أخبار الوطن الرئيسية

30/10/2011

 

تصاعد المواجهات بين الجيش السوري ومنشقين

 

 

تصاعدت حدة المواجهات العسكرية امس بين قوات الامن السورية والجيش من جهة، ومنشقين عن الجيش من جهة اخرى، ما ادى الى مقتل 30 عنصرا من قوات الامن والجيش في كل من مدينة حمص ومنطقة ادلب، اضافة الى منشق، بعد ان كان 17 من عناصر الامن والجيش قتلوا في حمص ليلة الجمعة السبت في مواجهات مماثلة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. كما سقط امس 12 مدنيا برصاص قوات الامن السورية والجيش عشرة منهم في مدينة حمص.

فقد اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان عشرين جنديا سوريا قتلوا امس في مواجهات وقعت في مدينة حمص بين الجيش السوري ومنشقين عنه.

وقال المرصد في بيان صدر مساء امس «خلال اشتباكات في حي بابا عمرو في حمص بين الجيش النظامي السوري ومسلحين يعتقد انهم منشقون، قتل 20 جنديا من الجيش النظامي السوري واصيب 53 بجروح نقلوا الى المشفى العسكري في حمص الذي لم يعد يتسع لمزيد من الجرحى، فجرى نقلهم الى مشفى جمعية النهضة في حي النزهة» في المدينة.

ونقل المرصد عن شهود عيان ان «آليات ضخمة قطرت خمس مدرعات للجيش محروقة في باب عمرو الى مكان آخر». واضاف الشهود انهم شاهدوا «ثلاثين سيارة اسعاف دخلت حي باب عمرو مرتين لنقل المصابين».

وكان المرصد اشار الى مقتل 17 عنصرا من الجيش وقوى الامن ليلة الجمعة السبت في حمص في اشتباكات مع منشقين. كما اعلن المرصد ان مسلحين يرجح انهم من المنشقين عن الجيش نصبوا كمينا امس لقافلة لقوى الامن السورية في محافظة ادلب ما ادى الى مقتل عشرة عناصر من قوى الامن واحد المنشقين.

وقال المرصد في بيان «استشهد 11 شخصا في محافظة ادلب بينهم 10 من عناصر الامن ومنشق وذلك اثر كمين نصب لحافلة كانت تقل عناصر من الامن بين قريتي الهبيط وكفرنبودة من قبل مسلحين يعتقد انهم منشقون».

واضاف البيان ان «ناشطا من منطقة ادلب ابلغ المرصد السوري لحقوق الانسان ان خمسة من عناصر الامن قتلوا في البداية وبعد الاشتباك قتل خمسة اخرون من الامن كما قتل شخص من المنشقين وهو من سكان قرية كرناز في ريف حماة».

وتكررت خلال الفترة الاخيرة الاشتباكات بين قوات الامن والجيش من جهة والمنشقين عن الجيش من جهة اخرى، ودعت صفحة الثورة السورية على موقع فيسبوك الناشطين المعارضين السوريين الى التظاهر الجمعة للمطالبة بفرض منطقة حظر جوي على سوريا لحماية المدنيين و»للسماح للجيش السوري الحر بالتحرك بحرية اكثر».

وكان اعلن في تموز الماضي عن انشاء «الجيش السوري الحر» بقيادة العقيد المنشق رياض الاسعد اللاجىء في تركيا. واضافة الى القتلى من العسكريين والمنشقين سقط 12 قتيلا مدنيا برصاص قوات الامن السورية والجيش في مدينة حمص وريفها.

وقال المرصد «استشهد عشرة مدنيين مس في حمص خلال قصف بالرشاشات الثقيلة ورصاص قناصة واطلاق رصاص من قبل الامن والجيش في احياء بابا عمر ودير بعلبة وباب الدريب وكرم الزيتون والبياضة».

واضاف المرصد «كما وردت انباء مؤكدة للمرصد ان هناك شهداء مدنيين قتلوا داخل منازلهم في حي بابا عمرو لم يتمكن المرصد من احصاء اعدادهم».

كما اعلن المرصد ان «سيدة في الخامسة والاربعين من العمر استشهدت في بلدة تلبيسة في محافظة حمص اثر اصابتها برصاص قناصة كانوا على حاجز الى جانب ملعب المدينة».

وبحسب المصدر نفسه ايضا «استشهد فتى يبلغ ال15 من العمر واصيب ثلاثة اشخاص اخرين بجروح اثر اطلاق رصاص من قبل قوات الامن السورية في مدينة القصير في محافظة حمص».

من جهة اخرى، اعتقلت قوات الامن السورية صباح امس عشرة اشخاص في اطار حملة مداهمات واعتقالات في قرية الدوير بمنطقة حمص بحثا عن مطلوبين للاجهزة الامنية.

سياسيا، وردا على قيام اللجنة الوزارية العربية المكلفة الملف السوري بتوجيه «رسالة عاجلة» مساء الجمعة الى الرئيس السوري اعربت فيها عن «امتعاضها لاستمرار عمليات القتل» وطالبت بفعل «ما يلزم لحماية المدنيين»، انتقد وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس اللجنة ورئيسها وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.

ونقل مصدر في الخارجية السورية عن وزير الخارجية السوري قوله أنه كان من المفترض برئيس اللجنة الوزارية العربية الاتصال بوزير الخارجية السوري للاطلاع على الرواية الحكومية للاحداث قبل الاعلان عن موقف للجنة «تروج له قنوات التحريض المغرضة».

وأعرب المصدر عن استغراب وزارة الخارجية السورية اصدار لجنة الجامعة العربية تلك الرسالة قبل يوم واحد من عقد اجتماع متفق عليه في الدوحة بين الحكومة السورية واللجنة.

وكان الوفد الوزاري العربي المكلف بالوساطة بين القيادة السورية والمعارضة التقى الاربعاء الماضي الرئيس السوري وبحث معه سبل الخروج من الازمة، وتم الاتفاق على عقد اجتماع اخر بين اللجنة العربية والقيادة السورية الاحد.

من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس الى «انهاء العمليات العسكرية ضد المدنيين على الفور» في سوريا. وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم بان ان الاخير طلب ايضا «الافراج عن كل السجناء السياسيين والموقوفين لمشاركتهم في تظاهرات» الاحتجاج مضيفا ان «العنف غير مقبول ويجب وقفه فورا» داعيا السلطات السورية الى اجراء «اصلاحات طموحة» لتلبية مطالب الشعب.

وفي القاهرة دعت لجنة العلاقات العربية في اتحاد كتاب مصر في بيان امس الى تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية وكذلك تجميد عضوية اتحاد كتاب سوريا في اتحاد الكتاب العرب.

ودعا البيان الى «مسيرة تتجه الى مقر جامعة الدول العربية في (يوم التضامن مع الثورة السورية) في الثاني من تشرين الثاني لتعلن خلالها المطالبة بتجميد عضوية سوريا في كل من الجامعة العربية واتحاد الكتاب العرب وذلك للوقوف الى جانب الشعب السوري في ثورته ضد النظام الاستبدادي الذي يستخدم العنف والقتل لقمع الثورة».

من جهة اخرى، اكدت شركة اميركية متخصصة بوسائل مراقبة الانترنت ان النظام السوري يستخدم هذه الوسائل لتعطيل انشطة المعارضين السوريين عبر الشبكة العنكبوتية.

واوضح مسؤول في شركة «بلو كوت سيستمز» التي مقرها في كاليفورنيا ان انظمة لمراقبة الانترنت كانت بيعت الى وزارة الاتصالات العراقية يتم استخدامها في سوريا، مؤكدا انه يجهل كيفية وصول هذه المعدات الى النظام السوري.

قال المسؤول في الشركة «بما اننا لم نبع هذه المعدات (لسوريا)، فاننا لا نعلم التفاصيل»، لافتا الى ان 13 على الاقل من الاجهزة ال14 التي تم بيعها تستخدم في سوريا. ويبدو هذا العدد كافيا للسيطرة على شبكة الانترنت ومراقبتها.

وكانت سوريا شهدت الجمعة واحدا من اسوأ الايام في درجة العنف منذ اسابيع قتل خلاله 36 مدنيا برصاص حي اطلقته قوات الامن لتفريق تظاهرات خصوصا في حمص وحماة (وسط)، كما سقط ليلة الجمعة السبت 17 على الاقل من عناصر الامن والجيش قتلوا في مواجهات مع منشقين في حمص.

وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان اكثر من مئة شخص جرحوا واعتقل 500 آخرون في جميع انحاء سوريا في اطار التظاهرات التي جرت الجمعة في انحاء عدة من سوريا.

وتشهد سوريا منذ منتصف اذار حركة احتجاجية لا سابق لها اسفر قمعها من جانب السلطات عن مقتل اكثر من ثلاثة آلاف شخص بينهم 187 طفلا على الاقل بحسب الامم المتحدة. وتتهم دمشق «عصابات ارهابية مسلحة» بزعزعة الامن والاستقرار في البلاد.

المصدر:أ ف ب -    أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري