أخبار الوطن الرئيسية

28/08/2011

 

ناشط سوري من بانياس يخشى من اندلاع حرب أهلية

 

 

نقل نيقولاس بلانفورد مراسل صحيفة "ذي تايمز" في تقرير نشرته الصحيفة اليوم عن ناشط سوري من بلدة بانياس السورية قوله إنه قضى شهورا في تجنب الحواجز العسكرية وقوات الأمن السورية، وكان يهرب من بيت آمن إلى آخر.

ونتيجة لإحساسه بأن القبض عليه وتعذيبه امر حتمي تقريبا، فقد تسلل الاسبوع الماضي عبر الحدود السورية مع لبنان لينضم إلى عدد متزايد من المنشقين المختبئين.

وقال الناشط الذي ذكر إن اسمه أحمد انه ورفاقه الناشطون، يناشدون المجتمع الدولي ان يتدخل لحماية الشعب السوري من نظام الرئيس بشار الأسد. وقال أحمد إنه من دون تدخل خارجي فستنزلق سوريا إلى حرب أهلية خلال الشهور القادمة.

واضاف "سيقوم النظام بالمزيد من أعمال القتل، ولذلك فالطريقة الوحيدة لانتصارنا هي وجود مراقبين حياديين، والكثير منهم، في سوريا لمراقبة ما يحدث. نحن لا نريد الذهاب إلى خيار الكفاح المسلح ضد النظام. ولكن إذا لم يتدخل المجتمع الدولي، فاننا نخشى أن تنزلق الأمور إلى مهاوي حرب أهلية".

لكن الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي استبعدا خيار التدخل في سوريا، ما يترك الضغط الدبلوماسي والعقوبات فقط كوسائل متاحة للضغط على نظام الأسد.

وطالب اجتماع لوزراء الخارجية العرب في القاهرة امس الاول النظام السوري "بإنهاء سفك الدماء واتباع طريق المنطق قبل أن يفوت الأوان". ومن المقرر أن يزور نبيل العربي، الأمين العام للحامعة العربية، دمشق للمساعدة في حل الازمة.

وقال عبد الله غول رئيس جمهورية تركيا، التي كانت أول من أعرب عن انتقاد أسلوب الاسد في التعامل مع الانتفاضة، إن بلاده فقدت الثقة بالنظام السوري. ونقلت وكالة "الأناضول" عنه قوله أمس إن الوضع في سوريا " وصل حدا من السوء بحيث أن اي إجراء سيكون ضئيلا ومتأخرا جدا. لقد فقدنا ثقتنا بالنظام".
واندلعت معارك مسلحة في الغوطة أمس، وهي تقع في ريف دمشق، بعد انشقاق عشرات من الجنود واشتباكهم مع القوات الموالية التي أطلقت النارفي ضاحية حرستا الدمشقية، وفقا للشهود. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تتردد فيها تقارير عن اشتباكات بين عسكريين منشقين وموالين للنظام على مقربة إلى هذا الحد من العاصمة.
ويتقاسم احمد شقته مع اثنين آخرين من المعارضين السوريين والشقة تشرف على مدينة طرابلس اللبنانية. والثلاثة كلهم مطلوبون للسلطات السورية وهم يتقبلون فكرة احتمال عدم رجوعهم إلى وطنهم قبل الإطاحة بنظام الأسد.
ومع ان الإنتفاضة بدأت في درعا جنوبي سوريا، فقد تبعتها بانياس، بلدة احمد، خلال ايام. ويبلغ عدد سكانها 42 الفا غالبيتهم من المسلمين السنة. أما القرى المحيطة بالبلدة فيسكنها بشكل رئيسي العلويون، وهم طائفة منغلقة من الشيعة تشكل العمود الفقري لنظام الأسد.
بدأت الاحتجاجات في بانياس عندما بدأ الشيخ السني أنس عيروط بإلقاء مواعظ حول مظالم النظام وتحيزه للعلويين. وبحسب أحمد، فبعد الصلاة خرج شاب من المسجد وهتف :"حرية، حرية". ثم خرج الجميع إلى الشوارع. كان الناس يعيشون في بؤس وكانوا بحاجة فقط لسماع كلمة "احتجاج".
وتشكلت نواة من اثني عشر ناشطا، وكُلف احمد بنقل التطورات في بانياس للإعلام الدولي عبر هواتف ساتلايت تم تهريبها إلى البلاد. وقال أحمد :"لم يكن لنا قائد. كنا نناقش كل شيء ثم نصوت على القرارات".
وبعد أسبوع من المظاهرات، ارسل النظام عملاء الاستخبارات والمسلحين "الشبيحة" المدعومين من الدولة. وأضاف احمد :"تجولوا بسياراتهم في الشوارع، وكانوا يطلقون النار من نوافذها بشكل عشوائي".
وأصبح أحمد شخصا مطلوبا. وانتشر الجيش كذلك في بانياس، ووجد أحمد، الذي صار اسمه معروفا للسلطات، نفسه مطاردا كما اضطرت عائلته للإختباء. في البداية اختبأ في الجبال فوق البلدة لثلاثة أيام. ولم يكن معه سوى شطيرة (ساندويتش) فقط كطعام. ثم عاد إلى بانياس وأصبح شخصا مطلوبا للسلطات، ومعروفا بشكل واضح للسلطات السورية التي صممت على القبض عليه.
وقال :"كل من يقول "لا" للنظام يُقتل او يُسجن. كنت مطلوبا. وهناك حواجز في كل مكان. وكلما حصلت قوات الأمن عن إخبارية حول مكاني، كانوا يقتحمون المكان على الفور. واحيانا كانوا يهاجمون بعد دقائق فقط من مغادرتي. كان الأمر مرعبا جدا".
أصبح إلقاء القبض عليه حتميا، ولذلك أمضى شهرا في شق طريقه ببطء نحو الحدود اللبنانية التي تبعد 40 ميلا الى الجنوب. وتسلل بجوار دوريات الجيش السوري ذات ليلة الاسبوع الماضي، وتواصل مع ناشطين سوريين في طرابلس. وما يزال أحمد ورفاقه حذرين على أي حال. فلسوريا نفوذ قوي في لبنان، وكثير من الفصائل السياسية تدعم نظام الأسد. ووقعت حالات متعددة من اختفاء شخصيات معارضة سورية بعد اعتقالهم أو اختطافهم في لبنان.
ويأمل أحمد واصدقاؤه المنقطعون عن نشاطات المعارضة في بلادهم من المجتمع الدولي أن يضغط على الأسد لتعديل الموازين لصالحهم. وحمل عدد من افراد المعارضة السلاح ضد النظام، لكن عددهم قليل. والسؤال الأهم في أذهان كثيرة هو :حتى متى سيستطيع المحتجون المعارضون المحافظة على سلمية موقفهم قبل أن يلجأوا لحمل السلاح ضد نظام الأسد.
ويصر أحمد وأصدقاؤه على أن النظام سيسقط. وقال :"عرفت أننا سننتصر من أول يوم. كسرنا حاجز الخوف. وستكون هناك سوريا جديدة".

المصدر:القدس الفلسطينية  -    أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري