أخبار الوطن الرئيسية

29/12/2011

 

القوات السورية تقتل 25 محتجا والمراقبون يصلون إلى مدينتين

 

 

قتلت قوات الأمن السورية 25 محتجا بالرصاص اليوم الخميس وسقط بعضهم في مدن يزورها مراقبو جامعة الدول العربية الذين يحاولون التأكد من التزام الرئيس السوري بشار الأسد بتعهده لانهاء حملة عسكرية لقمع الاحتجاجات المناهضة له.

وتأمل الجامعة العربية أن يضع الاتفاق الذي أبرمته مع الأسد حدا لإراقة دماء مستمرة منذ تسعة أشهر قتل خلالها أكثر من خمسة آلاف شخص طبقا لتقديرات الأمم المتحدة مما أدى إلى فرض عقوبات دولية ضد دمشق وأثار مخاوف من نشوب حرب أهلية.

لكن نشطاء مناهضين للأسد قالوا إن بعثة المراقبة صغيرة للغاية ويرافق ضباط من أمن الدولة أعضاءها وهو ما يجعل كثيرا من المحتحين يخافون الاقتراب منهم. وثارت أيضا شكوك حول رئيس بعثة المراقبين وهو جنرال سوداني تتحدى حكومته قرار محكمة دولية لجرائم الحرب بخصوص إراقة الدماء في إقليم دارفور.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الأمن الموالية للأسد فتحت النار على احتجاجات مناهضة للحكومة في مدن في أنحاء البلاد فأصابت نحو 100 شخص. وقتل ستة أشخاص في مدينة حماة وهي معقل رئيسي للاحتجاجات وقت دخول وفد الجامعة العربية إليها للمرة الاولى.

وقال المرصد الذي مقره بريطانيا إن قوات الأمن فتحت النار على مظاهرة في ضاحية دوما بريف دمشق فقتلت أربعة. وبدأ السكان الغاضبون حملة عصيان مدني وأفادت أنباء بأن الآلاف توافدوا على ساحة رئيسية للمشاركة في اعتصام.

وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد إن النشطاء دعوا إلى عصيان مدني كامل. وأضاف أنه تم إغلاق الطرق والمتاجر وأصيبت الحركة في المدينة بالشلل.

ويتطلع المراقبون إلى تففد الأوضاع في مدن درعا وحماة وإدلب المضطربة التي تقع في مناطق تشتعل بها الاحتجاجات بامتداد 450 كيلومترا من جنوب سوريا إلى شمالها.

لكن نشطاء مناهضين للأسد في المدن الثلاث قالوا إنهم لم يشاهدوا مراقبين بعد.

وتقع حمص في قلب الاحتجاجات وكانت بداية مهمة المراقبين العرب فيها مثيرة للجدل عندما قال رئيس البعثة الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي إنه لم ير شيئا "مخيفا" في اولى جولاته في المدينة.

وقال الدابي إن فريقه لا يزال يحتاج إلى مزيد من الوقت لتقييم الأوضاع لكن جهاد مقدسي المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية قال إن تصريحات الدابي تعبر عن الصورة الحقيقية للأزمة السورية.

وبعثة الجامعة العربية هي أول مشاركة دولية ملحوظة في الأزمة السورية والانتفاضة ضد حكم أسرة الأسد المستمر منذ 41 عاما التي استلهمت انتفاضات أطاحت بثلاثة حكام مستبدين هذا العام.

وفي حماة قال نشطاء إن المحتجين خرجوا إلى الشوارع في انتظار وفد الجامعة العربية فيما انتشرت قوات الأمن بكثافة في المنطقة.

وقال أبو هشام وهو نشط من المعارضة في حماة "يتمنى الناس حقا الوصول إليهم. ليس لدينا مقدرة كبيرة على الوصول إلى الفريق. لم يعد الناس يؤمنون بأي شئ الآن. الله وحده في عوننا."

وأظهرت لقطات فيديو صورها نشطاء وبثت اليوم في مواقع إلكترونية قناصة على أسطح وقد تعرضوا لهجوم بالنيران فيما يبدو ثم حولوا الكاميرات لتصور محتجين ينقلون مصابا والدم يسيل منه.

ومن المتعذر التحقق من التسجيلات المصورة أو التقارير على الارض. ويحظر على معظم الصحفيين الأجانب العمل في البلاد.

وأظهر تسجيل مصور آخر بتاريخ اليوم الخميس حشدا من المحتجين في حماة يشاهدون أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من مبان قريبة فيما هزت المدفعية الثقيلة المنطقة.

ولحماة وقع خاص لدى السوريين المعارضين للأسد حيث قتل فيها ما يصل إلى 30 ألف شخص في 1982 عندما اقتحمت قوات الرئيس الراحل حافظ الأسد -والد الرئيس الحالي- المدينة لقمع انتفاضة قام بها إسلاميون.

وقال مصدر في مركز العمليات التابع لبعثة الجامعة العربية في القاهرة إن هناك مشكلة في الاتصالات لكن جدول أعمال المراقبين ما زال قائما.

وقال المصدر لرويترز "اتصلنا بفريقنا... لن تتغير خطة اليوم والمشكلة الوحيدة التي واجهناها اليوم هي تدني الاتصالات الهاتفية.. مما جعل اتصالنا بالمراقبين أضعف. استغرق الوصول إليهم وتحديد مواقعهم وقتا أطول."

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية إن المراقبين العرب يحصلون على جميع التسهيلات التي يحتاجونها لتقييم الأزمة.

وقال نشطاء في إدلب إنهم حاولوا الاتصال بوفد الجامعة العربية لكن الحظ لم يحالفهم.

وقال ناشط يدعى مناهل "حصلنا على خمسة أرقام لهواتف لكن الرد الذي جاءنا من اولئك الناس جعلنا نشعر أنهم مؤيدون للنظام. لكن ثلاثة مراقبين اتصلوا بنا ليقولوا إنهم يعتزمون زيارتنا سرا." ومضى يقول "هم لا يستطيعون أن يحضروا فريقهم وذلك يعني أن الأمن سيأتي معهم أيضا."

وإذا لم تتمكن البعثة من تأكيد مصداقيتها بأن تدخل الى كل المناطق دون قيود وإذا لم تتمكن من سماع شهادات لا تفرض عليها رقابة فإن بعثة الجامعة العربية ربما لا تتمكن من إقناع كل الاطراف بأنها قادرة على القيام بتقييم موضوعي للأزمة.

وتقول سوريا إنها تحارب إرهابيين مدعومين من الخارج قتلوا اكثر من ألفين من قوات الأمن.

وفي حمص ثالث أكبر المدن السورية ومركز المعارضة للأسد ضاق المحتجون بالفعل ذرعا بالمراقبين ووصفوهم بأنهم غير متعاطفين مع المحتجين ومن الصعب العثور عليهم.

وقال تامر في اتصال تليفوني وبصوت عال كي يسمع صوته على هتاف المحتجين المطالبين بإسقاط النظام "هذه البعثة كذبة كبيرة. كانوا في حي الخالدية. لم أرهم.

"كنا هنا في المظاهرة.. أين كانوا."

ومن المتوقع وصول نحو 150 مراقبا إلى سوريا في نهاية الأسبوع. لكن النشطاء يقولون إن الحكومة السورية أو مسؤولي الأمن المرافقين للمراقبين قد يروعون السكان الراغبين في الإدلاء بإفادات عن العنف.

وقالوا أيضا إنه لا يوجد أيضا ما يكفي من المراقبين لرؤية نطاق الاضطرابات بالكامل في بلد كبير يعيش فيه 23 مليون نسمة.

وأبلغ برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض الصحفيين في القاهرة انه يلقي باللائمة على حكومة الأسد في القيود المفروضة على المراقبين.

وقال غليون إن النظام السوري لم يغير بعد من أسلوبه القائم على "الأكاذيب والحيل".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه إذا فشلت البعثة العربية سيجري استكشاف وسائل دولية أخرى لوقف القتل.

ومنعت روسيا والصين تحركا من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ولا ترغب القوى الغربية في الإقدام على عمل عسكري على غرار مثلما فعلت في ليبيا حيث ساعدت مقاتلي المعارضة في الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي بالنظر الي وضع سوريا في قلب شبكة من الصراعات في الشرق الأوسط.

المصدر:رويترز -    أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري