أجاب
المسؤول المهم في "ادارة" اميركية اخرى عن
سؤال: ماذا تفعل وحدة الطوائف اللبنانية
في رأيك؟ قال: "وحدة الطوائف تهدئ لبنان
وكذلك وحدة كل طائفة فيه. واذا لم تتحقق
هذه الوحدة فلا أمل للبنان، وربما يستطيع
بواسطتها ان يتوصل الى اتفاق نهائي يقيم
دولة للجميع ويؤسس لعلاقة سلمية مع سوريا
أي علاقة دولة بدولة. طبعاً هناك أحجام
مختلفة ومصالح أحياناً متباينة وأدوار لا
أحد ينكرها أو يتنكر لها. لكن ذلك كله لا
يفترض ان يكون على حساب لبنان، واذا لم
يحصل ذلك فإن لبنان سيتفكك على الخريطة أو
على ارض الواقع وإن ليس في صورة رسمية".
هل يبقى لبنان في حال كهذه؟ سألت. أجاب: "كيف
سيبقى؟ ولماذا يبقى؟ هذا احتمال قائم".
علّقت: في حال كهذه لن يبقى المسيحيون او
قسم كبير منهم في لبنان. لن يقبلوا مواطنة
غير كاملة أو نصف مواطنة بعدما عاشوا
مواطنة كاملة. على كل الهجرة المسيحية
تزداد وربما غير المسيحية. لكن الشيعة
والسنة يبقون بمعظمهم في البلاد. ومن هاجر
منهم يعود اليها. قد يتقاتلون حيناً
ويتصالحون حيناً. وهكذا دواليك. مشكلاتهم
عمرها نحو 13 او 14 قرناً. سأل: "ما هو
عدد المسيحيين في لبنان؟" قلت: نحو 25 في
المئة علماً ان المرجعيات المسيحية تقول
إن النسبة أكبر من ذلك بكثير. سأل: "كم
يبلغ عدد الشيعة؟" أجبت: هم يقولون ان
عددهم يبلغ نحو 42 في المئة من الشعب
اللبناني. لكن صدرت تقارير اثناء الحرب في
لبنان تتوقع ان يصبح عددهم عام 2017 اكثر
من 50 في المئة. سأل: "كيف؟" أجبت:
باعتماد القنبلة الديموغرافية كما يسميها
الفلسطينيون والتي يعتمدونها هم. سأل: "من
هي أكبر أقلية في لبنان باعتبار انكم كلكم
اقليات حتى الآن على الأقل؟" أجبت: الشيعة.
ماذا سيكون توجه الادارة الجديدة برئاسة
باراك اوباما حيال سوريا وايران في رأيك؟
سألت. أجاب: "هناك توجه قد يأخذ وقتاً.
وولاية رئيس الجمهورية في اميركا قصيرة.
ربما تستغرق التهيئة للحوار ثم بدؤه
الولاية الأولى كلها لاوباما أي أربع
سنوات. وسوريا ماهرة في المناورة وكسب
الوقت. انها لا تقول لا، لكنها لا تعطي
وتراوغ وتفاوض في الوقت نفسه. واوباما لن
يقطع الحوار، لأن قطعه يعني انه انتهى وان
لا حل للمشكلات مع سوريا وايران وانه لا
بد من خيارات أخرى لحلها. الخيارات الأخرى
لا يحبذها اوباما على الأقل الآن لأنها لم
تعطِ نتيجة سواء اثناء ولايتي بوش أو
ولايتي كلينتون بدءاً بالحرب الاستباقية
مروراً بالعنف وانتهاء بالاحتواء. ومعظم
هذه الخيارات استهدف سوريا وايران. وفي
وقت كهذا على اللبنانيين ان يكونوا
متيقظين، لكنني أشك في ذلك، وأشك في
قدرتهم على الاتفاق. على كل حال على
الادارة الاميركية الجديدة ان تضع
استراتيجيا جديدة. الاسلوب القديم كان وضع
استراتيجيات عدة. واحدة لمواجهة الأوضاع
في ايران وأخرى لمواجهة سوريا، وثالثة
لمواجهة الارهاب، ورابعة لمعالجة اوضاع
لبنان، وخامسة لمصر، وسادسة لاسرائيل
والفلسطينيين. والقصد من ذلك لدى واضعي
هذه الاستراتيجيات المتعددة كان ان نجاح
واحدة منها لا بد ان ينعكس ايجاباً على
الاخرى أو على بعضها وعلى المناطق التي
تسعى الى معالجة أوضاعها. هذا الأمر لم
يعد ممكناً. العالم مترابط وكذلك مشكلاته
وخصوصاً في الشرق الأوسط وتحديداً من
المغرب الى افغانستان. لذلك يجب وضع
استراتيجيا واحدة لكل المشكلات الموجودة
في هذه المنطقة الواحدة ومحاولة تطبيقها".
في الحوار المتوقع بين ايران واميركا ماذا
يمكن ان تعطي ايران اميركا؟ سألت. أجاب: "اميركا
ستحاور من دون شروط. وستحاول، وايران
ستحاول أخذ كل ما تستطيع او تريد من نفوذ
اقليمي وتكنولوجيا حديثة وطيران مدني. كل
شيء. واذا طلب الاميركيون منها شيئاً حول
قدرتها النووية ستقول لهم انكم تضعون
شروطاً ثم تقطع الحوار. هذه هي المشكلة.
وهي كبيرة. اسرائيل تعتبر ايران النووية
خطراً كبيراً عليها". هذا صحيح. قلت: لكن
في مقابل ايران نووية هناك باكستان نووية
وهند نووية. وذلك رادع يشغلها عن مهاجمة
اسرائيل. فضلاً عن ان لدى اسرائيل اسلحة
نووية بكميات كبيرة لا يمكن ان تقاس بكمية
السلاح النووي الايراني في حال نجحت في
تصنيعه. ومن شأن ذلك جعلها قادرة على
تدمير ايران تماماً حتى في معرض الرد أي
بعد تلقيها الضربة النووية الايرانية
الأولى. وفي رأيي قد تتعايش اسرائيل مع
ايران نووية، لكنها قد لا تتعايش مع "حزب
الله" في لبنان المسلح حتى الاسنان والذي
يمكن ان تستعمله سوريا وايران "للتحرش"
بها. علّق: "ان "حزب الله" اقوى من الدولة.
عنده كل انواع المؤسسات المدنية والعسكرية
والأمنية والاجتماعية والاقتصادية. عادة
الناس في الخارج يتعاملون مع الاقوياء.
على كل هناك ضرورة لاتفاق سلام بين سوريا
واسرائيل. وهناك دور لاميركا في ذلك".
علّقت: يقال إن عناصر هذا الاتفاق صارت
جاهزة. ردّ: "معظمها وليس كلها. الاتفاق
السوري – الاسرائيلي هو الاتفاق
الاستراتيجي الوحيد، يعيد الجولان الى
سوريا وتتشارك اسرائيل وسوريا في مياهه.
تُطبّع اسرائيل علاقاتها مع سوريا. تتوقف
الحرب والعداء بينهما. طبعاً لن تطلب
اسرائيل من سوريا ضرب "حزب الله" او نزع
سلاحه لأنها لن تفعل ذلك. لكن مجرد السلام
سيجعل "حزب الله" يهترئ خلال عشر سنين.
سوريا لن تدافع عنه اذا ضربته اسرائيل ولا
تستطيع مساعدته كي يحافظ على قوته
وترسانته العسكرية. ومع الوقت ينتهي ولا
يعود خطراً على اسرائيل. لاسرائيل مصلحة
في اتفاق سلام مع سوريا كما لسوريا مصلحة
فيه وأكثر. وعلى اميركا الانخراط في عمل
لتحقيق ذلك".
هل تريد اسرائيل السلام فعلاً ما دام لها
مصلحة فيه واكثر من سوريا وربما غيرها كما
تقول؟
المصدر:النهار
اللبنانية
-
أية اعادة نشر من دون ذكر
المصدر تسبب ملاحقه
قانونيه