لا يخشى "حزب الله" اللبناني، واستطاع بالتعاون مع المملكة العربية السعودية أن يقاطع الرئيس السوري بشار الأسد، وأن يفرض حظرا على حركة "حماس"، ويضع جدارا صلبا يمنع انتشار النفوذ الإيراني في المنطقة.
وقالت إنه رغم ذلك فإن الرئيس مبارك ليس "ناشطا صهيونيا" يعمل لصالح إسرائيل، لكن التقاء المصالح المصرية والإسرائيلية يجعله يتصرف لصالحهما، وأشارت إلى أن سوريا تحاول حاليا أن تسرع خطواتها تمهيدا لتولى الدور القيادي بالمنطقة بعد رحيل الرئيس مبارك.
ودللت على ذلك باللقاءات التي جرت خلال الأسبوع الماضي في دمشق وشملت رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، وكذلك اجتماع الأخير مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، وهو ما فسرته الصحيفة بأنه محاولة من سوريا للهيمنة على المنطقة بعد رحيل مبارك.
وأضافت الصحيفة أن سوريا أصبحت فجأة وسيطا في الشئون الداخلية في العراق وهو ما زاد من مكانتها وأهميتها لدى الإدارة الأمريكية، خاصة وأن الولايات المتحدة على وشك سحب قواتها من العراق في أغسطس المقبل.
وأوضحت أن تركيا تحاول المشاركة بدور فعال في المنطقة من خلال وساطتها في النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وهى التي وضعت اتفاقا لتبادل اليورانيوم مع إيران، كما سافر رئيسها عبد الله جول إلى مصر لتنسيق المواقف معها.
وأشارت إلى أن الرئيس مبارك ليس متعجلا لدخول الأتراك، كما أنه مثل إسرائيل يشعر بالقلق من دعم تركيا لحركة "حماس"، ويرى أن القضية الفلسطينية يجب أن تبقى في إطارها العربي، لأنه يرى أن دخول تركيا أو إيران قد تكون له أثار ضارة على المبادرة العربية للسلام.
إذ أنه يعتبر أن المبادرة التي طرحت منذ عام 2002 قد تضح حدا للصراع العربي الإسرائيلي، بينما يرى أن تدخل تركيا وإيران لم يعد يشمل دعم سوريا فقط وإنما انتقل للتدخل في الشئون الداخلية للفلسطينيين بل والإسرائيليين أيضا.
وختمت الصحيفة قائلة، إنه خلال وقت قصير ستضطر إسرائيل إلى مراجعة إنجازاتها في عصر الرئيس مبارك، وما لم تفعله أو تجاهلت أن تفعله، وستدرك وقتها الحكومة الإسرائيلية أنها ارتكبت جريمة في حق شعبها، مشيرة إلى أن الفرصة لم تضع بعد، لكن من يتابعون حالته الصحية يرون أن الوتيرة أصبحت متسارعة.

المصدر:وكالة هلا فلسطين - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري