أخبار الوطن الرئيسية

27/04/2011

 

واشنطن قرّرت فرض عقوبات على ماهر الأسد

 

قالت مصادر اميركية مطلعة   ان القرار السياسي بفرض عقوبات على عدد من المسؤولين السوريين بسبب دورهم في قمع تظاهرات الاحتجاج قد اتخذ، وان الاسماء، وفي طليعتها ماهر الاسد شقيق الرئيس بشار الاسد، قد اختيرت واحيل الامر على وزارة الخزانة الاميركية وهي المرجع الذي ستصدر عنه العقوبات في عملية تشارك فيها عادة اجهزة حكومية عدة تشمل وزارة الخارجية واجهزة الاستخبارات.
وتوقعت المصادر ان تصدر العقوبات في حق هؤلاء "قبل اليوم الكبير المقبل" أي يوم الجمعة، وهو اليوم الذي تجري فيه عادة التظاهرات الكبيرة . وأكدت المصادر ان استخدام السلطات السورية "القمع الوحشي للمتظاهرين المدنيين" الجمعة الماضي، كان العامل الرئيسي الذي دفع الرئيس باراك اوباما الى اتخاذ قراره.
وفي مؤشر لافت لازدياد عزلة الحكومة السورية ابدى اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان "قلقهما العميق لاستخدام الحكومة السورية العنف غير المقبول ضد شعبها". واضافا في بيان صدر عن البيت الابيض عقب اتصال هاتفي بين الزعيمين انهما "اتفقا على انه يجب على الحكومة السورية ان توقف استخدام العنف الان وان تجري اصلاحات ذات مغزى تحترم التطلعات الديموقراطية للمواطنين السوريين".
وصرّح الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني بان حكومته تواصل التشاور مع حلفائها وشركائها في العالم في شأن اجراءات عقابية اضافية يمكن اتخاذها بشكل مشترك، اضافة الى قرار واشنطن فرض العقوبات على المسؤولين السوريين. واوضح ان العقوبات التي ستفرضها واشنطن ضد المسؤولين السوريين كي تكون أكثر فاعلية يجب ان تكون "دولية" بمعنى ان يحترمها حلفاء واشنطن وشركاؤهما، وان هذه المسألة هي الان قيد النقاش بين واشنطن وحلفائها.
وعلمت "النهار" ان السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد ينقل الى المسؤولين السوريين بمن فيهم وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه فيصل المقداد مواقف واشنطن بوضوح مما يجري في سوريا. والتقى فورد أمس المعلم لنقل الاستياء الاميركي القوي من اساليب العنف ضد المتظاهرين كما عكسه بيان الرئيس اوباما مساء الجمعة الماضي. وكانت وزارة الخارجية الاميركية قد استدعت الاثنين السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى وابلغه مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان موقفا مماثلا.


ديبلوماسية "حتى الآن"

واكد مدير الاستراتيجية السياسية والمستشار القريب من وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، انه "بالنسبة الى الخيارات حيال سوريا، نركز حتى الآن على المجالين الديبلوماسي والمالي".
وجدد تنديد الولايات المتحدة بأعمال القمع في سوريا، واصفاً سلوك الرئيس الاسد بأنه "يتعارض تماماً مع سلوك زعيم مسؤول". وقال: "نناقش فاعلية الادوات التي في حوزتنا ونبحث في الامر ايضاً مع شركائنا الدوليين".
لكن المستشار استبعد اقفال السفارة الاميركية في دمشق في وقت وشيك، مؤكداً ان "وسائل اتصالاتنا الديبلوماسية هناك تتيح التواصل مباشرة مع الحكومة السورية على نحو نأمل في الاستمرار فيه".
ورداً على سؤال عن العواقب المحتملة على الولايات المتحدة في حال سقوط نظام الاسد، رفض سوليفان "التكهن بسيناريوات مستقبلية افتراضية". واكد ان واشنطن تريد "تركيز" اهتمامها على القمع الجاري حاليا على رغم كون "نشاطات سوريا المزعزعة للاستقرار في المنطقة وخصوصاً دعمها للارهاب، تشكل مصدر قلق عميق للولايات المتحدة".


غيتس وفوكس

ورفض وزيرا الدفاع الاميركي روبرت غيتس والبريطاني ليام فوكس عقب اجتماع، فكرة القيام برد دولي على سوريا مماثل للرد على ليبيا.
وقال فوكس ان الرد الدولي على الثورات الشعبية في الشرق الاوسط وشمال افريقيا يجب ان يفصل بحسب ظروف كل حالة على حدة. واضاف: "لا يمكن ان نفعل كل شيء طوال الوقت، وعلينا ان ندرك ان ثمة حدوداً عملية لما يمكن دولنا ان تقوم به".
الى ذلك، ذكّر غيتس بأنه قبل شن الحملة العسكرية في ليبيا، كانت هناك عملية ديبلوماسية أدت الى اطلاق نداءات لاتخاذ اجراءات في جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي والامم المتحدة.
وفي نيويورك يعقد مجلس الأمن اليوم جلسة إضافية للنظر في "الوضع المقلق للغاية" في سوريا، على حد تعبير الأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون، الذي ندد "بشدة بالعنف المتواصل" ضد المتظاهرين السلميين، مشيراً تحديداً الى "استخدام الدبابات والنيران الحية التي قتلت وجرحت المئات من الناس" في الكثير المدن والبلدات السورية.
وستكون هذه الجلسة هي الثانية في غضون أقل من 24 ساعة لمجلس الأمن بعد جلسة عقدها أمس وطالت أكثر من ساعتين ونصف ساعة بسبب الخلافات الناجمة عن اعتراض روسيا والصين، ومعهما لبنان، على جهود بذلتها بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال في مجلس الأمن للتنديد باستخدام العنف ضد المتظاهرين المسالمين وللدعوة الى اجراء تحقيق مستقل في أعمال القتل في الكثير من المدن والبلدات السورية.
وعقب الجلسة، صرح بان كي – مون بأنه يتابع الوضع "عن كثب وبقلق بالغ متزايد". وندد "بشدة بالعنف المتواصل ضد المتظاهرين السلميين وعلى وجه التحديد استخدام الدبابات والنيران الحية التي قتلت وجرحت المئات من الناس". وذكر السلطات السورية "بواجباتها في حماية المدنيين واحترام حقوق الانسان العالمية، وهذا يتضمن حريات التعبير والتجمع". وأشار الى أنه والمفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي "متفقان على أنه ينبغي اجراء تحقيق مستقل وشفاف وفاعل". وعبر عن اعتقاده أن "وحده الحوار الشامل والإصلاح الأصيل يمكنهما الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب السوري واحلال السلام والنظام الإجتماعي".
واجاب عن سؤال، بأن "الوضع مقلق جداً"، مشيراً الى أنه يبحث في هذا الوضع مع العديد مع زعماء العالم بمن فيهم الأسد. وأضاف أن وكيل الأمين العام للشؤون السياسية لين باسكو سيطلع أعضاء مجلس الأمن اليوم على تفاصيل ما يجري في سوريا والإقتراحات في شأنها، آملاً في ان تأخذ القيادة السورية ما يحصل "بجدية بالغة وتصغي الى التطلعات الحقيقية الأصيلة لشعبها". ورحب بدعوة السلطات السورية بعثة من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لزيارة سوريا.
وأعلن رئيس مجلس الأمن للشهر الجاري المندوب الكولومبي الدائم نستور أوسوريو أن المجلس سيعقد جلسة بعد ظهر اليوم بتوقيت نيويورك لاستكمال المشاورات في شأن الأوضاع في سوريا.
وقبل انتهاء الجلسة المغلقة، لاحظ بعض الديبلوماسيين أن هذه المرة الأولى يناقش مجلس الأمن أحداثاً تدور داخل سوريا نفسها ولا شأن لأي دولة أخرى فيها، في مؤشر لاستعداد مركز صنع القرار الدولي لوضع سوريا على جدول أعماله اذا اقتضت التطورات الجارية هناك ذلك حفاظاً على الأمن والسلام والدوليين.
وأثار مندوبو عدد من الدول موضوع ترشيح سوريا لعضوية مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان وعملية الإقتراع المحددة في 20 أيار المقبل في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بنيويورك.
وكان المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة لي باودونغ أفاد أن لديه "تعليمات" من بيجينغ لم يكشف طبيعتها في شأن مشروع البيان الذي أعدته بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال في موضوع سوريا. وقال إن "الباقي يعتمد على المشاورات الجارية في مجلس الأمن"، علماً أن بلاده "تريد أن تشتغل مع الزعماء العرب من أجل دفع حل سياسي" للأزمة.
وفهم أن التعليمات التي لدى لي تقضي بالحيلولة دون اصدار أي بيان تنديد بسوريا في الوقت الحاضر.
أما المندوب اللبناني السفير نواف سلام فتجنب التحدث الى الصحافيين، علماً أنه كان تلقى تعليمات من وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال علي الشامي بتعطيل صدور البيان أياً يكن موقفا روسيا والصين.
وتابع المندوب السوري الدائم لدى المنظمة الدولية السفير بشار الجعفري الجلسة طوال فترة انعقادها.


اوروبا

وفي بروكسيل، افاد ديبلوماسي في الاتحاد الاوروبي ان الاتحاد يبحث في فرض عقوبات محتملة على القيادة السورية، مشيراً الى ان هذه العقوبات ستناقش بمزيد من التفاصيل في اجتماع لسفراء الاتحاد في العاصمة البلجيكية الجمعة.

المصدر:النهار اللبنانية  -  أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري