تتلخص
وقائع هذه الدعوى بأن الدكتور(ش/م) قد
أخبر شرطة داريا، بأن جده، وجد مقتولاً
على سريره الكائن بداريا، بعد أن علم من
جدته وعمه، بأن لاصقاً كان موضوعاً على فم
ويدي وقدمي الجد تم نزعه من قبل ذويه عند
اكتشاف أمر الوفاة.. فحضرت دورية إلى
المكان كما حضرت هيئة التحقيق القضائي،
وبعد الكشف على مسرح الجريمة والجثة التي
لم يشاهد عليها علامات تدل على وجود عنف
أو شدة تم تشكيل لجنة طبية ثلاثية لتحديد
سبب الوفاة التي ذكرت اللجنة في تقريرها
أنها ناجمة عن آفة قلبية وعائية حادة،
فسلمت الجثة بناء عليه إلى ذويها ليصار
إلى دفنها أصولاً حسب التقاليد والعادات
المرعية، ولكن بعد فترة قصيرة من الزمن
وردت معلومات إلى فرع الأمن الجنائي بريف
دمشق من أحد المخبرين بأن وفاة الجد، لم
تكن طبيعية وإما هي جريمة قتل بدافع سرقة
أربعة ملايين ليرة سورية من الخزنة
الحديدية العائدة للمغدور، والموجودة في
غرفة نومه، وأن الفاعلين هم حفيد المغدور
ورفاقه الأحداث (عبد وجلال،ونهاد) وشريكهم
نعمان العمر 25 سنة وأنهم قد دخلوا الشقة
بواسطة مفتاح مطابق حصل عليه حفيد الجد-
الحدث مجد من والده وعليه تم إحضار حفيد
الجد مجد ورفيقيه الحدثين جلال ونهاد
وبالتحقيق الأولي معهم، اعترفوا أنهم
اتفقوا على الدخول لشقة مجد، بعد أن عرض
عليهم المذكور ذلك وبعد أن أعلمهم أن لدى
جده الكثير من المال وأنه كان يسرق منه
مبالغ مالية صغيرة دون أن يحس به جده، وأن
لديه في خزنته الحديدية الموجودة داخل
غرفة نومه مبلغ أربعة ملايين ليرة سورية..
فقرروا أن يسرقوا مبلغ مائة ألف من هذه
الخزنة فقط حتى لايكتشف أمر سرقتهم
واتفقوا على ذلك جميعاً.. فقام حفيد الجد
مجد بتسهيل هذه المهمة عليهم بسرقة مفتاح
شقة جده من حمالة مفاتيح والده في غفلة
منه، وأشار عليهم أن ينتظروه عند الثانية
بعد منتصف الليل بجانب البناء الذي كان
يقطن جده فيه، وفي الموعد المحدد وضع
شالاً على وجهه ونزل لعندهم كونه يسكن في
ذات البناء الذي يقع فيه بيت جده، وبعد
حوالي نصف ساعة توجهوا جميعاً إلى منزل
الجد حيث قام الجميع بنزع أحذيتهم بينما
قام نعمان بفتح الباب بواسطة المفتاح الذي
سلمه إياه حفيد الجد مجد، ومن ثم دخلوا
الأربعة خلف بعضهم البعض وتوجه حفيد الجد
مجد ونعمان إلى الغرفة التي كان ينام فيها
الجد بينما بقي جلال ونهاد في الصالون
وأثناء تفتيش مجد ونعمان عن مفاتيح الخزنة
الحديدية استيقظ الجد من نومه وصاح بهم من
هناك؟... ونظر إليهما ثم عاد واستلقى على
سريره فظنوا أنه قد أغمي عليه فقام حفيد
الجد مجد باخراج لاصق من جيبه وضعه على فم
جده ويديه وقدميه كي لايصرخ الجد أو يتحرك
بعد أن يستيقظ من غيبوبته وكان نعمان
أثناء ذلك يمسك الجد من يديه تسهيلاً لعمل
الحفيد مجد..ومن ثم توجه الاثنان إلى
متابعة البحث عن مفاتيح الخزانة الحديدية،
ووجدواالمفاتيح مع مبلغ ثلاثة ألاف
وخمسمائة ليرة سورية، غير أنهما لم يتمكنا
أبداً من فتح تلك الخزانة، لأنهم سمعوا
صوت سعال جّدة مجد من الغرفة الثانية
لأكثر من مرة كما شعروا بحركتها وهي تغادر
غرفتها فهربوا جميعاً من المنزل بعد أن
اكتفوا بأخذ المبلغ المتواضع الذي كان مع
المفاتيح (3500) ل.س في حين قام حفيد الجد
مجد بتغطية جده بالحرام بالكامل ولاذ
الجميع بالفرار بعد أن تركوا الأنوار
مضاءة والباب مفتوحاً ،غير أن نعمان كسرت
رجله أثناء فراره ولكنه تمكن كما تمكن
شركاؤه من العودة كل واحد إلى منزله حيث
أعاد حفيد الجد مجد مفتاح بيت جده إلى
حمالة المفاتيح العائدة لوالده بعد أن دخل
إلى منزلهم دون أن يشعر به أحد..لابل رافق
والده- تضليلاً- إلى منزل الجد بعد أن
أخبرت الجدة كافة أولادها بما جرى للجد
الذي وجدته بلا حراك تحت الحرام واللاصق
على فمه ويديه وقدميه...وبناء على هذا
الاعتراف تم إحالة الأحداث مجد وجلال
ونهاد إلى محكمة الأحداث الجماعية بريف
دمشق حيث صدر بحقهم قرارها المتضمن حبس كل
منهم ثلاث سنوات لارتكابهم جرم التسبب
بالموت من غير قصد تمهيداً لارتكاب جناية
السرقة الموصوفة في حين طلبت جهة الادعاء
الشخصي المتمثلة بورثة المغدور الحكم
بالتعويض عن وفاة مؤرثهم الأمر الذي ترك
أمر تقديره لمحكمة الجنايات الثانية بريف
دمشق التي كان يمثل أمامها المتهم الرابع
نعمان، هذه المحكمة التي أصدرت قرارها
بتجريم المتهم نعمان تولد 1983 بجناية
التسبب بالموت تمهيداً لجناية السرقة
الموصوفة المنصوص عنها والمعاقب عليها
بالمادة 536/2 من قانون العقوبات العام.
ومعاقبته بالأشغال الشاقة مدة سبع سنوات
مع حجره وتجريده مدنياً ومنعه من الإقامة
بمكان وقوع الجرم مدة توازي مدة محكوميته
وإلزامه بالتكافل والتضامن مع باقي
المحكومين بدفع مبلغ (800000) ل.س تعويضاً
لورثة المرحوم توزع بينهم حسب الأنصبة
الشرعية بموجب حصر الأرث الشرعي..
يذكر أنه قد تم نشر هذا الحكم وفق المادة
67 من قانون العقوبات العام وأفهم
علناً..... |