أخبار الوطن الرئيسية

08/02/2011

 

عسل طبيعي بـ(200) ليرة فقط .. !!

 

 

راعني فعلاً اقتراح تاجر النحل ذاك الكائن محله في مخيم اليرموك، حيث طلب مني إطعام عسله لمريض سكري بغرض اختباره، فإن مات المريض لا يكون العسل سليماً، وإن لم يمت يكون العسل سليماً، ولم أدر فعلاً بأي حق ينضم مرضى السكري لحقول التجارب العديدة التي تختبر سلامة العسل، كما لم أدر من يدفع لهذا المريض ثمن حياته إن كان العسل مغشوشاً.
ربما كان اقتراح ذاك التاجر مبرراً بالنسبة إليه –لكونه جاهلاً- بعد أن لمس فقدان ثقة معظم الناس بالعسل السليم وغير المغشوش، أو بعد أن اقتربت أساليب فحص العسل من أساليب الشعوذة والسحر والتي نذكر منها وضع ملعقتي عسل في صحن صغير، ثم وضع ملعقتي ماء فوقهما أيضاً ثم تحريك الصحن (20) مرة لليمين ومثلها لليسار، فإن شكل الرسم ما يشبه مكعبات ملكات النحل كان العسل أصلياً وماعدا ذلك لا يكون العسل أصلياً، والبعض يؤكد أن سلامة العسل تقاس بإشعال عود ثقاب فيه، فإن اشتعل لا يكون أصلياً وإن لم يشتعل يكون أصلياً، وهذا الأسلوب الأخير يتاجر به بكثرة تجار العسل الذين يبسطون فيه تحت جسر الثورة بدمشق ويجربون مهاراتهم البهلوانية فيه، وهناك أيضاً التقيت بعض الواقفين الذين بدا عليهم أنهم يقفون ليحضروا عروضاً جميلة يقدمها مهرجون أمامهم أكثر من كونهم واقفين ليشهدوا سلامة العسل بغية شرائه، قال لي أحدهم: (صراحة، المرء يحتار كيف تصيب اختبارات هؤلاء بينما القطرميز يباع بـ«200» ليرة، ولكن البائعين يبررون الرخص لكونهم هربوا العسل من لبنان واليمن والله أعلم).
فيما يقول آخر: المصيبة أن المرء لم يعد يثق حتى بالعسل المباع في المحلات التجارية الكبرى، وقد يكون سعر الكيلو غرام بالمحل فعلاً (2000) ليرة فما فوق وهو نفسه الذي يبيعه هؤلاء العاملون في اقتصاد الظل بـ(200) ليرة سوريّة.
وأفادتني سيدة: (أن طبيب الأعشاب وصف لها العسل بعد أن عجز الدواء الكيميائي فيها، وقد قال لها صاحب إحدى المحلات المحترمة أن ثمنه «700» ليرة سوريّة لأنه مخصص لآلام الرأس، وهذا النوع من العسل فيه رحيق ملكات النحل وليس العاملات، ما يعني أن ثمنه يفترض أن يكون أغلى، لكنها لم تشتره كما أكدت ليس لقلة المال، وإنما لقلة الثقة رغم أن البائع طلب منها عرض القطرميز على مخبر إلا أنها ترى أن هذا الاقتراح هو غير منطقي لعدم معرفة معظم الناس بالمخابر المختصة بتحليل العسل ولا بتكلفة تحليل القطرميز).
وليس لنا إلا أن نقترح على وزارة الصحة وضع ختمها على العسل الذي يخضع لفحص مخابرها أو مخابر نقابة النحالين، وكذلك تطبيق قرار وضع اسم المستورد على السلع على منتجات النحل التي تباع بالأسواق مع توعية الناس لهذا الأمر حتى لا يقعوا بشرك الخداع، وخاصة أن مديرية حماية المستهلك وأمام هذه الظاهرة، قد أبدت استغرابها مؤخراً من أن يصدق مواطن أن قطرميز العسل الطبيعي هو بـ(100) ليرة سوريّة أو (200) ليرة، معتبرةً أن المواطن الذي يشتريه يغش نفسه بنفسه، وهذا ما يتطلب من عناصر المديرية تكثيف جهودهم أكثر لكشف مثل هذه الحالات.

المصدر:مجلة أبيض وأسود السورية  - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري