تحيةً معطّرةً بأنين الشام ومُعَاناتها..
تحيةً مخنوقةً بالقهر وكابوس الاستبداد،
من سورية المجد والإباء.. إلى الأحرار
الذين يُسطِّرون سِفْرَ الحرية..
إنّ ما جرى في تونُس ويجري في مصر الشقيقة،
لَدَليل على أنّ الشعوب لا يمكن أن تصبرَ
طويلاً على الاستبداد والقهر..
يا شعبنا السوريّ الأبيّ:
ها هي ذي رياح التغيير تلفح الظالمين
المستبدّين، وتدفع بهم إلى هاويةٍ كان
بإمكانهم تجنُّبُها وتجنيبُ البلاد
والعباد لظى نارها..
يا شعبنا السوريّ العزيز، بِعَرَبِهِ
وكُردِهِ وشَركَسِهِ وتـُركُمَانِه..
بمختلف أديانه وطوائفه:
أما آن لِلَيْلِ الشام أن ينجلي؟..
أيها القابِضون على الجَمْر:
أما آن لكم أن تملأوا الأرضَ بعزّتكم
وإبائكم؟.. وتَصرُخَ جموعُكُم بـ (لا)
كبيرة؟.. لا للظلم والفساد والنهب والذلّ..
لا للفقر والجوع والحِرمان والبطالة؟..
أما آن لدمشق أن تهدر، فيتّصل صدى هديرِها
بِصَدى هديرِ تونُس والقاهرة؟..
يا أبناء شعبنا السوريّ الأبيّ:
لقد عُرِفتم على مَرّ التاريخ، بتعايشكم
وتبادلكم المحبةَ والنُّصرة، فكونوا أهلاً
لما سُجِّل عنكم في صفحات التاريخ السوريّ
الـمُشرِق.. وقد برهنت ثورات الشعوب، أنّ
الحقوق –في ظلّ الأنظمة الشمولية
الدكتاتورية- تؤخَذ ولا تُمنَح، وأنّ
تعاضد أبناءِ الشعب الواحد، بكل تشكيلات
نسيجه الاجتماعيّ وشرائحه السياسية
الوطنية، وبكل طوائفه ومذاهبه وأعراقه..
هو السبيل الوحيد لنفض الظلم والجَوْر،
وقهر الاستبداد، وفَرض إرادة الشعب الحيّ،
وكَسر إرادة الطغيان.. مع تجاوز الماضي،
وعدم الجنوح إلى هواجس الثأر والانتقام.
يا علماء سورية ومشايخَها الأجلاّء:
كونوا صمّام الأمان، الذي يدرأ الفتنة،
ويهدي إلى التسامح، ويـُحقّق الانضباط.
يا أبناء جيشنا السوريّ البطل:
الأهل أهلوكم، والعشير عشيركم، والوطن
وطنكم، فكونوا عَوْناً لكل أولئك، ويَداً
لهم لا عليهم، وراحاتٍ تمسح الذلّ عن
شعبكم، لا أذرعاً توجّه السلاح، إلى
الصدور التي تتّسع لكم، والقلوبِ التي
تُحِبّكم.
أيها الحكّام السوريون:
لعلّها الفرصة الأخيرة التي تُدرَأ فيها
الفتنة، وتُـحقَن بفُسحتها الدماء،
وتُجنِّب البلاد والعباد كارثةً تُصيب
الحاكمَ قبل المحكوم، ولا يعلم إلا الله
عزّ وجلّ كيف ستبدأ، وإلى أين ستنتهي،
فالمكابرة لن تنفعَ بعدما هبّت رياح تونُس
التي لن تنتهيَ بمصر.. فسنّة التغيير
تتسارع، وهي توشك أن تصلَ دمشق، ولن
يوقِفَها سوى القيامِ بتغييراتٍ جذريةٍ
جادّةٍ بالغة السرعة، قوامها:
1- تغيير الدستور، ليضمنَ نهاية الحكم
الشموليّ، وإنهاء الانفراد بالسلطة، وذلك
بَدءاً من إلغاء المادة الثامنة منه، التي
تفرض حُكمَ الحزب الواحد.
2- إلغاء قوانين الطوارئ والأحكام
العُرفية والقوانين الاستثنائية ومحاكمها
ذات الصلة.
3- بَتـرُ الفساد، واستئصال الفاسدين،
واسترداد الأموال المنهوبة من الشعب
السوريّ.
4- المعالجة السريعة للفقر والبطالة
والجوع والأميّة.
5- التراجع الفوريّ عن الخطوات والقرارات
القمعية، التي سُرِّحَ بموجبها المعلّمون
والمعلِّمات وأساتذة الجامعات، بسبب دينهم
أو معتقداتهم أو التزامهم الإسلاميّ.
6- الإفراج عن جميع السوريين المعتَقَلين
والسوريّات المعتَقَلات، وتبييض السجون،
والكَفّ نهائياً عن سلوك الاعتقال بسبب
الرأي أو المعتَقَد، والكشف عن مصير
المفقودين.
7- إلغاء كل ما يَـحُول بين الـمُهَجَّرين
القسريّين ووطنهم السوريّ.
8- تصفية مرتكزات التمدّد الشيعيّ في
البلاد، وإغلاق المنافذ بوجه المشروع
الإيرانيّ الغريب عن شعبنا.
9- تشكيل حكومةٍ وطنية، تُعَبِّر عن إرادة
الشعب، وتُمثِّل كلَّ شرائحه الاجتماعية
والسياسية.
10- إجراء انتخاباتٍ حُرّةٍ نزيهة،
لانتخاب برلمانٍ وطنيٍّ يمثّل كلَّ شرائح
النسيج الشعبيّ السوريّ.
والله أكبر ولله الحمد.
(.. فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ
الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ
اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ
لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) (فاطر: من
الآية43).
يوم الاثنين في 31 من كانون الثاني 2011م
جماعة الإخوان المسلمين في سورية |