أخبار الوطن الرئيسية

01/12/2011

 

السلطات السورية تعلن الإفراج عن 912 معتقلا وتقتل أكثر من 15 مدنيا وسط استمرار الاعتقالات

 

 

أعلنت السلطات السورية عن إخلاء سبيل 912 معتقلا على خلفية الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ نحو تسعة أشه، وسقط يوم أمس أكثر من 15 قتيلا في مختلف أنحاء البلاد أغلبهم في مدينة إدلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن اشتباكات اندلعت عندما دخلت قوات الأمن بأعداد كبيرة مدينة داعل في جنوب البلاد في وقت مبكر من صباح أمس وكانت لا تزال مستمرة عصرا. وقال رئيس المرصد رامي عبد الرحمن إن اثنتين من مركبات قوات الأمن نسفتا وقتل سبعة جنود. وأضاف المرصد أن 19 شخصا أصيبوا في الاشتباكات، من بينهم 4 في حالة حرجة. ونقل المرصد عن ناشط من داعل التي تقع في محافظة درعا أن قوات الأمن وصلت في نحو 30 حافلة واقتحمت البلدة ونسفت حافلتين في القتال بين قوات الأمن والمنشقين. وأضاف المرصد أن إحدى الحافلتين كانت خالية.

وقال المرصد إنه في شمال سوريا، قتل ستة مدنيين على الأقل بالرصاص أمس عندما فضت قوات الأمن مظاهرة مناهضة للحكومة في مدينة إدلب. وأقيمت جنازات عسكرية لـ14 فردا من الشرطة والجيش في مؤشر على ارتفاع الثمن الذي تدفعه قوات الأمن في معركتها لقمع الانتفاضة الشعبية.

من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية إنه تم «إخلاء سبيل 912 موقوفا ممن تورطوا في الأحداث الأخيرة التي تشهدها سوريا مؤخرا، ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين». ويقدر عدد المعتقلين السوريين بأكثر من خمسين ألف معتقل، وتعد هذه الدفعة الثالثة من المخلى سبيلهم خلال شهر، حيث تم إطلاق سراح 1180 معتقلا منذ نحو أسبوعين، وسبق ذلك إطلاق سراح 553 من المعتقلين السياسيين.

من جانب آخر، استمرت حملة الاعتقالات والملاحقات التي تشنها الأجهزة الأمنية على الناشطين في مختلف أنحاء البلاد، والتي تستهدف الشباب بالدرجة الأولى. ويوم أمس قامت قوات الأمن السورية فرع المخابرات الجوية بحملة اعتقالات ومداهمات جديدة لمدينة حرستا في ريف دمشق، ترافقت مع انتشار لعناصر الجيش والشبيحة في المدينة، وإطلاق نار عشوائي ومتقطع مع أصوات قنابل صوتية، وجرى اعتقال نحو 10 شباب من الشارع بعد الاعتداء عليهم بالضرب، والذي تزامن مع خروج مظاهرة طلابية من إحدى المدارس، حيث جرى إطلاق النار لتفريق المتظاهرين.

وفي جامعة دمشق، أعلن طلاب معارضون الإضراب عن الدوام في الجامعة، وتم توزيع منشور وقعته مجموعة من الطلاب سموا أنفسهم «أحرار كلية الهندسة المعلوماتية جامعة دمشق»، أعلنوا فيه الإضراب عن الدوام احتجاجا على ممارسات النظام تجاه طلاب الجامعات، وقالوا في المنشور «يتناثرون في أروقة كلياتنا، خلف الجدران، وبين المقاعد، يتتبعون ظلالنا، أنفاسنا، وكلامنا، ويحاصرون أفكارنا، ويترقبون ويتلصصون ويهددون ويتوعدون، وإذا ما اشتموا أريج براعم تنمو بحرية غير آبهة بنظراتهم اللئيمة، انقضوا عليها ليغتالوها قبل الولادة، وفجأة تغدو أقلامهم البريئة قضبانا وعصيا كهربائية تحطم عظام رفاقنا وتسفك دماءهم في ساحات كانت مناهل للعلم». وفي إشارة إلى زملائهم من الطلبة المنتمين لمنظمة اتحاد طلبة سوريا التابعة لحرب البعث الحاكم، والتي يرأسها عمار ساعاتي المقرب من شقيق الرئيس السوري ماهر الأسد، قالوا «نرفض أن يتحول زملاؤنا الذين شاركونا مقاعد الدراسة إلى أعين لرجال السلطة، يجمعون لهم أخبارنا، وأسماءنا، وبعضا من قطرات دمائنا».

وأعلن الطلاب الذين أصدروا المنشور «نحن طلاب كلية الهندسة المعلوماتية في جامعة دمشق نعلن إضرابنا تعبيرا عن رفضنا لما نشاهده في أرجاء جامعاتنا من ممارسات لا إنسانية.. نرفض وجود عصي كهربائية بين الأقلام والدفاتر ونرفض الدوام في كلية غدت جدرانها أسوارا لسجن كبير يخنق أنفاسنا».

وقال طالب في كلية الطب البشري إن زميلة له نجت من محاولة اعتقال قام بها نحو عشرين رجل أمن داخل الحرم الجامعي، وقال إن الطالبة تمكنت من الهرب. وكانت حملة اعتقالات واسعة طالت طلاب جامعة دمشق لا سيما كلية الطب التي شهدت عدة اعتصامات احتجاجا على اعتقال الطلاب.

وفي كلية العلوم، قام طلاب بنثر قصاصات ورقية تتضمن شعارات مناصرة للثورة وتتضمن شعارات الثورة وإسقاط النظام، بعدها قامت قوات الأمن والشبيحة باعتقال بعض الطلاب بعد التهجم عليهم والاعتداء عليهم بالضرب داخل الجامعة. وفي كلية الزراعة في منطقة برزة، قام ناشطون بالكتابة على سور الكلية الخارجي عبارات بالخط العريض والتي ملأت السور «ارحل.. سوريا حرة».

وفي مدينة إدلب، قتل أمس سبعة أشخاص بينهم امرأة وطفل، وذلك على خلفية إطلاق النار على متظاهرين احتجوا على خروج مسيرة مؤيدة قامت السلطات المحلية بتنظيمها. وقال نشطاء إن الدوائر الحكومية في مركز مدينة إدلب قد تلقت توجيهات بتنظيم مسيرة مؤيدة للنظام، وبسبب قلة المؤيدين في إدلب، أعطيت التوجيهات لإحضار موظفين من خارج المدينة وشبيحة إلى مركز المدينة وساحة السبع بحرات لتكون المسيرة حاشدة. وللرد على ذلك، قام شباب مدينة إدلب بتنظيم مظاهرة احتجاجية لمنع وسائل الإعلام الرسمية من نقل صورة كاذبة عن المدينة. ولدى محاولة المحتجين الوصول إلى ساحة السبع بحرات تم إطلاق النار لتفريقهم من قبل قوات الأمن بشكل عشوائي وكثيف، ثم حاصروا المحتجين في الشارع الكائن بين مدرسة المتفوقين ومدرسة العروبة، وكل من حاول الخروج من هذه المنطقة تم إطلاق الرصاص عليه، مما أسفر عن إصابة أكثر من خمسين شخصا ومقتل سبعة منهم الطفل عماد بن وليد سعد الدين (9 سنوات). واستمرت الأوضاع متوترة في إدلب وريفها طيلة يوم أمس، حيث جرى إطلاق النار على المشيعين بعد ظهر يوم أمس.

وفي مدينة حمص وريفها، لا تزال مدينة تلكلخ القريبة من الحدود مع لبنان محاصرة حيث تم قطع الماء والكهرباء والاتصالات عنها منذ يوم أول من أمس، حيث تتعرض المدينة لحملة أمنية وعسكرية شرسة، وفي منطقة القصير القريبة أيضا من الحدود مع شمال لبنان، فقد شهدت قرية البويضة الشرقية تشييع 6 قتلى من الـ13 الذين قتلوا قبل ثلاثة أيام في عملية عسكرية واسعة شنتها قوات الجيش على قرية البويضة. أما في حمص فسمع في حي الخالدية دوي انفجارين ترافقا مع إطلاق نار كثيفة في المنطقة بعد ظهر يوم أمس. وفي حي الملعب خرجت مظاهرة طلابية من مدرسة عبد الحميد الزهراوي، وفي حي طريق الشام قامت قوات الأمن والشبيحة باقتحام جامع بلال الحبشي، وجرى العبث بمحتويات الجامع بشكل استفزازي، بحجة البحث عن مطلوبين.

المصدر:الشرق الاوسط السعودية  -    أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري