أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

31/01/2011

 

16 ألف شخص فقدوا عملهم في العام 2010

 

 

ضمن مسح قوة العمل الذي يجريه دورياً المكتب المركزي للإحصاء ثمة بيانات مفصلة حول شريحة المتعطلين الذين سبق لهم العمل، و تبعاً لمسح قوة العمل خلال النصف الأول من العام 2010 فإن عدد المتعطلين الذين سبق لهم العمل بلغ نحو 141.163 ألف متعطل مشكلين بذلك نسبة و قدرها 2.5% من إجمالي قدوة العمل البالغ عددها نحو 5.580 ملايين شخص...

و بمقارنة عدد المتعطلين الذين سبق لهم العمل خلال النصف الأول من العام 2010 مع بيانات العام 2009 سنجد أن هناك زيادة قدرها 15.955 ألف متعطل، ففي العام 2009 بلغ عدد هؤلاء نحو 125.208 ألف متعطل، لكن مقارنة بعددهم في العام 2008 سنجد أن هناك تراجعاً واضحاً (مع النصف الأول من العام 2010) يقدر بنحو 59.358 ألف متعطل...

هذه التباين في إحصائيات المتعطلين الذين سبق لهم العمل تطرح تساؤلات تشكل جوهر الملف المذكور، فمثلاً هل تراجع عدد المتعطلين الذين سبق لهم العمل في 2010 عن عام 2008 سببه زيادة فرص العمل التي استوعبت جزءاً من هذه الشريحة؟! أم أن أصحاب العمل أصبحوا أكثر التزاماً بحقوق العمل و بالتالي خفت عمليات التسريح و ترك العمل؟!.

كذلك الأمر بالنسب لزيادة أعداد هؤلاء في العام 2010 عن العام 2009..هل السبب هو ارتفاع حالات التسريح عن العام السابق؟! أم أن فرص العمل أصبحت أقل؟!.

ربما يكون لتوزع المتعطلين الذين سبق لهم العمل تبعاً للوظائف و المهن و الحالة التعليمية مؤشراً مهما في تحديد الأسباب الحقيقية لظاهرة التعطل بعد العمل أو عدم الاستقرار الوظيفي، فعندما تكون النسبة الأعلى من هؤلاء من حملة الشهادة الابتدائية فهذا مؤشر لسبب ما( 48.289 ألف متعطل سبق لهم العمل صنفوا في خانة الابتدائية) وعندما يكون المتعطلون الجامعيون يشكلون نسبة و قدرها10% فهذا له معنى أيضاً...الخ؟!.

يذكر أن التأثيرات الاقتصادية و الاجتماعية لا تقل لظاهرة غياب الاستقرار الوظيفي عن أهمية ما تتسبب به البطالة من تأثيرات سلبية خطيرة على المجتمع و حياة المواطنين، ومن هنا فإن سرعة دوران اليد العاملة و التوجه المتزايد للاعتماد على الوظائف المؤقتة يجعل الحصول على فرصة عمل مدعاة للقلق و الخوف أكثر من كونه عامل ارتياح و سعادة، ففي أي لحظة قد يفقد هذا العامل أو ذاك الفرصة المنتظرة..

و رغم هذه الأهمية، إلا أن ظاهرة عدم الاستقرار الوظيفي في سورية لم تجد من يتابع واقعها و تطوراتها و مؤشراتها، لذلك نادراً ما نقرأ بين المؤشرات الإحصائية التي يتم تداولها حول العمل أي مؤشر عن معدل دوران اليد العاملة، ليس لغياب الإحصائيات كما قد يعتقد البعض بل لأننا أخذتنا مؤشرات محددة و ضيقة، و اعتدنا على الاهتمام بمؤشرات أخرى كمعدل البطالة و متوسط الأجور و عدد أفراد قوة العمل..و إذا قلنا أنها محددة و ضيقة فهذا لا يقلل من أهميتها، إنما ليست هي كل شيء في ملف العمل...

المصدر: سيرياستيبس - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري