أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

01/02/2011

 

الواقع المؤلم و المرير في المشافي الحكومية في إدلب

 

 

عدد كبير من الشكاوى في فترات متقاربة تلقيناها, ومازال يتناول الألم والمعاناة في واقع أقسام الأطفال في المشافي الحكومية الموجودة في محافظة ادلب .

الشكاوى انثال من بين مفاصلها معاناة متعبة أتعبت التعب ذاته , وفي ظل الازدحام و الفوضى و المعاناة يبقى دخول أي طفل إلى تلك المشافي دخول إلى " الغامض " .

و بعض الشكاوى تحدثت عن وجود طبيب واحد فقط لعشرات الأطفال , و عدم وجود أسرّة كافية , وعدم اتخاذ التدابير اللازمة تجاه الأطفال الذين يعانون من الأمراض المعدية .

و نزولا عند الرغبة المحلة للمواطنين ,قمنا بجولة ميدانية في المشفى الوطني بمدينة إدلب , حيث أكد خلالها عددٌ من المواطنين ما جاء في الشكاوى اللتي تلقاها في وقت سابق .

طبيب مختص " يعترف " بالنقص الحاد بعدد الأسرة

و من جانبه , قال الدكتور " بديع الصبحي " أخصائي أطفال في المشفى الوطني بادلب " هناك ضغط كبير و غير مسبوق على قسم الأطفال ، وخاصة أن عدد الأسرّة لا يتساوى مع عدد الاطفال الذين يراجعون المشفى ".

وأضاف أن " عدد الأسرة المخصصة لقسم الأطفال هو 30 سريراً بينما عدد المرضى من الاطفال الذين يحتاجوا إلى الإقامة في المشفى لأجل المراقبة يصل إلى 100 طفل يوميا ، بينما عدد الذين تتم معالجتهم يوميا يصل إلى 300 طفلاً تقريبا ".

و بيّن "الصبحي " أن وجود 6 أطباء لقسم الأطفال لا يكفي أبدا ، وهذا يعني ان كل طبيب يداوم 24 ساعة يوميا بمفرده ، فلا بد من زيادة عدد الكادر الطبي - حسب قوله- .

و أشار الطبيب إلى ضرورة وجود غرف خاصة للفحص , و غرف لإجراء الرذاذ , منوها إلى الضجيج الكبير الناتج عن الازدحام الدائم , مطالبا بضوابط لـ تنظيم عملية علاج الأطفال مرجحا أن تؤثر هذه الظروف على تقييم الطبيب للحالات التي بين يديه .

وحول موضوع الجمع بين الأطفال المصابين بأمراض معدية مع غيرهم من الأطفال , أكد الطبيب " الصبحي " أنها تحصل ولكن نادرا , مشيرا إلى أن الجمع يحصل نتيجة عدم قدرة الأطباء تجاهل الحالة الانسانية و حرصهم على معالجة جميع الأطفال الذين يدخلون إلى المشفى .

مصدر في المشفى : معاينة أكثر من 1700 طفلاً خلال عشرة أيام

و أفاد مصدر طبي في المشفى الوطني بإدلب أن 654 طفلا تم معاينتهم من تاريخ 30\12\2010 وحتى 3\1\2011 ، بالإضافة إلى معاينة أكثر من 1100 طفلاً خلال ستة أيام من الأسبوع الأسبوع الثاني من هذا الشهر .

وأضاف المصدر أن إدارة المشفى قامت بأخذ عدد من الغرف من قسم الحروق وقسم جراحة الرجال و تم تخصصيها لقبول الأطفال , منوها أن هذه الحلول الاسعافية لا تفي بالغرض مطالبا بحلول أفضل .


مدير المشفى الوطني بادلب : عدد الأطفال الذين يراجعون المشفى ثلاث أضعاف طاقتها الاستيعابية

وكان لا بد من الوقوف عند وجهة نظر الإدارة , فبدوره قال الدكتور " أكرم كدردش " مدير المشفى الوطني بإدلب " إن سبب الضغط في هذا الفترة "عائد إلى موجة الأمراض التنفسية التي انتشرت بين الاطفال ، حيث أن عدد الأطفال الذين يراجعوا المشفى ثلاث اضعاف عدد الأسرة المتوفرة" .

وأضاف " اضطرت إدارة المشفى إلى الإستعانة بعدد من الغرف المخصصة لقسمي جراحة رجال و الحروق لزيادة عدد الأسرة وتخصصيها للاطفال ، ولكن مع تحسن الظروف الجوية فإن هذا الضفط سيتراجع خلال الأيام القادمة" .

واعترف "كدرش " بوجود نقص في الكادر التمريضي الخاص بقسم الأطفال قائلا " أحيانا نضطر بالاستعانة بممرضين من أقسام أخرى ليعملوا في قسم الاطفال لتخفيف الضغط على زملائهم ، ولكن هناك مشكلة نعانيها في قسم الحواضن ، لأن هذا القسم بحاجة إلى عناصر مؤهلة ومدربة لهذه الغاية " .

ونفى خلط الأطفال المصابين بأمراض معدية بغيرهم مؤكدا " وجود غرف عزل مخصصة " , مبينا أن ثمة إيعاز للأطباء في قسم الأطفال بضرورة معالجة الأطفال و إعطائهم الدواء وترحيلهم إلى بيوتهم إذا كانت حالتهم لا تستدعي إقامتهم في المشفى بهدف إعطاء الفرصة لغيرهم .

ونوه " كدرش " بأن موضوع زيادة الكادر الطبي في القسم "يعالَج "، مشيرا إلى أن طبيبا جديدا باشر يوم الاثنين الماضي في العمل بقسم الاطفال ، وهناك طبيبة أخرى تم التعاقد معها وستنضم إلى الكادر الطبي المختص قريبا .

وطالب " كدرش "بضرورة وجود مشفى حكومي مختص بعلاج الأطفال قائلا " يجب أن لا يقتصر الامر على وجود أقسام موزعة على المشافي الحكومية في المحافظة " , مبررا أن هذا " يساعد بشكل كبير في حل هذه الأزمة " .


مدير مشفى المعرة الوطني : لا بد من وجود مشافي ميدانية في القرى .. وحان دور الهلال الأحمر

وانتقلنا إلى المشفى الحكومي الثاني في محافظة إدلب , وهو مشفى المعرة الوطني , و الذي يعاني أيضا من ذات المشاكل بما يتعلق بالازدحام و النقص في الكادر الطبي و التمريضي .

و من جانبه , قال الدكتور " أحمد صفوان شحادة " مدير مشفى المعرة الوطني " لدينا يوميا لا يقل عن 57 طفل ولا يوجد في المقابل سوى ممرضتين " .

وأضاف " الضغط موجود و الحل يبقى محصور في نقص الكادر التمريضي " .

و أوضح " شحادة " أن قسم الاطفال فيه 30 سريرا وهي ممتلئة بشكل دائم , مبينا إضطرار المشفى في الكثير من الأحيان إلى فتح قسم الاسعاف , مؤكدا على أولوية معالجة جميع الأطفال الذين يتم اسعافهم إلى المشفى .

و أكد أيضا أن الأطفال المصابين بذات الرئة أو الانتانات التنفسية حكما يتم عزلهم .

و أيضا طالب الدكتور " شحادة " بحل سريع لواقع أقسام الأطفال في المشافي الحكومية , وخاصة في إدلب منوها إلى ضرورة وجود مشاف خاصة للأطفال .

و أشار إلى ضرورة وجود مشافي ميدانية في القرى تابعة للدفاع المدني , و أيضا أن تأخذ مشافي الهلال الأحمر دورها وتمارسه بشكل فعال .

و مما يجدر ذكره أن محافظة إدلب على موعد مع مشفى كبير باسم " مشفى ابن سينا " و المؤلف من عشرة طوابق و تبلغ تكلفته 700 مليون ليرة سورية , و الذي من المزمع اتساعه لأكثر من 240 سريرا .

المشفى ومنذ العام 2005 ما يزال طور الإنشاء .. و السؤال متى سنحلم بمشروع لا يمل من الملل حتى يتم إنجازه , ربما أمام الواقع المؤلم " يطلع مسؤول ويقول ليش العجلة " .

وتبقى آهات الأطفال التي تمتصها الممرات و الإهمال " في رقبة " الجهات التي يفترض أنها " معنية " و " مسؤولة " .

المصدر: عكس السير   - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري