أخبار الوطناتصل بنا الرئيسية

01/04/2010

 

اختفاء لوحة فسيفسائية نادرة في حماة

 

 

فُقدت لوحة أثرية فسيفسائية نادرة تبلغ مساحتها 180م2 من موقع المنطار /2/كم شمال مدينة سلمية وكانت اللوحة قد اكتشفت صدفة قبل اعوام ضمن عقار أحد المواطنين في الموقع المذكور خلال عمليات التنقيب التي كانت تقوم بها دائرة آثار حماة هناك بإشراف أحد موظفيها، فسارعت المديرية العامة للآثار بدمشق ودائرة آثار حماة إلى تسجيل الموقع الذي تم فيه العثور على اللوحة كموقع أثري واستمرت عمليات التنقيب فيه، وتم كذلك إرسال خبراء آثار للكشف على اللوحة المكتشفة وتحديد قيمتها المادية والأثرية،

حيث أكد الخبراء أن قيمتها المادية تتجاوز 20 مليون ليرة سورية لكن قيمتها الأثرية لا تُقدر بثمن فهي تحفة هندسية وثروة وطنية وقومية ليس لها مثيل لا من حيث المساحة والشكل فحسب بل من موضوعاتها أيضاً.
وبالعودة إلى اختفاء اللوحة فإن ما يلفت النظر ليس سرقة اللوحة أو اختفاءها، و«عادة ما تكون مثل هذه الكنوز الأثرية هدف ومحط أنظار لصوص الاثار وتجارها» بل في موقف دائرة آثار حماة تجاهها.. فبعد اكتشاف اختفاء اللوحة في آواخر العام الماضي قامت الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش بدمشق والمديرية العامة للآثار والمتاحف بتحريك دعوى قضائية بحق المشرف على التنقيب في الموقع الذي اكتشفت فيه اللوحة والذي عُين أيضاً مشرفاً عليها، وعلى إثر هذه الدعوى أرسلت إدارة قضايا الدولة بحماة كتاباً يحمل الرقم /520/ و/2009/ تاريخ 27/12/2009 إلى دائرة آثار حماة متضمناً بيان رغبة الدائرة بالإدعاء على مشرف التنقيب المؤتمن على اللوحة وبيان الأضرار إن وجدت.
وهنا كانت المفاجأة حيث رد مدير آثار حماة في كتاب يحمل الرقم /3488/ ص تاريخ 31/12/2009 أن دائرة آثار حماة لا ترغب بالإدعاء على أحد كما أنه ليس لديها أيّ مطالب في هذه الدعوة، وتم ذلك دون العودة إلى مديرية الآثار والمتاحف بدمشق.
وهكذا تم طمس القضية، وتنازلت آثار حماة بهذه البساطة أو بالأصح بالبحث عن هذه اللوحة النادرة بكتاب رسمي وبتوقيع مديرها وخاتم الدائرة الرسمي.. وليجر هذا المرقف تساؤلات تبدأ ولا تنتهي وهي أسئلة مشروعة حول كيف تم نزع هذه اللوحة من موقعها، وهي بهذا الحجم الكبير، لاسيما وأن المادة اللاصقة كانت مع تحريك الدعوى تؤكد أن السرقة تمت منذ فترة قصيرة...؟ وتستمر التساؤلات عن مصلحة دائرة آثار حماة في عدم الادعاء على أحد..؟
ولماذا اتخذت الدائرة هذا الموقف دون العودة إلى مديرية الآثار بدمشق؟، وأين هي اللوحة الآن..؟!
أسئلة تحمل في طياتها الكثير من علامات الاستفهام والتعجب وتحتاج إلى إجابات لا نعتقد أنها ستكون قادرة على الإقناع وحل لغز اختفاء اللوحة إلا إذا تم العثور عليها وتوضيح كيفية اختفائها أو سرقتها

المصدر:صحيفة البعث السورية   -   أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر تسبب ملاحقه قانونيه

الرئيسية

الآراء المنشورة لا تعبر بالضرورة عن موقف المرصد السوري