أخبار الوطن الرئيسية

08/01/2012

 

البطريرك لحام : أقف مع مطالب الشعب السوري ولا يمكننا الارتهان لأي نظام في المنطقة

 

 

علّق بطريرك الروم الكاثوليك الشرقيين السوري الأصل غريغوريوس لحام على عدم احتفال المسيحيين في سوريا بالأعياد، مشيراً الى أن "ظروف الاحتفالات روحية أكثر منها دنيوية"، لافتاً الى أن "ظروف المجتمع السوري الأخيرة كانت تتطلب صوما وصلاة أكثر من أي شيء آخر"، موضحاً أن "الامتناع عن الاحتفالات كان من قبيل التضامن مع الضحايا والمصابين ولإشعار إخوتنا في سوريا بأننا جزء من هذا المجتمع".

وأبدى لحام تأييده لمطالب الشعب السوري قائلاً: "في رسائلي لأعياد الفصح والميلاد وعيدي الفطر والأضحى أوضحت مطالبات سورية وطنية ربما يتجاوز سقفها المطالب المرفوعة في الميادين السورية الآن، وكلها تسعى لخدمة المجتمع السوري والشعب السوري، وفي مقدمة تلك المطالب مساحة الحرية والرأي وشؤون الأمن والحريات، وفكرة الحزب الواحد ومراجعة الدستور، لكن هناك قضايا أخرى مثل الأمور المعيشية اليومية من طرقات وكهرباء وماء وصناعة وتجارة وغيرها بلغت حدا متقدما في سوريا لا يستطيع المرء معها الربط بين الثورة وبينها".

وعن كلام البعض عن وجود مخاوف بالنسبة للمسيحيين في سوريا تحديدا، أبدى البطريرك لحام "تفهمه لتدليل بعض الرعاة المسيحيين خوفهم بالعراق بمعنى حالة الانفلات والفوضى وتفكك المجتمع بتركيبته السياسية والدينية والفئوية، ولكن غاب عنهم أن ما جرى في العراق بالأساس كان من جراء وجود احتلال أجنبي"، مشيراً الى أنه "لا خوف على مسيحيي سوريا ".

واذ أكّد في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط" على نبذ غالبية الشعب السوري للشعارات التي تعكس خوف المسيحيين أثناء المظاهرات كمقولة "المسيحيين على بيروت والعلويين على التابوت"، وضعها (الشعارات) في اطار الانفعالات العاطفية التي يعمل الإعلام على تضخيمها"، مشدداً على أن المسيحيين في سوريا جزء من نسيج هذا الوطن لأنهم كانوا منه ومعه وسيظلون أبدا جزءا من تركيبته الاجتماعية".

واذ أكدّ عدم وجود "أية محاولة لإقحام المسيحيين سواء من الدولة أو من المتظاهرين للمسيحيين في الأحداث، اعتبر أن وجود رموز مسيحيين من البارزين في صفوف المعارضة السورية لنظام الرئيس الأسد مثل ميشال كيلو وفايز ساره ليس الا دليل حرية المسيحيين في تصرفاتهم وعلاقاتهم وتحركاتهم".

أما حول اعطاء كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي انطباعاً بارتهان الوجود المسيحي في سوريا وربما في لبنان بوجود نظام الأسد، شددّ لحام على "رفض هذه المقولات لأنه لا يمكن للمسيحي أن يرتهن إلى أي نظام مهما كان، بل عليه (المسيحي) أن يعيش مع كل نظام ومع أي توجه كان على اعتبار أن المسيحية والمسيح دعوة للحرية والتحرر، وليس للعبودية لشخص أو لنظام".

وحول موقف الفاتيكان الذي يلقى عليه بعض اللوم جراء عدم إدانته الواضحة لما يجري في سوريا، رأى لحام أن الفاتيكان والبابا عبروا عن تضامنهم مع الشعب السوري، وتكلموا عن أهمية الحوار بين الأطياف والأطراف السورية المختلفة، وطالبوا بوقف سفك الدماء من كل جانب، لافتاً الى أن "الفاتيكان ليس أميركا أو روسيا أو مجلس الأمن كي يستصدر قرارات أو يأخذ مواقف جدية وحلولاً سياسية".

هذا وتوجه لحام للنظام السوري ورئيسه بشار الأسد لافتاً الى "وجوب ايقاف سفك الدماء من أي جانب ولأي سبب كان لأن الدم لا يثير إلا الألم والقتل يولد القتل، ومن قتل بالسيف فبالسيف يقتل أيضا كما قال النبي عيسى".

ولفت في السياق عينه أن "طاقة الأمل تبقى موجودة عبر الحوار في حال خلصت النوايا خصوصاً وأن التحديات والمواقف الحادة والحدية لن تؤدي إلا إلى تعقيد المشهد وزيادة الاحتقان، وتنتهي بتصاعد وتيرة العنف"، مشيراً الى أن "الحوار العميق والجاد والمخلص كفيل بأن يؤدي إلى التئام جروح السوريين كافة، أما الرهان على العنف فنتيجته مدمرة ولا شك".

أما حول وجود قلق من فكرة صعود الإسلام السياسي لعتبات الحكم، لفت لحام الى أن "المفهوم واضح جدا ومن الطبيعي أن نشهد ثورات بلون إسلامي خصوصاً في ظل وجود 350 مليون مسلم و15 مليون مسيحي".

وحول تهديد النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي للوجود المسيحي العربي، أكدّ لحام أنه لا يريد للغرب المدافعة عن المسيحيين معتبراً أن "الاستقرار المسيحي في الشرق الأوسط هو بايجاد حل للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي واعطاء الفلسطينيين عدلا ومساواة، وإلا فالخسارة ستكون للجميع، مسيحيين ومسلمين أوطانا وشعوبا".

المصدر:لبنان الان -    أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري