قال نشطاء على اتصال بمقاتلي
المعارضة إن معظم عناصر الجيش السوري الحر
انسحبوا من منطقة بابا عمرو المحاصرة في
حمص اليوم الخميس بعد أن قصفتها قوات
الرئيس بشار الأسد على مدى اكثر من ثلاثة
أسابيع. وأضافوا أن بضعة مقاتلين بقوا
لمحاولة تغطية "الانسحاب التكتيكي"
لزملائهم. وقال العقيد رياض الاسعد بعد
ظهر اليوم الخميس ان قواته "انسحبت من
بابا عمرو انسحابا تكتيكيا حفاظا على ما
تبقى من الاهالي والمدنيين". واعلن مصدر
امني سوري في دمشق ان الجيش السوري سيطر
على حي بابا عمرو بالكامل بعد ان سقطت آخر
جيوب المقاومة فيه. ودارت اشتباكات عنيفة
استمرت لـ25 يوما بين عناصر الجيش السوري
الحر والقوات النظامية التي تواصل حصارها
وقصفها لمدينة حمص، فيما اعلن المجلس
الوطني السوري انشاء مكتب عسكري لدعم
المقاومة المسلحة وسط تزايد الضغوط
العربية والدولية على دمشق.
وكان عضو الهيئة العامة للثورة السورية
هادي العبد الله قال في اتصال ظهر اليوم
مع وكالة "فرانس برس" من حمص ان "عناصر
الجيش السوري الحر تمكنوا من صد محاولة
اقتحام بابا عمرو، وهم صامدون فيه". واضاف:
"لم يدخل الجيش النظامي الحي، الاشتباكات
تدور في الخارج".
من جهة اخرى، اكد مدير المرصد السوري
لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في اتصال
مع "فرانس برس" ان "المعارك بين الجيش
النظامي والمنشقين عنه تدور في اطراف حي
بابا عمرو وليس في داخله".
واضاف عبد الرحمن ان الجيش النظامي "مصمم
على اقتحام بابا عمرو مهما كلف الامر".
وتمكن عناصر من الجيش الحر من اجلاء
عائلات من سكان الحي بحسب هادي العبد الله.
ويتعرض هذا الحي في مدينة حمص وسط سوريا
الى قصف مستمر لليوم السابع والعشرين على
التوالي.
وكان مصدر امني في دمشق اكد لـ"فرانس برس"
الاربعاء ان حي بابا عمرو اصبح تحت سيطرة
القوات النظامية مضيفاً: "قام الجيش
بعملية تطهير للحي بناء تلو البناء ومنزلا
تلو المنزل".
غير ان ناشطين معارضين في حمص اعتبروا ان
هذه الانباء هي مجرد "اشاعات لبث الرعب"
في قلوب السكان.
واكد قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض
الاسعد لوكالة "فرانس برس" ان عناصره
يواجهون القوات النظامية بالاسلحة الخفيفة
والمتوسطة.
وبدأت محاولة اقتحام بابا عمرو الاربعاء
غداة توجه وحدات من الفرقة الرابعة التي
يقودها ماهر الاسد شقيق الرئيس السوري
بشار الاسد، بحسب ناشطين.
وبحسب عدد من قادة وحدات الجيش السوري
الحر المرابطة حول مدينة حمص، فإن كل
المسالك المؤدية الى المدينة باتت مقطوعة
تماما.
وفي باريس، اعلن المجلس الوطني السوري
الذي يمثل معظم اطياف المعارضة تنظيم
تسليم الاسلحة للمعارضين من خلال "مكتب
استشاري عسكري" انشيء اخيراً، حسبما قال
رئيس المجلس برهان غليون في باريس.
وقال غليون في مؤتمر صحافي "قرر المجلس
الوطني "انشاء مكتب استشاري عسكري مؤلف من
عسكريين ومدنيين (...) لمتابعة شؤون قوى
المقاومة المسلحة المختلفة وتنظيم صفوفها
وتوحيد قواها ضمن قيادة مركزية واحدة".
واضاف غليون ان المجلس سيعمل على "توفير
كل ما تحتاجه المقاومة والجيش الحر من اجل
القيام بواجباته الدفاعية على أكمل وجه
وتأمين الحماية اللازمة للمدنيين ورعاية
الثوار".
وتابع ان المجلس "سيعمل على الحيلولة دون
حالة التشتت والفوضى في انتشار واستعمال
السلاح، ومنع أي اختراقات أو تجاوزات لا
تصب في مصلحة الثورة السورية والمصلحة
الوطنية العليا".
وذكر غليون في المؤتمر الصحافي ان
الصحافية الفرنسية اديت بوفييه المصابة
والمحاصرة في ما يبدو في حمص كانت
الاربعاء في "مكان آمن".
وصرح غليون خلال مؤتمر صحافي في باريس: "لقد
تلقيت رسالة من داخل (سوريا) مفادها انها
كانت في مكان آمن. لا اعلم اليوم ما اذا
كانت لا تزال في مكان آمن".
واعلنت لجان التنسيق المحلية ان بوفييه
ترفض مغادرة بابا عمرو دون اخراج سائر
الجرحى المدنيين.
واقر البرلمان الكويتي الخميس قرارا غير
ملزم يدعو الحكومة الى تسليح المعارضة
السورية والى قطع العلاقات مع دمشق.
وكانت قطر والسعودية رحبتا بفكرة تسليح
الجيش السوري الحر.
واعلن وزير الخارجية الكويتي الخميس ان
وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي
سيعقدون الاربعاء المقبل في السابع من
اذار (مارس) اجتماعا مع نظيرهم الروسي
لبحث الاوضاع في سوريا.
وقال الشيخ صباح خالد الصباح في كلمة امام
مجلس الامة: "سيعقد اجتماع روسي خليجي بين
وزير الخارجية الروسي ووزراء خارجية مجلس
التعاون الخليجي في الرياض يوم 7 اذار (مارس)".
واكد الوزير للمجلس الذي يجري مناقشة
عاجلة للملف السوري ان دول مجلس التعاون
ستعبر عن خيبة الامل الخليجية من الموقف
الروسي" ازاء الازمة السورية و"ستدعو
روسيا لاتخاذ موقف يلبي طموحات الشعب
السوري".
ويأتي ذلك بعد ان عبرت دول مجلس التعاون
الخليجي لاسيما السعودية عن غضبها ازاء
استخدام روسيا لحق النقض في مجلس الامن ضد
قرار دولي يدعم الخطة العربية لسوريا.
وقررت بريطانيا الخميس سحب كل موظفيها
الدبلوماسيين من سوريا وتعليق عمل سفارتها
"لاسباب امنية" كما اعلن وزير الخارجية
البريطاني وليام هيغ في بيان الخميس.
وقال هيغ: "اود ان ابلغ مجلس العموم بانني
اتخذت القرار بتعليق خدمات سفارة بريطانيا
في دمشق وسحب كل الموظفين الدبلوماسيين
لاسباب امنية".
وفي جنيف، تبنى مجلس الامم المتحدة لحقوق
الانسان الخميس قرارا يدعو مرة اخرى
الحكومة السورية الى وقف انتهاكات حقوق
الانسان في سوريا ويدعو نظام الرئيس بشار
الاسد الى السماح للامم المتحدة وللوكالات
الانسانية ب"الوصول بدون عائق" الى البلاد.
وقامت الدول الـ47 الاعضاء في مجلس حقوق
الانسان بالتصويت على مشروع القرار الذي
تم تبنيه بتاييد 37 صوتا ومعارضة ثلاثة (الصين
وروسيا وكوبا) وامتناع ثلاث دول هي
الاكوادور والهند والفيليبين.
والقرار الذي يحمل عنوان "انتهاكات تتزايد
خطورة لحقوق الانسان وتفاقم الوضع
الانساني في سوريا" كانت عرضته في مطلع
الاسبوع قطر وتركيا ثم وقعته حوالى 60
دولة بينها دول غير اعضاء في المجلس.
ويدعو القرار نظام الرئيس بشار الاسد الى
السماح "بوصول بشكل حر وبدون عائق للامم
المتحدة والوكالات الانسانية للقيام
بتقييم كامل لاحتياجات حمص ومناطق اخرى".
واعلن كوفي انان، الموفد الجديد للامم
المتحدة والجامعة العربية الى سوريا،
الاربعاء انه يأمل التوجه "قريبا" الى
دمشق وتسليمها "رسالة واضحة: اعمال العنف
يجب ان تتوقف وان تصل الوكالات الانسانية"
الى السكان.
وردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي هو الاول
منذ تعيينه الاسبوع الماضي، حول الرسالة
التي سينقلها الى دمشق، اجاب انان "الرسالة
واضحة: المجازر واعمال العنف يجب ان تتوقف
وان تصل الوكالات الانسانية (الى السكان)
كي تقوم بعملها ومن المؤسف ان هذا الامر
لم يحصل".
واعلنت دمشق الخميس استعدادها "للتشاور
حول موعد" لزيارة مسؤولة الشؤون الانسانية
في الامم المتحدة فاليري اموس الى سوريا.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن وزارة
الخارجية والمغتربين ان "وكيلة الامين
للامم المتحدة للشؤون الانسانية طلبت
القدوم في موعد لم يكن مناسبا لنا
ومستعدون لمتابعة التشاور معها حول موعد
مناسب للطرفين لبدء الزيارة".
وكانت دمشق رفضت الاربعاء السماح لفاليري
اموس بالدخول الى سوريا لتقييم الازمة
المتفاقمة في البلاد بسبب حملة القمع التي
يشنها النظام ضد مناهضيه، بحسب اموس.
وقال دبلوماسيون ان اموس، مساعدة الامين
العام للامم المتحدة، متواجدة في بيروت
بانتظار حصولها على تاشيرة لدخول دمشق.
الا ان حكومة الرئيس بشار الاسد لم تستجب
لطلبات الامم المتحدة السماح لها بالزيارة. |