نقلت صحيفة "الشرق الاوسط" عن مصدر
تركي رفيع قوله إن السوريين "لم يتركوا
لبلاده خياراً سوى العقوبات"، مشيراً إلى
أن بلاده "لا تدعم عملية عسكرية ضد سوريا،
وأنها تعتقد أن العقوبات قد تكون وسيلة
مفيدة لجعل المسولين السوريين يعيدون
النظر". وأضاف أن الرئيس السوري بشار "الأسد
لم يسمع لأحد، لا لنا ولا لجامعة الدول
العربية، وها هو الآن يدفع الثمن بالمزيد
من العزلة عربيا وإسلاميا ودولياً"،
متسائلاً عن الفترة "التي سيصمد فيها هذا
النظام في عزلته المتزايدة".
وعن الخطوة التالية التي سوف تتخذها أنقرة،
قال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته، إن
أنقرة "ستراقب كيفية تصرف النظام"، لكنه
لم يبد تفاؤلا في هذا الخصوص "لأنهم (السوريين)
غير عقلانيين، فهم إذا لم تعجبهم مواقف
بعض الدول يرسلون رعاعا للتعرض لسفاراتها".
وأضاف: "علام يلومون الدول العربية التي
أعطتهم الفرصة تلو الفرصة، ولم يلتزموا
بأي شيء في المقابل، فاستمروا في قتل
الناس في الشارع؟"، مستغربا كيف أنهم "لم
يقيموا وزنا لأي شيء أو ذكرى، فلا شهر
رمضان منعهم من قتل الناس ولا العيد ولا
أيام الجمعة".
وشدد المصدر التركي على ضرورة عودة النظام
إلى طاولة الحوار مع الجامعة العربية،
مشيرا إلى أن بلاده "خسرت كثيراً جراء
الوضع السوري، فهي استثمرت الكثير في
سوريا، وكانت تأمل في انتقال تدريجي وسلمي
للسلطة، لكن شيئا من هذا لم يحدث". وأعاد
المصدر التأكيد على أن "الخيار العسكري
ليس مطروحا من الجانب التركي"، مشددا على
أن "المنطقة العازلة ليست مطروحة على
الطاولة بعد"، ثم استدرك قائلا "ربما إذا
حصل نزوح كبير من سوريا نلجأ إلى هذا
الخيار، لكن الوضع عند حدودنا ما زال كما
هو، ولدينا بضعة آلاف من النازحين فقط،
وقد نفكر في الموضوع إذا ما حصل ازدياد
دراماتيكي في أعداد النازحين".
ورفض المصدر الانتقادات الموجهة إلى بلاده
من أن هذه العقوبات "أقل من المتوقع"،
قائلاً: "نحن نقوم بإجراءات أكثر من أي
أحد آخر"، مشيراً إلى أن أنقرة "تنسق
خطواتها مع خطوات الجامعة العربية والأسرة
الدولية، وسوف تبقى في تفاعل معهما". ورأى
أن الدعم الروسي للأسد "غير مجد، وكذلك
الإيراني"، قائلاً: "علاقاتنا مع
الإيرانيين جيدة على كل المستويات، إلا في
ما يتعلق بالشأن السوري"، وأضاف: "لقد
أبلغناهم (الإيرانيين) بأن سياساتهم
متناقضة، فهم يتحدثون عن الربيع العربي في
كل الدول ما عدا سوريا". |