يعمل زعيم حزب الليكود الإسرائيلي
والمكلف تشكيل الحكومة القادمة، بينيامين
نتنياهو، بشكل حثيث لإزالة «الصورة
السوداء» التي تشكلت حوله لدى الإدارة
الأميركية، بشأن عملية السلام، محاولا
إيجاد اختراق في إحدى مسارات السلام،
للتقليل من أهمية الأنباء التي تتناقلها
وسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية بشأن
مستقبل العملية السلمية في عهد رئيس
الحكومة الجديد المعروف بتشدده.
ولم توقف وسائل الإعلام حديثها عن «العهد
اليميني» القادم في إسرائيل، والخطر الذي
يهدد عملية السلام بكافة محاورها، خاصة أن
نتنياهو اليميني، لم يفلح إلى الآن في
إقناع أحزاب اليسار والوسط بدخول حكومته.
لكن نتنياهو يرغب في أن يكون هناك حديث
«إيجابي» عن عملية السلام، ولو كان ذلك من
خلال الأقوال لا الأفعال. وفي هذا الصدد
يسعى إلى إيصال رسائل لإدارة باراك أوباما،
بأن الحكومة الإسرائيلية القادمة، لن تقف
في طريق السلام، وإنما ستسعى للتوصل إلى
اتفاق شامل مع سورية.
وتجدر الإشارة إلى أن نتنياهو كان يعارض
بشكل كامل أي انسحاب إسرائيلي من هضبة
الجولان السورية المحتلة، وكان يعارض
أفكار رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل
إيهود أولمرت بهذا الشأن، معتبرا أن
الجولان «أراض إسرائيلية» ولا يمكن لتل
أبيب أن تتنازل عنها، كما حذر مرارا من أن
الانسحاب من الجولان، سيحول تلك المنطقة
إلى قاعدة عسكرية إيرانية، في إشارة منه
إلى النفوذ الإيراني في سورية.
وترفض سورية، توقيع أي اتفاق سلام مع
إسرائيل لا يضمن انسحابا إسرائيليا كاملا
من منطقة الجولان. بينما تعتقد إسرائيل أن
التوصل لاتفاق مع سورية من شأنه أن يقلل
من تأثير إيران على دمشق، وكذلك علاقة
الأخيرة بحزب الله اللبناني.
وكانت تركيا رعت مفاوضات غير مباشرة بين
حكومة أولمرت المستقيلة، وسورية، إلا أن
هذه المفاوضات توقفت بسبب الحرب
الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية الصادرة
أول من أمس، إن نتنياهو يعمل بشكل حثيث
منذ الآن لوضع الخطوط العريضة بشأن
المفاوضات مع سورية، وبحسب الصحيفة فإن
مقربين من نتنياهو يناقشون فكرة وضع أسس
لتسوية مؤقتة بين إسرائيل وسورية، تعلن
بموجبها تل أبيب ودمشق عن رفع شعار «اللاحرب»
بين البلدين، وهنا تقوم إسرائيل بالانسحاب
من مناطق محدودة جدا من الجولان، وتنقل
السيطرة الإدارية والأمنية فيها إلى
سورية.
ويريد نتنياهو من خلال هذه الطرح، إيصال
مجموعة من الرسائل إلى الإدارة الأميركية
بأن حكومته القادمة، لن تكون «حجر عثرة»
في طريق السلام، وإنما ستقدم «ما بوسعها
لخدمة المسيرة السلمية». وترفض سورية مثل
هذه المقترحات، واشترطت بشكل دائم أن يكون
أي اتفاق سلام مع إسرائيل مقابل انسحاب
كامل من الجولان، وليس من مناطق محددة.
وأعلن بنيامين نتنياهو أن أوباما لديه
اهتمام كبير بطروحات الحكومة الإسرائيلية
القادمة بشأن السلام. وقال إنه عقد
اجتماعين في السابق مع أوباما، وبحث معه
مجموعة من المقترحات المتعلقة بالعملية
السلمية، وكان هناك الكثير من الاهتمام من
قبل الرئيس الأميركي بشأن ما يتم طرحه.
وأوضح نتنياهو «وجدت أن الرئيس باراك
أوباما، يريد تحقيق نتائج إيجابية، بعيدا
عن مجرد التصريحات بشأن السلام، وكان لديه
اهتمام كبير بما طرحناه من أفكار».
معلومات هآرتس
ويرى المقربون من نتنياهو أن تصريحاته
بشأن إمكانية الانسحاب من مناطق محددة من
الجولان، لا يتعارض مع معارضته السابقة
للمحادثات غير المباشرة بين إسرائيل
وسورية، وبحسب المقربين فإنه لا يريد
انسحابا كاملا من الجولان كما كان يطرح
أولمرت، وإنما انسحاب جزئي يتم من خلاله
اختبار نوايا سورية المستقبلية بشأن
العلاقات مع إيران وحزب الله اللبناني.
وكشفت صحيفة هآرتس للمرة الأولى عن
مفاوضات سرية أجراها نتنياهو مع سورية
بصورة غير مباشرة من خلال رجل أعمال
أميركي، وذلك في العام 1998، عندما كان
رئيسا لوزراء إسرائيل.
وزعمت الصحيفة أن نتنياهو ادعى أن سورية
وافقت في حينه على إبقاء محطة إنذار في
حرمون، والتزام إسرائيل بإخلاء كافة
المستوطنات، وقال مقربون من زعيم حزب
العمل إيهود باراك أن نتنياهو كان سخيا
جدا في عروضه لسورية، ووصل الأمر لعرض
بترسيم الحدود بناء على خط الحدود الدولي
وخطوط العام 1967. كما ادعت أن الرئيس
السوري في حينه أصر على رؤية خريطة مفصلة
إلا أن نتانياهو رفض، وبذلك انتهت
المفاوضات من دون نتائج.
المصدر:صحيفة
اوان الكويتية
-
أية اعادة نشر من دون ذكر
المصدر تسبب ملاحقه
قانونيه