البيانوني لـ"الراية":موقفنا الاخير لاقى ترحيباً في أوساط
عربية وإسلامية شعبية ورسمية
قال المراقب العام للاخوان المسلمين في
سوريا على صدر الدين البيانوني
ان موقف
الجماعة الأخير
المتضمن تعليق انشتطها
المعارضة، ودعوتها
النظام السوري إلى المصالحة
مع شعبه،لاقى
ترحيباً في أوساط عربية وإسلامية، شعبية
ورسمية، وأضاف "تلقينا
ردوداً إيجابية مقدرة، من كثير من أهل
الرأي والفكر والسياسة.. فقد انتقدته بعض
الأطراف في المعارضة السورية، ورأت فيه
تنازلاً للنظام السوري بدون مقابل، نظراً
إلى أن هذا النظام لم يغير موقفه من
الجماعة".
وفيما يلي نص الحوارالذي
اجرته معه صحيفة الراية القطرية :
ما المغزى من قراركم الأخير تجميد
الخلافات مع النظام في سوريا؟
- لقد جاء موقفنا الأخير المتضمن تعليق
أنشطتنا المعارضة، ودعوتنا النظام السوري
إلى المصالحة مع شعبه.. في سياق الحرب
العدوانية التي شنّها العدو الصهيونيّ على
أهلنا في غزة، تعبيراً عن تضامننا معهم،
ودعماً لصمودهم ومقاومتهم، واستجابةً
للظروف السياسية التي فرضها هذا العدوان،
وانطلاقاً من إيماننا بمركزية القضية
الفلسطينية، وأنه ينبغي أن يكون لسورية
دورها المتميز في نصرة هذه القضية، وأنه
في مثل هذه الظروف ينبغي أن تنصرف كلّ
الجهود لمحور الصراع الأساسي.. كل ذلك
جعلنا نتخذ هذا الموقف، ونعتقد أن موقفنا
هذا كان منسجماً مع الموقف العربي
والإسلامي المؤيد لمشروع المقاومة، على
مستوى القيادات والنخب وعلى مستوى
الجماهير.
ما تداعيات هذا القرار وهل هناك مباحثات
مع المسؤولين في سوريا؟
- لقد أثار هذا الموقف ردود فعل كثيرة،
وكانت له تداعيات مختلفة، فبينما لاقى
ترحيباً في أوساط عربية وإسلامية، شعبية
ورسمية، وتلقينا ردوداً إيجابية مقدرة، من
كثير من أهل الرأي والفكر والسياسة.. فقد
انتقدته بعض الأطراف في المعارضة السورية،
ورأت فيه تنازلاً للنظام السوري بدون
مقابل، نظراً إلى أن هذا النظام لم يغير
موقفه من الجماعة. وكأني بهذه الأطراف قد
اقتصرت قراءتها للبيان على البند الثالث
الذي ينصّ على تعليق الأنشطة المعارضة،
وتجاوزت البند الرابع الذي يطالب النظام
السوري بمصالحة شعبه، وإزالة كل المعوّقات
التي تحول دون أداء دوره.
ثم إن البيان لم يكن موجّهاً إلى النظام
السوري وحده، حتى يتمّ الحكم عليه من خلال
ردّة فعله، وإنما كان موجهاً بالدرجة
الأولى إلى أهلنا في غزة وفلسطين، وإلى
شعبنا في سورية، وإلى القيادات والنخب
والجماهير العربية والإسلامية، التي
استقبلت هذا الموقف بالارتياح والترحيب.
أما بالنسبة للنظام السوري فلا نزعم أنه
كان خارج دائرة اهتمامنا، لكنه لم يكن هو
المقصود الأول أو الوحيد بهذه المبادرة،
ولم يصدر عنه - حتى الآن - أيّ موقفٍ عمليّ
منها.
ألا يوجد وسطاء لحلحلة الأزمة مع دمشق؟
- لا يوجد في الوقت الحاضر أيّ وساطة أو
وسطاء على هذا الصعيد.
ما قراءتكم لما يجري في غزة؟
- الحرب على غزة في قراءتنا هي حرب على
الأمة كلها، وهي حرب على مشروع
الديمقراطية في المنطقة، وهي معركة في
سلسلة معارك يراد من خلالها كسر إرادة
الأمة، ووضعها في خانة اليأس والاستسلام،
والاستحواذ على أراضيها وثرواتها، وشعوبها.
منذ سنتين كانت الحرب على لبنان صورة من
صور هذه المعارك، ونظن أن هذا المسلسل
سيستمر، ولن تعدم إسرائيل الذرائع بين يدي
كلّ حرب تريد أن تشنها على أمتنا.
لماذا لم تتحرك سوريا للدفاع عن حماس على
الأقل؟
- مثل هذا السؤال ينبغي أن يوجّه إلى
المسؤولين السوريين. نعتقد أن هذا التحرك
المطلوب والواجب، يتطلّب مقدّماتٍ أولية
على الصعد السياسية والأمنية والتعبوية..
لتجعل مثل هذا التحرك مجدياً وممكناً. لقد
دعونا النظام السوري في بياننا الأخير،
إلى المصالحة الوطنية، لتعزيز الجبهة
الداخلية، وإزالة كلّ العوائق التي تحول
دون قيام سورية - دولةً وشعباً - بواجبها
في استعادة الأرض المحتلة، وفي دعم صمود
الأشقّاء الفلسطينيين، وبناء القاعدة
الشعبية المعينة على ذلك.
نعتقد أنّ مبادرتنا بحدّ ذاتها، هي محاولةٌ
في هذا الاتجاه، للبدء في بناء استراتيجية
جديدة، من خلال رؤيةٍ وطنية شاملة، ونعتقد
أنّ التجاوب معها من المقدمات المطلوبة،
ليكون لسورية دورها الحقيقيّ المنتظر.
هل يعقل أن تكون ردة الفعل العربية
القريبة من فلسطين على هذه الصورة..
مظاهرات ومسيرات فقط؟
- لا تملك الشعوب العربية الشيء الكثير
لتفعله لنفسها، فضلاً عن أن تقوم بنجدة
غيرها. فمعظم هذه الشعوب مكبلة، لا تملك
حريتها وإرادتها، إن الدعم الدوليّ
للأنظمة الاستبدادية جزءٌ من مشروع عالميّ،
يسعى إلى فرض نوعٍ من (الاستقرار) الظاهري
في المنطقة، على حساب حرية الشعوب، لضمان
تنفيذ المخططات الخارجية وتمريرها.
هل أنتم راضون عن مواقف (الاخوان المسلمون)
بشكل عام تجاه ما يحصل في غزة؟
- إن مواقف الإخوان المسلمين تنطلق من
عقيدتهم ومبادئهم، وتحدّدها ظروفهم
وإمكاناتهم. ماذا يمكن أن يقدّم الإخوان
المسلمون؟. وهم في معظم الدول محكومون
بالقبضة الأمنية؟. نحن في سورية - مثلاً -
ما يزال القانون رقم (49) لعام 1980 سيفاً
مسلطاً على رؤوسنا ورؤوس أنصارنا، يحكم
بالإعدام لمجرّد الانتماء لجماعتنا أو
الاقتراب منها، وما يزال عشرات الآلاف من
إخواننا وأنصارنا وأبنائهم وأحفادهم في
المنافي، محرومين من حق العودة إلى الوطن،
وما تزال عشرات الآلاف من الأسر لا تعرف
شيئاً عن مصير أبنائها الذين فُقِدوا في
السجون..
كلنا يعلم ماذا قدّم الإخوان المسلمون في
حرب فلسطين سنة 1948. . الآن كلّ ما يملكه
الإخوان المسلمون، التأييد المعنوي،
وتجييش الشارع العربي والإسلامي،
والمشاركة عبر المؤسسات الإنسانية في
تقديم بعض العون الخيري.. نتمنى أن يكون
بمقدور الإخوان أن يفعلوا أكثر مما فعلوا..
برأيكم لماذا ألغت قمة منظمة المؤتمر
الإسلامي الجهاد في مؤتمر دكار؟
-إن فهم ما جرى في قمة (داكار) وما بعدها،
لا يحتاج إلى كثير تأمل. لم نسمع مسؤولاً
عربياً يذكر الجهاد على شفتيه أمام مشهد
الفظائع التي ارتُكِبت في غزة. الجهاد
شعيرةٌ من شعائر الإسلام، وهو ماضٍ إلى
يوم القيامة، ويجب توعية الناشئة العرب
والمسلمين بحقيقته ومعانيه. لا يضرّ
الجهادَ إساءةُ بعض الذين اختطفوه لمصطلحه.
لا بدّ من وضع مفهوم الجهاد في إطاره
الشرعيّ، وإحيائه في نفوس أبناء الأمة،
لتستعيد الأمة مجدها وعزتها. فالجهاد ذروة
سنام الإسلام. وما ترك قومٌ الجهاد إلاّ
ذلّوا.
هل من فتوى حول تقاعس حكام الأمة عن نصرة
الشعب الفلسطيني؟
- الموقف لا يحتاج إلى فتوى، بل يحتاج إلى
قيادات واعية، تتلاحمُ مع شعوبها، وتجمعُ
الأمةَ على مشروع نهضويّ، يُعيدُ البناء
النفسيّ والفكريّ لأبنائها، ويحشد طاقاتها،
ويوظفها في عملية بناء الأوطان وتحريرها،
واسترداد حقوقها، والدفاع عن مقدّساتها.
عندما يثق الحكام بشعوبهم، ويكونون موضع
ثقة هذه الشعوب، سيدفعهم ذلك إلى تحمّل
أعباء الموقف بكلّ تبعاته.
ما المطلوب لرد الاعتبار للأمة ؟
- المطلوب الاجتماع على مشروعٍ نهضويّ عام،
يُخرجُ الأمة من حالة الوهن والتخلف،
ويوحّدُ جهودَ أبنائها ويصهرُ طاقاتها.
مشروعٌ عمليّ، وليس نظرياً، يقوم على
توظيف كلّ جهدٍ - مهما كان صغيراً - في
معادلة الإنجاز العام. المطلوب أن توسّدَ
الأمورُ في عالمنا العربيّ إلى (القويّ -
الأمين)، الإنسانُ المتخصّصُ المناسبُ في
الموقع المناسب، واليدُ الطاهرةُ النظيفة،
التي تؤتَمَنُ على مصالح العباد والبلاد..
لننفيَ عن عالمنا الفوضى والارتجال
والفساد.. هذا الثلاثيّ الذي دمّر في حياة
شعوبنا كلّ شيء.
المطلوبُ أن يعتمدَ الحاكم - كائناً من
كان - على الخبير الناصح الصادق، الذي يضع
مصلحةً الوطن، ومصلحةَ الشعب، ومصلحةَ
الأمة، فوق كلّ اعتبار.
المصدر:جريدة
الراية القطرية -
أية اعادة نشر من دون ذكر
المصدر تسبب ملاحقه
قانونيه