|
|
|
|
الواقع المؤلم و المرير في المشافي الحكومية في إدلب
|
|
عدد كبير من الشكاوى في فترات متقاربة
تلقيناها,
ومازال يتناول الألم والمعاناة في واقع
أقسام الأطفال في المشافي الحكومية
الموجودة في محافظة
ادلب .
الشكاوى انثال من بين مفاصلها معاناة
متعبة أتعبت التعب ذاته , وفي ظل الازدحام
و الفوضى و المعاناة يبقى دخول أي طفل إلى
تلك المشافي دخول إلى " الغامض " .
و بعض الشكاوى تحدثت عن وجود طبيب واحد
فقط لعشرات الأطفال , و عدم وجود أسرّة
كافية , وعدم اتخاذ التدابير اللازمة تجاه
الأطفال الذين يعانون من الأمراض المعدية
.
و نزولا عند الرغبة المحلة للمواطنين ,قمنا
بجولة ميدانية في المشفى الوطني بمدينة
إدلب , حيث أكد خلالها عددٌ من المواطنين
ما جاء في الشكاوى اللتي تلقاها في وقت
سابق .
طبيب مختص " يعترف " بالنقص الحاد بعدد
الأسرة
و من جانبه , قال الدكتور " بديع الصبحي "
أخصائي أطفال في المشفى الوطني بادلب "
هناك ضغط كبير و غير مسبوق على قسم
الأطفال ، وخاصة أن عدد الأسرّة لا يتساوى
مع عدد الاطفال الذين يراجعون المشفى ".
وأضاف أن " عدد الأسرة المخصصة لقسم
الأطفال هو 30 سريراً بينما عدد المرضى من
الاطفال الذين يحتاجوا إلى الإقامة في
المشفى لأجل المراقبة يصل إلى 100 طفل
يوميا ، بينما عدد الذين تتم معالجتهم
يوميا يصل إلى 300 طفلاً تقريبا ".
و بيّن "الصبحي " أن وجود 6 أطباء لقسم
الأطفال لا يكفي أبدا ، وهذا يعني ان كل
طبيب يداوم 24 ساعة يوميا بمفرده ، فلا بد
من زيادة عدد الكادر الطبي - حسب قوله- .
و أشار الطبيب إلى ضرورة وجود غرف خاصة
للفحص , و غرف لإجراء الرذاذ , منوها إلى
الضجيج الكبير الناتج عن الازدحام الدائم
, مطالبا بضوابط لـ تنظيم عملية علاج
الأطفال مرجحا أن تؤثر هذه الظروف على
تقييم الطبيب للحالات التي بين يديه .
وحول موضوع الجمع بين الأطفال المصابين
بأمراض معدية مع غيرهم من الأطفال , أكد
الطبيب " الصبحي " أنها تحصل ولكن نادرا ,
مشيرا إلى أن الجمع يحصل نتيجة عدم قدرة
الأطباء تجاهل الحالة الانسانية و حرصهم
على معالجة جميع الأطفال الذين يدخلون إلى
المشفى .
مصدر في المشفى : معاينة أكثر من 1700
طفلاً خلال عشرة أيام
و أفاد مصدر طبي في المشفى الوطني بإدلب
أن 654 طفلا تم معاينتهم من تاريخ
30\12\2010 وحتى 3\1\2011 ، بالإضافة إلى
معاينة أكثر من 1100 طفلاً خلال ستة أيام
من الأسبوع الأسبوع الثاني من هذا الشهر .
وأضاف المصدر أن إدارة المشفى قامت بأخذ
عدد من الغرف من قسم الحروق وقسم جراحة
الرجال و تم تخصصيها لقبول الأطفال ,
منوها أن هذه الحلول الاسعافية لا تفي
بالغرض مطالبا بحلول أفضل .
مدير المشفى الوطني بادلب : عدد الأطفال
الذين يراجعون المشفى ثلاث أضعاف طاقتها
الاستيعابية
وكان لا بد من الوقوف عند وجهة نظر
الإدارة , فبدوره قال الدكتور " أكرم
كدردش " مدير المشفى الوطني بإدلب " إن
سبب الضغط في هذا الفترة "عائد إلى موجة
الأمراض التنفسية التي انتشرت بين الاطفال
، حيث أن عدد الأطفال الذين يراجعوا
المشفى ثلاث اضعاف عدد الأسرة المتوفرة" .
وأضاف " اضطرت إدارة المشفى إلى الإستعانة
بعدد من الغرف المخصصة لقسمي جراحة رجال و
الحروق لزيادة عدد الأسرة وتخصصيها
للاطفال ، ولكن مع تحسن الظروف الجوية فإن
هذا الضفط سيتراجع خلال الأيام القادمة" .
واعترف "كدرش " بوجود نقص في الكادر
التمريضي الخاص بقسم الأطفال قائلا "
أحيانا نضطر بالاستعانة بممرضين من أقسام
أخرى ليعملوا في قسم الاطفال لتخفيف الضغط
على زملائهم ، ولكن هناك مشكلة نعانيها في
قسم الحواضن ، لأن هذا القسم بحاجة إلى
عناصر مؤهلة ومدربة لهذه الغاية " .
ونفى خلط الأطفال المصابين بأمراض معدية
بغيرهم مؤكدا " وجود غرف عزل مخصصة " ,
مبينا أن ثمة إيعاز للأطباء في قسم
الأطفال بضرورة معالجة الأطفال و إعطائهم
الدواء وترحيلهم إلى بيوتهم إذا كانت
حالتهم لا تستدعي إقامتهم في المشفى بهدف
إعطاء الفرصة لغيرهم .
ونوه " كدرش " بأن موضوع زيادة الكادر
الطبي في القسم "يعالَج "، مشيرا إلى أن
طبيبا جديدا باشر يوم الاثنين الماضي في
العمل بقسم الاطفال ، وهناك طبيبة أخرى تم
التعاقد معها وستنضم إلى الكادر الطبي
المختص قريبا .
وطالب " كدرش "بضرورة وجود مشفى حكومي
مختص بعلاج الأطفال قائلا " يجب أن لا
يقتصر الامر على وجود أقسام موزعة على
المشافي الحكومية في المحافظة " , مبررا
أن هذا " يساعد بشكل كبير في حل هذه
الأزمة " .
مدير مشفى المعرة الوطني : لا بد من وجود
مشافي ميدانية في القرى .. وحان دور
الهلال الأحمر
وانتقلنا إلى
المشفى الحكومي الثاني في محافظة إدلب ,
وهو مشفى المعرة الوطني , و الذي يعاني
أيضا من ذات المشاكل بما يتعلق بالازدحام
و النقص في الكادر الطبي و التمريضي .
و من جانبه , قال الدكتور " أحمد صفوان
شحادة " مدير مشفى المعرة الوطني " لدينا
يوميا لا يقل عن 57 طفل ولا يوجد في
المقابل سوى ممرضتين " .
وأضاف " الضغط موجود و الحل يبقى محصور في
نقص الكادر التمريضي " .
و أوضح " شحادة " أن قسم الاطفال فيه 30
سريرا وهي ممتلئة بشكل دائم , مبينا
إضطرار المشفى في الكثير من الأحيان إلى
فتح قسم الاسعاف , مؤكدا على أولوية
معالجة جميع الأطفال الذين يتم اسعافهم
إلى المشفى .
و أكد أيضا أن الأطفال المصابين بذات
الرئة أو الانتانات التنفسية حكما يتم
عزلهم .
و أيضا طالب الدكتور " شحادة " بحل سريع
لواقع أقسام الأطفال في المشافي الحكومية
, وخاصة في إدلب منوها إلى ضرورة وجود
مشاف خاصة للأطفال .
و أشار إلى ضرورة وجود مشافي ميدانية في
القرى تابعة للدفاع المدني , و أيضا أن
تأخذ مشافي الهلال الأحمر دورها وتمارسه
بشكل فعال .
و مما يجدر ذكره أن محافظة إدلب على موعد
مع مشفى كبير باسم " مشفى ابن سينا " و
المؤلف من عشرة طوابق و تبلغ تكلفته 700
مليون ليرة سورية , و الذي من المزمع
اتساعه لأكثر من 240 سريرا .
المشفى ومنذ العام 2005 ما يزال طور
الإنشاء .. و السؤال متى سنحلم بمشروع لا
يمل من الملل حتى يتم إنجازه , ربما أمام
الواقع المؤلم " يطلع مسؤول ويقول ليش
العجلة " .
وتبقى آهات الأطفال التي تمتصها الممرات و
الإهمال " في رقبة " الجهات التي يفترض
أنها " معنية " و " مسؤولة " . |
المصدر:
عكس السير - أية اعادة نشر من دون
ذكر المصدر تسبب ملاحقه
قانونيه
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|