أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

26/08/2010

 

موسم التسول في رمضان...أطفال ونساء على إشارات المرور

 

 

بعد أن جمعت غلة النهار الكامل أوقفت متسولة سيارة أجرة لتوصلها إلى المنزل إلا أن الشتائم كانت نصيب السائق بعد أن طلب منها أجراً مضاعفاً عن العداد، فأوقفت عدة سيارات أخرى قبل أن تتفق مع أحدهم وتمضي إلى منزلها. الفتاة التي تمتهن التسول في المنطقة أمام محافظة دمشق والأسواق القريبة منها لا يزيد عمرها عن الـ15 عاماً وتظهر على وجهها جروح وخدوش ناجمة عن اشتباكات بالأيدي مع متسولين آخرين أو حتى أشخاص عاديين في الشارع يحاولون مضايقتها. وفي مكان آخر وتحت أشعة الشمس الحارقة وقفت فتاة تغطي وجهها وتمسك طفلاً بيدها قرب إشارة المرور قريباً من مفرق بلدة المعضمية في ريف دمشق بانتظار توقف الإشارة التي ما أن أعطت اللون الأحمر حتى أسرعت تلك الفتاة باتجاه السيارات الواقفة وبدأت بطلب المال منهم متذرعة بحاجة الطفل إلى الطعام.
ووفق سائقي ميكروباصات على خط جديدة عرطوز فإن عدداً كبيراً من المتسولين ينتشرون على إشارات المرور والذين يستغلون التوقف الطويل للإشارات المرورية لتسول المال من السائقين الذين يدفعون بشكل متفاوت إذ يدفع سائق الميكروباص نحو عشر ليرات أو أكثر للمتسول أما السيارات الخاصة فمنهم من يدفع الكثير ومنهم من يمتنع عن فتح الشباك للمتسول ولكن التعود على وجود المتسولين قرب الإشارة على مدار الساعة يخفض من المال الذي يحصلون عليه فيغيرون مكان وقوفهم.
هاتان الحالتان من حالات التسول هي جزء من عملية تسول موسمي كبيرة تبدأ وتنشط مع بداية الشهر الفضيل لتختفي أو تنخفض كثافتها بشكل كبير بعد انتهائه ويكون أبطالها نساء وأطفالاً وشيوخاً فانين وحتى رجالاً، فعلى مقربة من معظم إشارات المرور وخاصة تلك التي تقع على أطراف العاصمة دمشق باتجاه الريف ينتشر المتسولون وخاصة النساء اللواتي يحملن أو يرافقن أطفالاً صغاراً.
كما هو الحال مع الأعمال والمهن الموسمية التي تظهر في رمضان كبيع الناعم والعرقسوس والتمر الهندي فإن التسول هو الآخر بدأ يظهر كمهنة موسمية في الشهر الفضيل وخاصة مع إقبال الناس على فعل الخير وتقديم الصدقات للفقراء.
بعيداً عن إشارات المرور والمراكز المزدحمة فإن أدراج النفق المؤدي إلى كلية الآداب في جامعة دمشق بدأ هو الآخر يستقبل المتسولين ومنهم سيدة فانية في العمر تجلس على درج الطرف البعيد من النفق عن الجامعة، تضع بعض الأغراض بجانبها، تمد يدها طالبة المساعدة دون أن تنبس ببنت شفة.
أما التسول في منطقة البرامكة قرب مواقف الميكروباصات فالنوع الخاص بها هو ادعاء عدم امتلاك المتسول لمال كاف للوصول إلى مدينته وأما الحل الوحيد لمعرفة إن كان المتسول صادقاً أم لا وفق ما يرى كرم. ا فهو الطلب من المتسول أن يرافقه إلى كراج البولمان ليحجز له تذكرة السفر فإن وافق فهو صادق وإن هرب كما في حالات كثيرة نصادفها فهو متسول بطريقة باتت قديمة. في ظل إجراءات ومعالجات لا تظهر بشكل واضح في الشارع لمشكلة التسول فإن ما سبق هو جزء يسير وبعض من حالات التسول التي تنتشر في الشهر الفضيل والتي تحتاج إلى معالجة دقيقة ليتم إيصال المعونة إلى الأشخاص الحقيقيين المحتاجين وليس ممتهني التسول الذين يدفعون المحسنين إلى الامتناع عن تقديم المساعدة المالية للمحتاجين في الشوارع إن حصل وكان أحدهم بحاجة لذلك.

المصدر:صحيفة الوطن السورية   - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري