أخبار الوطن الرئيسية

01/03/2011

 

يوم الغضب التالي ...أين ومتى ؟؟

بلال داود

 

تركيبة العناصر المنتجة للغضب الشعبي الذي نشهده يتفجر بين يوم و آخر في بلد ما ، تشبه إلى حد كبير التفاعل الكيماوي ، فحين يجتمع غاز الأوكسجين مع غاز الهيدروجين ضمن ظروف معينة من الحرارة والضغط فإن هذه الجزيئات تتحد و يتكون الماء وبقايا أحد الغازين ، ومهما تتكرر التجربة فلن ينتج سوى الماء ، طال زمن التفاعل أو قصر تبعا لتغير الظروف من الضغط والحرارة .

انقلاب عسكري على الملكية أو الرجعية أو الإقطاعية أو الانفصالية ... فديكتاتورية و استبداد وقمع و أجهزة أمن و استخبارات أكثر من البقاليات ..فيزيد عدد المعتقلين عن عدد الخريجين من الجامعات .ويكافئ عدد المنفيين والمهجرين والمهاجرين عدد السكان الباقين ...في ظل قانون الطوارئ ، وجيوش من الحرس الرئاسي أو الجمهوري و دبابة موجهة فوهة مدفعها نحو الشعب ، و برلمان للزينة متغول عليه حزب واحد فارغ من أية سلطة سوى التصفيق و هز الرؤوس وبلع الفلوس ، و أطنان من الوعود الجميلة الكاذبة والشعارات الرنانة الفارغة .......هذه العناصر تنتج القائد الملهم ، باني المجد والوطن والحضارة والنهضة و...و...و.... ، ويوشك ان يصبح خالق الحياة .

قائد ملهم و حكم مديد لعشرات السنين وتصفية الرفاق الثوريين أو إبعادهم أو تنحيتهم أو إسكاتهم بالطرق المناسبة لتعقم أرحام النساء إلا رحم السيدة الأولى من حمل جينات الإلهام فيعرف الوريث ، و عائلة تريد حصة و منافقون يريدون الثمن وفرص استثمارية في البلد فزواج غير شرعي بين السلطة والمال فنهب للمال العام ينتج فسادا ماليا و إداريا لا يترك صغيرا و لا كبيرا إلا أصابه و من لم يصبه أصابه بلواه وغباره .

في تفاعلات جانبية لمعادلة التركيبة السابقة ، ينشر إعلام النظام بالتعاون مع خبراء الأجهزة الأمنية ، ثقافة بالروح والدم نفديك يا زعيم و... منحبك ... و ما يشبهها من ثقافة السجود للقائد المعبود ، و ينحدر الفن إلى حضيض ال ( هشك فشك ) ، و ينخفض مستوى التعليم والرعاية الصحية و مستوى الإنتاج و نوعيته و تتفكك الأسر ..ولا تترك الحزبية والمحسوبية للكفاءة إلا الهجرة ..و...و ...

كل هذا ينقل التفاعل الاجتماعي ( على الطريقة الكيماوية) إلى المرحلة التالية فيتحول مجلس قيادة الثورة إلى مجلس شفط الثروة ...و ينقلب الهرم ليملك أقل من خمسة في المائة من الناس معظمهم لصوص ما يزيد عن خمسة وتسعين في المائة من الثروة فيما يعيش أكثر من خمسة وتسعين بالمائة من الشعب على أقل من خمسة في المائة من الثروة .

يتولد من مزيج كل العناصر السابقة قنبلة موقوتة من الغضب الشعبي ، حالها كحال الديناميت يحتاج صاعقا لينفجر ،،، قد يكون فتيله قصيرا ومباشرا كما فعل البوعزيزي في تونس وقد يكون هادئا متوسط الطول كما فعل الشعب المصري الذي استغرق فتيله قرابة عام ونصف منذ 6 أبريل 2009 ، او فتيلا طويلا كما هو حال ليبيا الذي اشتعل يوم مجزرة سجن بوسليم قبل خمسة عشر عاما ... و إذا كان الفتيل السوري اشتعل يوم مجزرة سجن تدمر في 28 حزيران 1980 على الطريقة الليبية . أو يوم 2 شباط 1982 يوم مجزرة حماة .... نكون قد ضربنا الرقم القياسي في طول الفتيل......

أينما وجدت قنبلة الغضب ، فهي جاهزة للانفجار بمجرد وصول نار الفتيل إلى الصاعق و نحن كبشر ، و إن كنا لا نعرف متى هو الموعد التالي للانفجار ولا مكانه ... فإننا نعرف أن زمان القائد الملهم الزعيم الأوحد المفدى محبوب الجماهير أو معبودها ....الخ ...الخ ..قد ولى إلى غير رجعة ... وجاء زمان الرئيس الحكيم الذي يسرع إلى نزع الفتيل .....و تفكيك القنبلة !!!!

قالوا حديثا : الحكيم من اتعظ بغيره ....لا من قال لست كابن علي

بلال داود – كاتب سوري
Arcan48@yahoo.com

المصدر :بلال داود - أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري