تواصل الوثائق التي ينشرها موقع
ويكليكس الكشف عن اسرار ومواقف واتصالات
سرية تركز بعضها على تصرفات واقوال
المسؤولين العرب وعلاقاتهم بأميركا
واسرائيل وشعوبهم.
علاقة اسرائيل السرية مع دول الخليج ..
ويكشف الموقع عن علاقة اسرائيل السرية مع
الامارات العربية المتحدة كموضوع جديد .
فقد ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أن
برقية بعث بها المستشار السياسي للسفارة
الاميركية في تل ابيب مارك سيفرز في آذار
2009 اشتملت على نظرة عامة لعلاقة اسرائيل
مع دول الخليج، وذلك في أعقاب اجتماع عقده
مع رئيس قسم الشرق الاوسط في وزارة
الخارجية يعقوب هداس.
وتكشف هذه النظرة العامة عن تفاصيل "علاقة
جيدة وشخصية" تطورت بين وزيرة الخارجية
الاسرائيلية انذاك تسيبي ليفني ووزير
الخارجية بدولة الامارات عبدالله بن زايد،
مضيفة مع ذلك ان المسؤولين لن "يصرحا علناً
بما يتحدثان به وراء ابواب مغلقة".
وفي الوقت الذي لا تقيم فيه اسرائيل
والامارات العربية المتحدة أي علاقات
ديبلوماسية رسمية بينهما، تكشف البرقية
الدبلوماسية التي نشرها موقع "ويكيليكس"
التخاطب السري والدؤوب بين البلدين خلال
حكومة رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت.
وبالاضافة الى وزارة الخارجية التي قيل
انها كانت مسؤولة عن هذه العلاقات السرية،
ظهرت تقارير مفادها ان رئيس الـ"موساد"
مئير داغان كان مؤتمنا على محادثات سرية
مع المملكة العربية السعودية.
من ناحية اخرى، ذكرت صحيفة "ذي
انترناشونال هيرالد تربيون" الاميركية ان
وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون ستقوم
بزيارة دول في اسيا الوسطى والخليج العربي
تناولتها ملفات "ويكيليكس" ونقلت اراء
الدبلوماسيين الاميركيين في زعماء العالم
بصراحة ودون مواربة.
غير ان هيلاري كلينتون قالت في مؤتمر
صحافي ان الكثير من نظرائها حول العالم لم
يأبهوا لاي اهانات وردت في ملفات "ويكيليكس".
حتى ان احدهم مازحها بقوله "لا تهتمي بما
ورد فيها، ولا بد لك من الاطلاع على رأينا
بك".
بينما قالت اسرائيل انها وجدت في الملفات
تبريرا لاستياء المنطقة من ايران. وقال
رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو ان الملفات
تؤكد تقييم اسرائيل لايران وانه "ليس هناك
فرق شاسع بين ما نقوله خلف ابواب مغلقة
وما نقوله علنا".
وتقول الصحيفة الاميركية ان عددا من
الزعماء العرب ذكروا ان الملفات تنتقد
ايران وتحث الولايات المتحدة على اتخاذ
اجراء ضد برنامجها النووي.
ورفض نتنياهو التعليق على برقية تنقل عن
وزير دفاعه ايهود باراك قوله لمسؤولين
اميركيين ان قصف المنشآت النووية
الايرانية يظل قائما حتى نهاية 2010، اما
بعد ذلك "فان اي حل عسكري سيؤدي الى اضرار
شاملة غير مقبولة".
الأسد: إيران لن تهاجم اسرائيل بالسلاح
النووي
كما إقتبست برقية أرسلت الى واشنطن من
السفارة الأميركية في دمشق، عقب لقاء جمع
الرئيس السوري بشار الأسد بالسيناتور
الأميركي بنجامين كاردين في ١٨ شباط ٢٠٠٩
، عن الرئيس السوري قوله "نحن غير مقتنعين
بأن ايران تطور اسلحة نووية."
وأضاف بأن ايران لا تستطيع استخدام السلاح
النووي كردع لأن لا أحد يعتقد بأن ايران
ستستخدمه فعلا ضد اسرائيل.
وأشار الأسد بأن أي ضربة نووية ايرانية
لاسرائيل قد تسفر عن وقوع الكثير من
الضحايا في صفوف الفلسطينيين، وهو ما لن
تجازف ايران به.
وقال الأسد ان مراقبة الوكالة الدولية
للطاقة الذرية ستؤكد ان السعي الإيراني
للطاقة النووية هو للاستخدام المدني فقط.
التفوق العسكري لن يساعد
وفي لقاء آخر مع وفد من أعضاء مجلس الشيوخ
الأميركي عقد في ٣٠ كانون الأول عام ٢٠٠٩
شبه الأسد عملية السلام مع اسرائيل بطريقة
معالجة الطبيب لمرض السرطان. وأضاف بأن "الإدانات
وتبادل الاتهامات قد تكون مرضية للذات،
لكن السرطان سيواصل النمو اذا لم يقم
الطبيب بعلاج جذوره."
وتابع الأسد بأن الوساطة التركية في
محادثات السلام غير المباشرة مع اسرائيل
عام ٢٠٠٨ كانت مهنية، حيث أنه "في غضون
ثمانية اشهر، تمكنت من تحقيق ما عجزت عن
تحقيقه سنوات التفاوض المباشر مع اسرائيل
في التسعينات.
ووفقا للرئيس السوري، على الإميركيين دعم
المسار التركي واقناع اسرائيل بأن السلام
فقط هو الذي سيحميها. وقال للوفد أن "تفوق
اسرائيل العسكري لن يحميها من هجوم
بالصواريخ والأسلحة التكنولوجية الأخرى."
وتساءل احد اعضاء الوفد عن الإصرار السوري
لاتباع المفاوضات غير المباشرة عبر
الأتراك. "لماذا لا تنطلق سوريا واسرائيل
للمفاوضات المباشرة التي تتوسطها الولايات
المتحدة، في وقت تقوم فيه سوريا بالمساعدة
في قضايا هامة بالنسبة للولايات المتحدة
مثل حزب الله وحماس والعلاقات مع إيران؟.
وأجاب الأسد بأن حماس وإيران يجب ان تكونا
طرفا في السلام وليس في المبادىء
التنظيمية لاجراء محادثات السلام.
ضيف غير مرغوب فيه
وكشفت الوثائق ايضا رأي الرئيس السوري
إزاء "حماس". فخلال لقائه مع وفد مجلس
الشيوخ، أشار الأسد الى المنظمة الاسلامية
على اعتبارها ضيفا غير مرغوب فيه. وقال ان
"حماس" نشأت من حركة الإخوان المسلمين
التي حاربتها سوريا في الثمانينات.
وأضاف "إذا اردتم ان أكون نشطا وفعالا،
علي إقامة العلاقات مع جميع الأطراف. حماس
هي الإخوان المسلمون لكن علينا التعامل مع
حقيقة وجودهم."
وحول نزع سلاح حزب الله، طرح الأسد بأنه
ليس للجماعة الشيعية اية مصالح محددة في
اسرائيل باستثناء تأمين الحدود اللبنانية
ومنع التهديدات ضد سلامة لبنان، كالخروقات
اليومية الإسرائيلية للأجواء اللبنانية.
وأشار الى ان حزب الله هو الحزب الأكثر
قوة في لبنان، وانتخب ديمقراطيا، واذا ما
تحقق السلام في المنطقة فإن "المسائل
الصغيرة" مع حزب الله وحماس ستختفي "ودعونا
نتحدث عن السلام، فهذه هي الصورة الأكبر
التي ستحل كل شيء".وبحسب التقرير، لم
يتجاهل الوفد الأميركي الضيف غير المرغوب
فيه، وسأل الأسد اذا كان بالإمكان التوصل
الى سلام مع اسرائيل اولا بدون حل القضية
النووية الإيرانية.
غير ان الأسد كان حذرا في ربط البرنامج
النووي الإيراني مع عملية السلام
الإسرائيلية السورية مبررا أن من شأن مثل
ذلك الربط فقط تعقيد القضيتين. وقال ان
الكثير من الطباخين قد يحرقون الطبخة.
وأعرب الرئيس السوري عن اعتقاده بأن إيران
غير معنية بالسلاح النووي، لكنه حذر بأن
أي ضربة عسكرية اسرائيلية للبنية التحتية
النووية التابعة للجمهورية الإسلامية
ستفشل في تعطيل البرنامج وستساهم فقط في
زيادة التصميم الإيراني.