أخبار الوطن الرئيسية

06/08/2011

 

مصدر دبلوماسي عن جنبلاط : انهيار نظام الأسد يشكل خطرا كبيرا على الأقليات

 

 

‎يلفت دبلوماسيون مطلعون الانتباه إلى "وجوب عدم النظر إلى الموقف الروسي الذي أعلنه الرئيس ديمتري ميدفيديف، وخاصة تحذيره لنظيره السوري بشار الأسد "من مواجهة مصير حزين"، على أنه تحول نوعي في تعاطي موسكو مع الأزمة السورية"، ذلك أن القيادة الروسية تحاول جر الجانب الأميركي إلى نقطة التقاء يتم من خلالها معالجة الأزمة بعدما واظبت اميركا والدول الأوروبية على بعث رسائل إلى القيادة الروسية مفادها "أنكم تديرون الأذن الطرشاء إلى كل ما يطرح من جانبنا في مجلس الأمن الدولي ولا زلتم على سياساتكم الثابتة الداعمة للرئيس الأسد".
ويكشف مصدر دبلوماسي "أن الطرح الأميركي لحل الأزمة الراهنة في سوريا كناية عن سلة من ثلاث نقاط هي:
1ـ حل حزب البعث وعدم الاكتفاء فقط بإلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تنص على ان هذا الحزب هو الحزب القائد للدولة والمجتمع.
2ـ إجراء انتخابات تشريعية حرة ونزيهة وشفافة وبإشراف دولي.
3ـ ضمانة أميركية ببقاء الأسد لولاية رئاسية جديدة، لكن ذلك مشروط بتعيين شخصية من المعارضة لرئاسة حكومة تقود عملية الإصلاح، أي يصبح لدينا رئيس سوري لديه تمثيله الشعبي وحكومة يرأسها معارض وهي التي تقوم بعملية الإصلاح، لا سيما الأمني والإداري والقضائي، وهي التي تقوم بـ"تطهير" الحرس القديم".
ويضيف المصدر الدبلوماسي "أن رئيس جبهة "النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط حاول القيام بجولة لاستشراف آفاق الوضع في سوريا، وبالطبع بدت روسيا بالنسبة إليه بمثابة "بيضة القبان" فذهب إليها، ليجد أن الخلفية التي تتحكم بالموقف هناك ما زالت على حالها، أي أن الروس يتمسكون بالنظام من دون أن يظهروا أي إشارة لإمكانية المساعدة في الوصول إلى حل. وقد حاول جنبلاط في خلال اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الروس إقناعهم بالدخول في حل ما لأن البقاء في حالة انتظار بينما الأحداث تتطور لن يؤدي إلى مكان، لا بل على العكس نحن أمام مشروع استنزاف يأكل يومياً من رصيد النظام وعمره وأسسه، وبالتالي إذا أردتم ان تساعدوا الرئيس الأسد، ادعموه بما يجب أن تكون عليه صورة الإصلاح التي يريدها الشعب السوري وليس كما حال النظام الآن".
ويقول المصدر "إن جنبلاط ترك روسيا على أساس أن يستكمل الحوار الذي بدأه هناك بينه وبينه السفير الروسي الجديد في بيروت الكسندر زاسيبكين حول طبيعة الاقتراحات الروسية لتطوير أطر الحوار بين الأسد والمعارضة، من منطلق أنه بين المشروع الأميركي وبين اللامشروع الروسي يمكن الذهاب إلى نقطة وسط عبر دعوة الروس إلى عبور منتصف الطريق، على أن يلاقيهم الأميركيون والفرنسيون إلى النقطة ذاتها، وبدا الميل الروسي واضحا في هذه المرحلة الانتقالية الى وجوب أن يتفهم السوريون عدم قدرتهم على تحمل سقوط أعداد كبيرة من الضحايا ولو أنهم يتفهمون الى حد كبير وجود مجموعات مسلحة تحاول النيل من الاستقرار الســوري".
ويضيف المصدر أن "جنبلاط ذهب إلى فرنسا على هذا الأساس ليجد الموقف الفرنسي على يمين الموقف الأميركي والغربي، لذلك بدت المعطيات متناقضة وعاد من جولته بانطباع سلبي للغاية".
ويستطرد المصدر الدبلوماسي بالقول "لا أعتقد ان الرئيس السوري سيقبل بحل وسط من منطلق رفضه السماح لأي دولة بالتدخل في شؤون سوريا الداخلية، كما انه ليس مسموحاً في سياق المصالح الكبرى لزعيم لبناني ان يتصرف وكأنه يستطيع حل مشاكل العالم".
ويبدو ان "الإدارة الأميركية لم تضع ثقلها بعد باتجاه إصدار قرار عن مجلس الأمن وهم اكتفوا حاليا بالبيان الرئاسي، بعدما كانوا في البداية قد لزّموا الأتراك التفاوض مع القيادة السورية وحصلت مفاوضات سورية ـ تركية سرية في اسطنبول وأبلغ الجانب السوري بخارطة الطريق الأميركية ورفضها".
ويشير المصدر إلى أن "ما قاله وليد جنبلاط عن السوريين هي وجهة نظره، وفي المقابل، هناك انزعاج سوري من تصريحاته وخاصة تلك التي أدلى بها من موسكو، فهم كانوا قد كلفوه باستشراف الموقف الروسي ولم يكلفوه بأية مهمة أخرى، ولذلك صدر موقف عن السفير السوري في بيروت خلال مقابلة تلفزيونية بدا عاتباً لا بل منتقداً لمواقف جنبلاط ونصائحه، كما هاجمه اللواء جميل السيد عبر شاشة المنار، وفي اعتقاد المتابعين ان جنبلاط "أدرك الرسالة السورية".
ويلمح المصدر إلى ان "السفير الروسي في بيروت متفاعل مع جنبلاط ويؤيده بأن الروس يجب ان يفعلوا شيئاً ما من أجل دفع عملية الاصلاح والحوار مع المعارضة إلى أطر متقدمة، وبالتالي القيام وبسرعة بخطوات إصلاحية من شأنها تقييد النظام الأمني وإضفاء المزيد من الحريات على طبيعة النظام وتطوير النظام القضائي والاعلامي والعمل على إشراك المعارضة البناءة غير المرتبطة بأجندات في الخارج للعب دور في العملية الإصلاحية"، علما أن "السفير الروسي كان قد خدم مطولا في دمشق وهو يعتبر من الخبراء الروس البارزين في تقييم الموقف السوري".
ويختم المصدر "أن المشكلة التي يواجهها البعض مع سوريا أنهم لا يعرفون ما هي الاتجاهات التي يسلكها النظام، أي انه لم يحدد مساراً معيناً وثابتاً، لا بل ثمة ارتجال، وقد شعر جنبلاط أيضاً بأن هناك اتجاهاً لدى بعض الدول الخليجية، وتحديداً قطر من أجل ممارسة ضغوط على دول مجلس التعاون الخليجي لقطع العلاقات مع النظام السوري، مقدمة لعزله، وقد أدرك جنبلاط خطورة تطور الموقف الخليجي من سوريا، وهناك مؤشرات في أكثر من عاصمة في هذا الاتجاه، وعندما تتأزم الأمور بين دول الخليج وسوريا يزداد القلق الجنبلاطي، خاصة من موقع الأقلية الطائفية التي يمثلها في هذه المنطقة. وهذا ما دفعه إلى محاولة تشكيل نواة روسية داعمة لمواقفه التي ترفض الذهاب مع الأميركيين في حل حزب "البعث" وتعيين رجل من المعارضة رئيساً للحكومة، إنما عبر تشجيع الأسد للتخلص من "الحرس القديم" وضرب النظام الأمني، مع الوقوف إلى جانبه، وهو بذلك يكون قد حمى الدروز كما المسيحيون في سوريا ولبنان لأن انهيار نظام الأسد يشكل خطراً كبيراً على الأقليات".
ويذكّر المصدر الدبلوماسي "بموقف جنبلاط الذي هدأ الوضع في السويداء حيث أرسل وفداً إلى منتهى الأطرش ابنة زعيم الثورة السورية سلطان باشا الأطرش وأبلغها بأن ما تقوم به هو تهور ويضع الدروز في موقف خطير، كما لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي لعبه جنبلاط، بالتنسيق مع المرجعيات الروحية الدرزية في عدم تجرع بلدة قطنة الدرزية السورية كأس الفتنة المذهبية مع إحدى القرى السنية المجاورة على خلفية اتهامات بالتسلح بوجه النظام"

المصدر:النشرة اللبنانية -   أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري