أخبار الوطن الرئيسية

06/10/2011

 

عبد العظيم والشقفة : نعم لحماية المدنيين عبر الأمم المتحدة ولا للتدخل العسكري

 

 

بعد توحيد غالبية قوى المعارضة السورية في المجلس الوطني الذي اعلن في اسطنبول، اختُزل الانقسام الذي عرفته المعارضة منذ بداية الانتفاضة، الى كتلتين كبيرتين احداهما المجلس الوطني المحتض اقليميا ودوليا، والثانية هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي التي تستفيد من ميزة الاقامة في الداخل السوري.
ولعله ليس من المبالغة القول ان المرشد العام لحركة الاخوان المسلمين في سورية رياض الشقفة هو الشخصية الابرز في المجلس الوطني رغم الحضور الاعلامي القوي لعدد من الشخصيات البارزة، وعليه يصبح الشقفة ورئيس هيئة التنسيق الوطنية حسن عبدالعظيم الذي شهد مكتبه في دمشق الهجوم على السفير الاميركي روبرت فورد اخيرا، ابرز شخصيتين في المعارضة السورية قاطبة، وكل منهما سيقود القوى التي ينتمي اليها في السعي للتغيير في سورية الذي يسير على ظهر انتفاضة يقترب عمرها من السبعة اشهر.
ورغم أن المجلس الوطني سعى الى ضم كل أطياف المعارضة السورية في الداخل والخارج، إلاّ أن ولادته جاءت منقوصة، فلم يتم تمثيل التيار القومي وبعض الشخصيات الوطنية السورية، ما يعني أن المعركة الأهم ستكون عبر التفاوض الصعب مع المعارضة الداخلية ولا سيما «هيئة التنسيق الوطني الديموقراطي» التي سبق لها عقد مؤتمر ضمّنته لاءاتها الثلاث. وصحيح أن المجلس فتح أبوابه لمعارضي الداخل لكن الفيصل في التباين الواضح بين الطرفين يرتكز على كيفية إدارة الأزمة، اذ ان جزءا يعمل على إسقاط النظام بأجهزته الأمنية والسياسية وجزءاً يطالب بإسقاط المنظومة الأمنية تحت شعار التآكل التدريجي للمنظومة السياسية بفعل التغيير الديموقراطي المتراكم.
وبغية الاضاءة على هذا الملف الشائك وملفات أخرى اتصلت «الراي» بكل من عبد العظيم والشقفة.
في الاتي نص المقابلتين: المقابلة مع عبدالعظيم:

ما موقف هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي من تشكيل المجلس الوطني السوري الذي يضم ثمانين بالمئة من المعارضة السورية؟
- ليس المهم نسبة المعارضة الممثلة في المجلس الوطني السوري، فالهيئة الوطنية لقوى التغيير تضم في صفوفها ثمانين بالمئة من المعارضة السورية وهي تمثل 16 حزباً من الأحزاب القومية والكردية والشخصيات المستقلة. وأعتقد أن خطوة تشكيل المجلس الوطني متسرعة وكان لا بد قبل الاقدام عليها من متابعة الحوار المشترك من أجل الخروج بمجلس وطني واحد، خصوصاً أنه لم يضم في صفوفه التيار القومي والشخصيات الوطنية المستقلة واقتصر على حركة الاخوان والتيار الليبرالي. واتمنى ألا يمهد هذا المجلس للتدخل العسكري الخارجي.
لكن المجلس الوطني السوري لم يطالب بالتدخل الخارجي إنما طالب بحماية المدنيين السوريين بالطرق السلمية. ما ردكم على ذلك؟
- نحن نتفق معهم على حماية المدنيين السوريين وعلى تأمين مراقبة مدنية من الأمم المتحدة لحماية الشباب من القتل لكننا في المقابل نتخوف من أي تدخل عسكري وخصوصاً أن بعض الأصوات تطالب بذلك، وفي رأينا أن التدخل العسكري أخطر من الاستبداد.
السفير الأميركي في سورية روبرت فورد تعرض خلال زيارتك لهجوم من عناصر قيل إنها موالية للنظام. كيف تفسر ذلك؟ وما هي أبرز النقاط التي ناقشتها مع السفير الأميركي؟
- قبل دخول السفير الأميركي الى مكتبي تعرض لهجوم من فرقة الشبيحة، والنقاش بيني وبينه دار في جو عاصف، وقلت له اننا نرفض التدخل العسكري وأكد ليّ أن المجتمع الدولي ليس بوارد شن أي حملة عسكرية على سورية كما حدث في ليبيا.
ما زالت روسيا حتى اللحظة متمسكة بدعم النظام السوري وتعرقل صدور قرار عن مجلس الأمن يدين العنف الذي يُرتكب بحق المدنيين. لماذا يتمسك الروس بموقفهم؟
- روسيا لديها مصالح في سورية وهي تحاول تأمين اكبر قدر ممكن من التوازن الأقليمي مقابل الدول الغربية، ونأمل من القيادة الروسية دعم الشعب السوري والوقوف الى جانبه.
يرى البعض أن النظام قد يستعمل الملف الطائفي للبقاء في السلطة. هل تعتقد أن الظروف التي تمر بها سورية اليوم تساعد على تعزيز هذا الخيار؟
- كل المحاولات لجر البلد نحو الطائفية فشلت. الشعب السوري متمسك بالوحدة الوطنية وبسلمية الانتفاضة.
هل تتخوف من تسليح الحركة الاحتجاجية؟
- طبعاً نتخوف من هذا السيناريو الذي يسعى اليه النظام، وإذا تم تسليح الثوار فإن هذا الأمر سيؤدي الى كارثة حقيقية، وما دامت السلطة متمسكة بالخيار الأمني فإن البلاد مفتوحة على كل الاحتمالات، ونحن في هيئة التنسيق بالشراكة مع بقية الاحزاب والشخصيات المستقلة ندعو الى الحفاظ على سلمية الثورة وتجنب أي تدخل عسكري كما حدث في ليبيا.

المقابلة مع الشقفة:
بعد نجاح المعارضة في تشكيل المجلس الوطني السوري وطلب الحماية الدولية للمدنيين السوريين. ما الخطوات التالية؟
- تشكيل المجلس الوطني السوري خطوة تاريخية وحّدت كل قوى المعارضة بوجه النظام الاستبدادي. ونحن نسعى في المرحلة التالية الى تأمين الاعتراف الدولي بالمجلس.
رأى البعض أن حركة الاخوان المسلمين تدعو الى تدخل عسكري بحجة حماية المدنيين السوريين. ما ردكم على ذلك؟
- لم نطالب بحملة عسكرية على سورية وإنما طالبنا بحماية دولية للشعب السوري الذي يواجه نظاماً عجيباً لم يوجد مثله في التاريخ. لكن المشكلة أن المجتمع الدولي يقف موقف المتفرج وينظر الى السوريين وهم يذبحون بشكل يومي. هناك قوانين في الأمم المتحدة قادرة على حماية المدنيين وهذا ما نطالب به. ويمكن اللجوء الى حظر جوي دون استعمال الأسلحة، ولا بد من موقف دولي جامع يوقف الذبح المستمر بحق السوريين.
تنسيقيات الثورة في سورية أعلنت دعمها للمجلس الوطني السوري. هل تتوقعون ارتفاع الحراك الشعبي في الأسابيع المقبلة؟
- تشكيل المجلس الوطني السوري رفع من معنويات الشعب السوري. كل الفئات الاجتماعية في سورية تريد اسقاط النظام وتتمسك بالنضال السلمي، وأتوقع أن يأخذ الحراك الشعبي اتجاهاً تصاعدياً في الأيام المقبلة، وأتوقع أيضاً أن الضغط الشعبي سيساهم في توحيد صفوف المعارضة في الداخل والخارج بشكل أقوى، ولن تتأخر أطراف المعارضة الأخرى في الانضمام الى المجلس الوطني ونحن نسعى الى هذه الخطوة بالتنسيق مع كافة الأطراف. لكن المهم في المجلس الوطني أنه استطاع تمثيل 85 بالمئة من التيارات السياسية من الاكراد والليبراليين وحركة الاخوان المسلمين والشخصيات المستقلة وإعلان دمشق.
بعد تشكيل المجلس الوطني السوري هل تتوقعون أن يتخذ النظام خطوات تصعيدية؟
- النظام لم يوفر آلة من آلات القمع والقتل. وهذا ما يفعله بشكل يومي مع الثوار. وهذا النظام خارج عن حركة التاريخ وليس له مكان في العالم، ونتوقع منه أخطر الاحتمالات.
هل أنتم قادرون على تأمين الاعتراف الدولي بالمجلس الوطني السوري؟
- مجرد تشكيل المجلس الوطني السوري وإجماع كافة القوى السياسية عليه هو بمثابة الانجاز. وأعتقد أن الاعتراف الدولي لن يتأخر وهذا ما نعمل عليه.

المصدر:صحيفة الراي العام الكويتية -    أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري