أخبار الوطن الرئيسية

27/09/2011

 

مسيحيون سوريون: موقف الكنائس السياسي غير حكيم

 

 

خرجت الكنائس السورية (الشرقية والغربية والإنجيلية) عن صمتها حيال الأزمة السورية المتفجرة منذ أكثر من ستة أشهر والتي وقع خلالها الآلاف من القتلى وخلفت عشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين، فضلاً عن آلاف النازحين والمهجرين، وفيما تشهد الساحة السورية سجالا حاميا حول موقع ودور المسيحيين في الحراك الاحتجاجي الشعبي المناهض للنظام، أصدرت الكنائس السورية قبل أيام بياناً أعلنت فيه انحيازها إلى جانب النظام واصفة الحراك الشعبي بأنه "مؤامرة خارجية على جميع السوريين"، ودعت فيه المسيحيين إلى "عدم تنفيذ املاءات خارجية كي تصبح سورية كالعراق ومصر وليبيا" وفق تعبيرها

بيان الكنائس السورية جاء منسجماً ومتوافقاً إلى حد كبير مع تصريحات البطريرك الماروني (بشارة الراعي) التي أطلقها مؤخراً من باريس دعا فيها إلى "منح الرئيس السوري بشار الأسد فرصة لتطبيق الإصلاحات"، معبراً عن مخاوفه من ارتدادات ومضاعفات الانتفاضة السورية ليس على مسيحيي سورية فحسب وإنما على مسيحيي لبنان والمشرق عموماً

وفي هذا السياق قال سليمان يوسف الناشط والباحث المهتم بقضايا الأقليات لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "إن موقف رؤساء الكنائس السورية لم يكن مفاجئاً للعارف بالحالة السورية ومدى تبعية المؤسسات الدينية (الإسلامية والمسيحية) للسلطة الحاكمة وخضوعها الكامل لمشيئة نظام شمولي استبدادي جعل من نفسه وصياً على كل شيء في البلاد، حتى على الدين. لهذا، رؤساء الكنائس السورية هم أضعف من أن يخرجوا من تحت وصاية هذا النظام والانحياز إلى جانب شعب ثائر قرر انتزاع حريته والعيش بكرامة" على حد تعبيره

وأضاف "نتفهم مخاوف المرجعيات الكنسية على المسيحيين، إذا ما انحرفت الانتفاضة عن مسارها السلمي وانزلقت البلاد إلى الفوضى والفراغ الأمني والسياسي. لكن رؤساء الكنائس لم يكونوا مجبرين على مثل هذه الخطوة غير الحكيمة والانغماس في أوحال السياسة. وليس من الحكمة أن تقف الكنيسة مع النظام وتضع نفسها في مواجهة غالبية الشعب السوري الرافضة لهذا النظام، فإن سقط النظام ستفقد الكنيسة الكثير من شعبيتها ومكانتها الوطنية، وإن صمد وبقي ستتهم وتدان بالوقوف ضد رغبات وتطلعات الشعب السوري. ومن الخطأ أن يُربَط مصير المكون المسيحي، وهو مكون سوري أصيل ومتجذر في الأرض السورية، بمصير نظام متهالك فقد صلاحيته ومصداقيته لدى غالبية شعبه، فمصير الشعوب دوماً مرتبط بمصير الأوطان وليس ببقاء ومصير الحكام والأنظمة، أياً تكن طبيعة هذه الأنظمة والحكومات" وفق قوله

وتابع "لا شك أن بيان الكنائس السورية لاقى ارتياحاً من قبل أوساط وقطاعات مسيحية شعبية خائفة من مضاعفات وارتدادات الانتفاضة السورية، لكنه في ذات الوقت أثار ردود أفعال سلبية قوية في أوساط (المسيحية السياسية) المعارضة للنظام، فقد دعا بعض المثقفين والنشطاء المسيحيين إلى التبرؤ من بيان الكنائس وفتح حوارات حول دور وموقف المسيحيين من الحدث السوري والبحث في كيفية دعم المسيحيين للانتفاضة الشعبية والانخراط فيها" حسب رأيه

وأضاف "إننا كآشوريين وكمسيحيين سوريين نرفض بيان الكنائس السورية جملة وتفصيلاً، لكننا في الوقت ذاته نرفض أن يُحمَل المسيحيون وزر موقف لرؤسائهم الروحيين لا قول ولا رأي لهم به وأن يأخذ البعض من هذا البيان ذريعة وحجة للنيل من المسيحيين السوريين والتهجم عليهم واتهامهم بالوقوف حجر عثرة في طريق الانتفاضة السورية، فالمسيحيون كانوا السبّاقين في نشر الأفكار الديمقراطية في سوريا والمنطقة واليوم لا يمكن لهم أن يكون إلا مع التغيير ومع الحراك الشعبي الساعي لإنهاء الاستبداد والانتقال بسورية إلى دولة مدنية ديمقراطية تعددية" وفق تعبيره

المصدر:اكي الايطالية  -    أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري