أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

27/06/2010

 

خطة جديدة سيعرضها نتنياهو على اوباما للسلام مع سوريا تقايض دمشق على جزء من الجولان

 

‮كشف موقع "ديبكا" الاليكتروني المقرب من الاستخبارات الاسرائيلية عما وصفه بمبادرة سلام جديدة مع سوريا سيحملها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو معه الى البيت الابيض لعرضها على الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال اجتماعهما الشهر المقبل.

وقال الموقع الاسرائيلي ان مساعدي نتنياهو تمكنوا من اقناعه بان هذه القضية تعتبر الاشد الحاحا بالنسبة للرئيس الاميركي.

ومن المقرر ان تعقد هذه المحادثات في 6 تموز (يوليو) المقبل، وتأتي هذه المبادرة في صيغة اقتراح يبين على الخريطة القطاعات المختلف عليها في الاراضي الصخرية في المرتفعات التي ترى اسرائيل ان بالامكان التنازل عنها الى سوريا والشروط المرافقة لهذه الخطوة.

وحسب الخطة التي وضعها نتنياهو، فان اسرائيل وجيشها سينسحبون الى نتوء جبلي يطلق عليها اسم "خط ريدج"، بشرط ان يسير الرئيس السوري بشار الاسد على نهج الرئيس المصري السابق انور السادات الذي قام بزيارة رسمية للقدس في تشرين الثاني (نوفمبر) 1977، وعرض على اسرائيل السلام الشامل والتزام بلاده تجاه كتلة الدول الغربية. ويقول الموقع الاسرائيلي انه وفقا لاتفاقية السلام التي وقعها السادات مع اسرائيل العام 1979، استعادت مصر كامل اراضي شبه جزيرة سيناء من اسرائيل وقبلت باعتبارها منطقة منزوعة السلاح.

وكشف موقع "ديبكا" انه من اجل ان تستعيد سوريا مرتفعات الجولان، التي خسرتها نتيجة حرب العام 1967، فان على الاسد ايضا ان يقطع دعمه السياسي والعسكري لمنظمات "حزب الله" و"حماس" و "الجهاد الاسلامي" وبقية الفصائل المتمركزة في دمشق. ومن الناحية السياسية، فان الانسحاب الجزئي الاسرائيلي الى "خط ريدج" سيعيد الى سوريا 1200 كيلومتر مربع من اراضي الجولان التي تحتلها اسرائيل ويفكك كل المساكن الاسرائيلية تقريبا التي انشئت هناك على مدى 43 عاما ويعمل بالتالي على اجلاء مستوطنيها اليهود البـالغ عددهم 20 ألفا. اما من الناحية التكتيكية فانه سيترك الجيش الاسرائيلي في موقع افضل لاعادة احتلال الجولان بسرعة في حالات الطوارئ.

وقام الباحثون والعاملون في الموقع الاليكتروني بتحليل واسع النطاق للاهمية الجغرافية السياسية المتفاوتة لتلك الهضبة الصخرية الصغيرة وللخيارات الاستراتيجية المتوفرة لدى كل من سوريا واسرائيل.

فاسرائيل تسيطر منذ العام 1967 على 1200 كيلومتر مربع من اراضي الجولان البالغة 1800 كيلومتر. وفي العام 1974 اعيدت بلدة القنيطرة الى سوريا بموجب اتفاق هدنة تمركزت بموجبها قوات مراقبة دولية بين الجيشين.

ويحيط بالجيب الصغير كل من جبل الشيخ من الشمال (وتسيطر اسرائيل على جزء منه) ونهر الاردن وبحيرة طبريا من الغرب ونهرا ركاد واليرموك من الجنوب. وهناك سلسلة من الفوهات البركانية الخامدة الى الشمال الشرقي من جبل الشيخ خَلف ثورانها في الماضي تربة بركانية خصبة في تلك المنطقة. ويبلغ طول المرتفعات من الشمال الى الجنوب 62 كيلومترا. وأضيق نقطة فيه هي تلك التي تقع في الشمال بين مجدل شمس ونهر الاردن، اذ لا يزيد عرضها على 12 كيلومترا، وتنتفخ في الوسط ليصل الى 26 كيلومترا ويعود الى الاضمحلال في اتجاه الجنوب.

اما جبل الشيخ الذي تسيطر عليه سوريا فانه يرتفع الى علو 2800 متر. واعلى نقطة تتحكم بها اسرائيل وتدعى "مرصاد الثلوج" ترتفع الى حوالي 2300 متر وتضم مركز تحذير مبكر.

ومن هناك ينحدر هذا المرتفع نحو الجنوب الغربي. ويبلغ ارتفاع الجبال الشمالية والمركزية التي اقيمت فيها خطوط الدفاع الاسرائيلي ويتخذ الجيش مواقع له فيها ما بين 1000 و 1200 متر، وتشكل انحدارا الى الاسفل ولكنه يستوي على ارتفاع 250 مترا فوق سطح بحيرة طبريا لينحدر بعنف بعدها الى نهر الاردن في الغرب ونهر اليرموك في الجنوب.

ويتشكل جزء من هذا المنحدر من سلسلة صخرية لـ"خط ريدج" وهو حاجز مانع امام حركة الدخول والخروج من الجولان.

اما الوجه الشرقي للجولان المواجه لسوريا فانه يشكل مسقط ماء يبدأ من جبل الشيخ ويهبط جنوبا على امتداد "خط ريدج" متواصل تقريبا حتى تل فارس في وسط الجولان. ويطلق العسكريون على هذا الحاجز الثاني اسم "خط التلة" والذي توفر السيطرة عليه فوائد تكتيكية.

ويوفر احد جوانبه مشهدا لمسافة أربعين كيلومترا حتى ضواحي دمشق. ومن الجانب الاخر، فانه يتحكم بمركز الجولان الذي تسيطر عليه اسرائيل، حيث تقيم اكثر الجاليات اليهودية خارج خط الرؤية السورية وبعيدا عن مسار النيران القوية.

اما "خط التلة" فانه حاجز طبيعي في وجه الدبابات، ولا بد لاي قوات مدرعة سورية تحاول اعادة السيطرة على الجولان ان تقوم بدورة في الاراضي المنخفضة تحت رحمة النيران المنتشرة فوقها.

وكانت مرتفعات الجولان تقف كالقلعة منذ العام 1948 الى العام 1967 تطل على وادي الحوله وبحيرة طبريا، وكانت مصدر ازعاج عسكري سوري. واعتبر ضمها في 14 كانون الاول (ديسمبر) 1981 على انه حيوي لتامين شمال اسرائيل، رغم ان هذه الخطوة لم تلق اي دعم للاعتراف بها دوليا.

المصدر:صحيفة القدس الفلسطينية - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري